إسرائيل تعلن سلسلة إغلاقات على الضفة وغزة بسبب الأعياد اليهودية

قذيفة مصرية سقطت بالخطأ قرب معبد يهودي

TT

إسرائيل تعلن سلسلة إغلاقات على الضفة وغزة بسبب الأعياد اليهودية

فرضت إسرائيل طوقاً أمنياً شاملاً (إغلاق شامل) على الضفة الغربية وقطاع غزة اعتباراً من منتصف ليلة أمس حتى منتصف ليلة الثلاثاء بمناسبة الأعياد اليهودية. وقالت ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إنه لن يُسمح للفلسطينيين بدخول إسرائيل إلا في الحالات الإنسانية، وبعد مصادقة منسق الأعمال في المناطق.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن قوات شرطية معززة ستنتشر في أنحاء إسرائيل اعتباراً من اليوم، للحفاظ على الأمن خلال عيد رأس السنة. وتشمل الإجراءات الإسرائيلية إغلاق الضفة الغربية بشكل كامل، وإغلاق المعابر مع قطاع غزة. وأُخذت هذه الإجراءات بناءً على تقييم الوضع الأمني وتعليمات المستوى السياسي حسبما أعلن الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي. وقال أدرعي إنه سيتم إغلاق الضفة وغزة مع يوم «الغفران» بين يومي الاثنين والثلاثاء الموافق الثامن من الشهر القادم، وحتى منتصف الليل بين يومي الأربعاء والخميس، ومع عيد العرش من منتصف ليل السبت - الأحد الموافق 13 من الشهر المقبل، وحتى منتصف الليل بين يومي الاثنين والثلاثاء.
وأضاف: «سيتم رفع الإغلاق وإعادة فتح المعابر بناءً على تقييم الوضع. طيلة فترة الأعياد لن يشمل الإغلاق المناطق الصناعية في يهودا والسامرة» (الضفة). وتابع: «خلال فترة الإغلاق سيُسمح بعبور حالات إنسانية وطبية واستثنائية فقط بعد موافقة منسق أعمال الحكومة في المناطق».
من جهة أخرى، سقطت قذيفة دبابة صباح اليوم في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل ومحاذية للحدود مع مصر. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن القذيفة سقطت بالقرب من معبد يهودي «كنيس» في بلدة نتسرين الحدودية دون إيقاع إصابات رغم ما أحدثته من أضرار مادية لمركبة كانت مركونة في المكان. وقال المسؤولون الإسرائيليون إن هذه القذيفة على ما يبدو أُطلقت من داخل الأراضي المصرية عن طريق الخطأ في أثناء الاشتباكات الدائرة بين قوات الأمن المصرية ومجموعات إرهابية تنتمي إلى «داعش» في سيناء.
وبعد ذلك رصدت قوات خفر السواحل الإسرائيلية شخصاً اجتاز الحدود المائية بين مصر وإسرائيل من جهة البحر. وقال مسؤولون إنه تم إرسال زورق تابع للجيش الإسرائيلي إلى المكان واعتقلوا المشتبه به المتسلل بعد تخطيه الحدود وأحالوه إلى التحقيق.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».