تعزيزات عسكرية للميليشيات إلى التحيتا جنوب الحديدة

مشروع «مسام» السعودي الوحيد الذي يعمل على نزع الألغام في الجوف

TT

تعزيزات عسكرية للميليشيات إلى التحيتا جنوب الحديدة

حشدت ميليشيات الحوثي الانقلابية، خلال الـ48 ساعة الماضية، بتعزيزات جديدة، من خلال استقدام مئات المقاتلين والآليات العسكرية نحو مديرية التحيتا، جنوب الحديدة الساحلية، الواقعة غرب اليمن، بالتزامن مع إحباط القوات المشتركة من الجيش الوطني محاولات تسلل قامت بها مجاميع من الميليشيات الحوثية على مواقع القوات في منقطة الفازة الساحلية بمديرية التحيتا، بحسب ما أكده مصدر عسكري ميداني.
وقال المصدر، وفقاً لما نقل عنه مركز إعلام «العمالقة» الحكومية، إن «ميليشيا الحوثي حاولت التسلل إلى مواقع القوات المشتركة، ولكنها تفاجأت بيقظة مقاتلي القوات المشتركة وقوة الردّ الذي تلقوه عقب إحباط عملية التسلل الفاشلة»، مضيفاً أن «القوات المشتركة خاضت اشتباكات عنيفة مع مسلحي الميليشيات الحوثية استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والقذائف المدفعية، وأطلقت الميليشيات عشرات القذائف صوب المواقع عقب فشلها في التسلل إليها حيث استخدمت قذائف مدفعية الهاون الثقيل بشكل مكثف وعنيف».
وذكر ذات المصدر أن «ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران تواصل التصعيد اليومي في محاور محافظة الحديدة كافة، وتسعى للقضاء على عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، ولم تلتزم ببنود اتفاقية السويد، التي تشمل وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية في الحديدة».
إلى ذلك، تتواصل المعارك في الجبهات الشمالية بمحافظة الضالع، بجنوب البلاد، أبرزها قعطبة ومريس، بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، وميليشيات الحوثي الانقلابية، من جهة أخرى، وسط تكبيد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية في معاركها مع الجيش الوطني المسنود من غارات تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية.
وفي ظل إفشال محاولات الانقلابيين المستميتة في التقدم إلى مواقع الجيش الوطني واستعادة مواقع تم دحرهم منها خلال الأيام الماضية، تواصل ميليشيات الانقلاب ارتكاب جرائمها بحق المدنيين العُزل، من خلال القصف المستمر على القرى المأهولة بالسكان، مخلفة وراءها خسائر مادية وبشرية في أوساط المواطنين، وكذا خسائر في ممتلكات المواطنين.
وقال تقرير صادر عن المركز الإعلامي لجبهة الضالع (الحكومية): «مديرية قعطبة، شمال الضالع، تختصر رمزية التفوق الاستراتيجي في وجه القوات الانقلابية، وهي تجسيد حي لمعنى البطولة والشرف من مريس شرقاً حتى الفاخر غرباً»، وإن «جماعة الحوثي اعتقدت أن بوسعها استغلال أزمة أغسطس (آب) الأخيرة لإنهاك القوات الجنوبية المرابطة في الجبهات».
وأضاف التقرير أنه «على مدار الشهرين السابقين شنّت الميليشيات سلسلة هجمات شبه انتحارية لفتح ثغرة ميدانية في الطوق العسكري الذي تفرضه قواتنا، لكن جميع المحاولات الحوثية باءت بالفشل. ونحن نؤكد أن بوصلة القوات المشتركة لن تتغير أو تتأثر بأي أزمات سياسية، وأن الفترة المقبلة ستحمل متغيرات استراتيجية مهمة لن تقل أهمية عن إنجاز تحرير وتطهير قعطبة»، وأن «الجماعة الحوثية لم تنجح بتحقيق أهدافها العسكرية، لكنها في المقابل نجحت في تعميق الجراح الإنسانية، من خلال انتهاكاتها الممنهجة بحق المدنيين».
في المقابل، أثنى وكيل محافظة الجوف، محمد الحاشدي، على الدور الإنساني الذي يقدمه مشروع نزع الألغام في اليمن «مسام» الذي ينفذه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية». وقال إن «(مسام) هو مشروع حياة لكل أبناء اليمن، وهو المشروع الوحيد الذي يعمل على نزع الألغام في محافظة الجوف، وإن أبناء المحافظة بكل فئاتهم ممتنون للجهود العظيمة التي تبذلها الفرق الهندسية التابعة للمشروع في سبيل تأمين حياة الناس وتمكينهم من العودة إلى مناطقهم ومزارعهم سالمين».
وأضاف أن «الألغام في محافظة الجوف (شمال صنعاء) تشكل مأساة حقيقية، فحجم الألغام المزروعة مرعب، ولا توجد منطقة دخلتها ميليشيات الحوثي خالية من الألغام، ووجود مشروع (مسام) في الجوف سيعمل على إنهاء هذه المأساة».
وذكر أن «الألغام جريمة حرب منظمة ضد الإنسانية بشكل عام، وقد حظيت محافظة الجوف بالنصيب الأكبر من تلك الألغام، بل إنها تعد من أكبر محافظات اليمن التي تعرضت لزراعة الألغام من قبل جماعة الحوثي».
وأكد وفقاً لما نقل عنه مكتب إعلام «مسام»، أن «جميع المناطق والقرى التي دخلتها ميليشيات الحوثي وتم دحرهم منها أصبحت مناطق ميتة وخالية من أي مظاهر للحياة، ولا يستطيع أحد الدخول إليها بسبب الألغام التي زرعتها الميليشيات بشكل كثيف وعشوائي»، منوهاً أن «أغلب تلك المناطق هي مناطق زراعية وسكنية، منها منطقة معمرة، وبعض القرى المتبقية في مديرية الغيل التي لم يتمكن مشروع مسام من الوصول إليها».
ولفت الحاشدي إلى أن «محافظة الجوف ما زالت تعاني بسبب كثرة الحوادث التي حصلت للمدنيين جراء انفجار الألغام بالسيارات، والأفراد أثناء تنقلهم، وأن الآلاف سقطوا بسببها بين قتيل وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال»، وأن «مشروع مسام استطاع أن يؤمن كثيراً من المناطق السكنية والأراضي الزراعية ومناطق شاسعة لرعي الإبل، وتمكّن المدنيون من العودة مجدداً إلى قراهم ومناطقهم وممارسة حياتهم، بعد أن شرّدتهم الحرب لسنوات».
وأكد وكيل محافظة الجوف أن «زراعة الألغام في المحافظة ما زالت مستمرة بشكل مهول في جميع المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات ومناطق التماس؛ حيث تمتد حوالي 350 كيلومتراً، إذ تسعى ميليشيات الحوثي من خلال تفخيخ الأرض والجبل بالألغام، لإعاقة تقدم الجيش الوطني»، مستنكراً «صمت منظمات الأمم المتحدة حول ما يحدث من إجرام بحق أبناء محافظة الجوف بسبب الألغام التي تحصد بشكل يومي أرواح المدنيين، وكأن هؤلاء المدنيين الأبرياء ليسوا من كوكب الأرض» على حدّ وصفه.
وطالب الحاشدي منظمات الأمم المتحدة بالنزول إلى «محافظة الجوف ليشاهدوا حجم الأضرار التي خلّفتها الألغام، وينظروا فعلاً مَن الذي يستحق العقوبات الدولية ومَن الذي يستحق كلمة الإرهاب، هل هم المدنيون الذين حالت ألغام الحوثيين بينهم وبين الدخول إلى منازلهم ومزارعهم، أم الحوثيون الذين جعلوا من الألغام مصيدة موت تتربص بالمدنيين؟!».
وكانت الفرق الهندسية لـ«مسام» نفذت عملية تفجير وإتلاف 1230 لغماً وعبوة ناسفة وقذيفة غير متفجرة في مديرية الحزم بمحافظة الجوف، شمال صنعاء؛ حيث تعد عملية التفجير الذي نفذها الفريق 3، والفريق 15 مسام، وأشرف على عملية تنفيذها فريق المسح الفني بمشروع «مسام» العملية السادسة عشرة على مستوى محافظة الجوف، والسابعة على مستوى مديرية الحزم منذ أكثر من عام.
وأكد من جانبه، العميد أمين عقيلي، مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، أن «هذه العملية التي تم تنفيذها، سيليها كثير من عمليات الإتلاف في محافظات مأرب، وشبوة، والجوف».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.