صرّح وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، بأن سلطات الاحتلال قد تتيح قريباً لليهود «حريّة العبادة وممارسة الشعائر الدينية» في المسجد الأقصى، وذلك في ظل المعطيات التي تشير إلى ارتفاع مستمر في عدد المستوطنين الذين اقتحموا الحرم القدسي، منذ تولي إردان المنصب عام 2015. وقال إردان في مقابلة أجراها مع صحيفة «ماكور ريشون» ذات التوجهات المؤيدة لسياسة الاستيطان، والمحسوبة على تيار الصهيونية الدينية، ونشرتها وكالة «سما» الإخبارية الفلسطينية، أمس (الجمعة)، حول إمكانية أن يتاح للمستوطنين حريّة أداء شعائرهم التلمودية في القدس: «أنا متأكد من أن ذلك سيحصل قريباً».
وأضاف إردان أن «الأمور تتجه في القدس نحو استعادة السيادة والسيطرة على المكان. سنصل إلى هدفنا عندما يبدي المزيد من اليهود رغبتهم في زيارة جبل الهيكل (في إشارة للحرم القدسي)، وهكذا سينشأ طلب مُلحّ وضاغط حول هذا الأمر، وأتمنى أن يحصل ذلك قريباً». وتابع أنه «عندما نصل إلى هذه المرحلة، فسنعمل ونضغط باتجاه تغيير الوضع القائم التاريخي في القدس، وذلك مع مراعاة المصالح الدولية لإسرائيل». وأضاف: «لا أستطيع التنبؤ بالضبط متى سيحدث ذلك، لأن ذلك لا يتعلق فقط بصلاحياتي، لكني أتوقع أن يحصل خلال السنوات القليلة المقبلة، حتى عقد من الزمن على أبعد تقدير».
واعتبر أنه لا يمكن الاستناد إلى قوانين قديمة بهذا الشأن، معتبراً أن المحكمة العليا الإسرائيلية والجهاز القضائي الإسرائيلي، قد يجد مخرجاً قانونياً بهذا الخصوص، مستشهداً بتغيير المحكمة العليا لقراراتها السابقة المتعلقة باحتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين، حيث أصدرت قراراً يجيز استمرار احتجاز جثامين الشهداء على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب المعطيات، فإن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى والحرم القدسي في عام 2015 وصل إلى 10 آلاف مستوطن، ليرتفع العدد في عام 2016 إلى 14626 شخصاً، ثم ارتفع مرة أخرى بنسبة 63 في المائة عام 2017 ووصل إلى 25628 مستوطناً، وتجاوز عددهم العام الماضي 35 ألف مستوطن.
وخلال الفترة التي شغل فيها إردان منصب وزير الأمن الداخلي، مارست حكومة الاحتلال الإسرائيلي شتى أنواع الضغوط والتحريض والملاحقة للمرابطين الذين ينشطون في الأقصى. وأطلق إردان في مناسبات عدة دعوات إلى تغيير الوضع القائم في مدينة القدس منذ احتلال المدينة في يونيو (حزيران) عام 1967، بحيث يسمح للمستوطنين اليهود باقتحام المدينة المقدسة لأداء شعائرهم الدينية والصلاة فيها. كما أتاح إردان للمستوطنين اقتحام الأقصى، بما في ذلك خلال المناسبات الدينية الإسلامية، وذلك على نحو غير مسبوق، في محاولة لتغيير الوضع القائم للمدينة المحتلة، بما في ذلك خلال ما يسمى «يوم القدس»، الذي يتزامن مع آخر عشرة أيام من شهر رمضان بالتزامن مع ذكرى ما يسمى بـ«خراب الهيكل».
وزير الأمن الإسرائيلي: «حرية عبادة» لليهود في الحرم القدسي قريباً
وزير الأمن الإسرائيلي: «حرية عبادة» لليهود في الحرم القدسي قريباً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة