حرب صلاحيات جديدة بين «المستقبل» و«التيار» في لبنان

TT

حرب صلاحيات جديدة بين «المستقبل» و«التيار» في لبنان

عادت علاقة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مع «التيار الوطني الحر» ورئيسه وزير الخارجية جبران باسيل، إلى دائرة الاضطراب، بعد الخلاف الذي نشب أول من أمس داخل القاعة العامة لمجلس النواب بين الحريري من جهة، ونواب من تكتل «لبنان القوي» من جهة أخرى.
واعترض نواب «لبنان القوي»، المحسوبون على فريق رئيس الجمهورية ميشال عون، على قرار الحكومة تمويل مشاريع إنمائية لبعض المناطق؛ ما دفع الحريري إلى الانسحاب من الجلسة التشريعية، بعدما اعتبر «تيار المستقبل» الذي يقوده الاعتراض تعدياً على صلاحيات رئيس الحكومة.
وجاء انسحاب رئيس الحكومة من الجلسة، بعد مداخلة لرئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، سجّل فيها اعتراضه على استرداد رئيس الحكومة مشروع قانون يتعلّق باعتمادات لاستكمال مشاريع في جبل لبنان. وتبعت المداخلة كلمات لنواب آخرين من التيار العوني، منهم سيزار أبي خليل وسيمون أبي رميا، وصفوا فيها قرار استرداد مشروع القانون بـ«التعسفي» ويوقف الإنماء في مشاريع حيوية في جبل لبنان والجنوب.
وتضاربت تفسيرات الطرفين لما حصل؛ إذ اعتبر عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش، أن «انتقاد رئيس الحكومة في البرلمان هو جزء من اللعبة الديمقراطية، شرط أن يكون الفريق المنتقد في معسكر المعارضة». وأكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «من يتمدد داخل السلطة ويهاجم رئيس الحكومة عليه أن يستقيل من الحكومة أو يقيلها»، معتبراً أن «البعض يعيش تناقضات كبيرة، ويعتمد الخطاب الشعبوي والطائفي والمناطقي في إطار ممارسته السلطة».
ورغم احتواء التوتر وعودة رئيس الحكومة إلى الجلسة التشريعية، أول من أمس، فإن جمهور الفريقين تفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستخدماً الاتهامات المتبادلة. وقلل «التيار» من أبعاد ما حصل، في حين أكد مصدر في تكتل «لبنان القوي» أن «الجدال الذي شهدته قاعة البرلمان، لن يؤثر على علاقة التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وقيادتيهما، ولن يضرب التحالف القائم بينهما». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما طالب به نواب التكتل هو تنفيذ مشروع حيوي لمنطقة معينة، يحتاج إلى استكمال منذ عام 2014، وأن تكون هناك مساواة في تمويل المشاريع الإنمائية بين كل المواطنين». وطمأن المصدر إلى أن «صلاحيات رئيس الحكومة محفوظة بالدستور والممارسة، والكل يحترم هذه الصلاحيات، ومن حق رئيس الحكومة أن يستردّ أي مشروع قانون مقدم من الحكومة، وهذا لا مساومة عليه».
ويشكّل استمرار التسوية السياسية مصلحة لكل من عون والحريري؛ كونها تضمن للأول تجنّب عهده الاضطراب والفراغ الحكومي، في حين تضمن للثاني بقاءه في رئاسة الحكومة طيلة المدة المتبقية من ولاية الرئيس. غير أن القيادي في «تيار المستقبل» مصطفى علوش رأى أن ما حصل «لا تتوقف على المس بصلاحيات رئيس الحكومة، بل تظهر أننا مجموعة من القبائل التي تتقاسم الحكم، على قاعدة إما نتوافق على كل شيء أو نعطل كل شيء».
ونبّه إلى أن «سلوك وزراء ونواب التيار الحر بدأ يؤثر سلباً على التسوية بين الرئيس الحريري وفريق العهد... الحريري يراهن على نجاح مؤتمر سيدر ليستثمر كنجاح للبنان في السنوات العجاف التي نعيشها الآن، لكن هذا النجاح غير متوافر في ظل استمرار الهدر، وبقاء (حزب الله) خارج منظومة الدولة»، مؤكداً أن «هذه التطورات ستعقد العلاقة بين الحريري وباسيل».
ويتزامن الخلاف بين الطرفين مع وجود عون وباسيل في نيويورك، لكن ذلك لا يعني أن باسيل كان على تواصل دائم مع نوابه. واستغرب المصدر في تكتل «لبنان القوي» إعطاء تفسيرات خاطئة لما حصل، مشدداً على أن «المشادة الكلامية التي شهدها مجلس النواب لن تهز التسوية». وقال: «نحن والمستقبل لسنا جسماً واحداً، وكلّ فريق له وجهة نظر، وهناك أمور نختلف حولها، لكن ما نتفق عليه أكبر بكثير من نقاط الاختلاف»، مؤكداً أن «التيار الوطني الحر وتكتله النيابي لن يتوقفا عند أمور بسيطة، وسجالات مجلس النواب باتت وراءنا، ونحن أمام مرحلة من العمل المشترك، وأهمها مشروع الموازنة والإصلاحات المالية والاقتصادية ومكافحة الفساد ووقف الهدر لتصحيح ميزانية الدولة».



بيان لمصر و20 دولة: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

بيان لمصر و20 دولة: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

أكدت مصر و20 دولة ومنظمة التعاون الإسلامي، اليوم (السبت)، على الرفض القاطع لاعتراف إسرائيل باستقلال إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وللربط بين هذه الخطوة وأي مخططات لتهجير الفلسطينيين «المرفوضة شكلاً وموضوعاً».

وأشارت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إلى أن الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الذي يسعى للانفصال عن جمهورية الصومال الفيدرالية يُعد خرقاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح البيان أن مصر والأطراف الموقعة على البيان تؤكد دعمها لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية، ورفض أي إجراء يخل بوحدة البلاد وسيادتها على أراضيها وسلامتها الإقليمية.

والدول الموقعة على البيان هي: مصر والسعودية والجزائر وجزر القمر وجيبوتي وغامبيا وإيران والعراق والأردن والكويت وليبيا والمالديف ونيجيريا وسلطنة عمان وباكستان وفلسطين وقطر والصومال والسودان وتركيا واليمن، بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي.

وحذرت الخارجية المصرية من أن «الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يمثل سابقة خطيرة وتهديداً للسلم والأمن الدوليين».

وكانت إسرائيل أعلنت اعترافها باستقلال إقليم «أرض الصومال»، أمس الجمعة، في خطوة أثارت رفضاً عربياً واسع النطاق بالنظر إلى أن جمهورية الصومال هي إحدى الدول الأعضاء في الجامعة العربية.

 


الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أكد فيه أنه يتابع عن كثب التطورات الجارية في محافظتي حضرموت والمهرة.

وشدد المبعوث الأممي على أهمية جهود الوساطة الإقليمية المستمرة، مشيراً إلى مواصلته انخراطه مع الأطراف اليمنية والإقليمية دعماً لخفض التصعيد، ودفعاً نحو حل سياسي شامل وجامع للنزاع في اليمن، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وحسب البيان، جدد الأمين العام دعوته إلى ضبط النفس وخفض التصعيد واللجوء إلى الحوار، وحث جميع الأطراف على تجنب أي خطوات من شأنها تعقيد الوضع.

ويأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري متواصل للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، وسط تحركات إقليمية لاحتواء التوتر ومنع اتساع رقعة المواجهات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، استعدادها للتعامل بحزم مع أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد في محافظة حضرموت.

جاء ذلك استجابة لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الذي دعا لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين من الانتهاكات التي ترتكبها عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي.


«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»
TT

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد «المجلس الانتقالي الجنوبي» انفتاحه على «أي ترتيبات» مع «تحالف دعم الشرعية»، بقيادة السعودية والإمارات، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة، وتسليمها لقوات «درع الوطن» والسلطة المحلية، وكذا إعلان التحالف الاستجابة لحماية المدنيين في حضرموت استجابةً لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي.

ونقل إعلام المجلس أن قادته برئاسة عيدروس الزبيدي عقدوا اجتماعاً في عدن؛ لاستعراض التطورات العسكرية والسياسية، وأنهم ثمَّنوا «الجهود التي يبذلها الأشقاء في دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ لإزالة التباينات وتوحيد وجهات النظر، بما يعزِّز الشراكة في إطار التحالف العربي لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة في الجنوب والمنطقة».

وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وجَّه خطاباً مباشراً إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، دعا فيه إلى الاستجابة الفورية لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية، وإنهاء التصعيد في محافظتَي حضرموت والمهرة.

وقال الأمير: «إن الوقت حان للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواته من المعسكرات في المحافظتين وتسليمها سلمياً لقوات درع الوطن، والسلطة المحلية».

من جهته حذَّر المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، اللواء الركن تركي المالكي، من أن أي تحركات عسكرية تخالف خفض التصعيد، «سيتم التعامل المباشر معها في حينه»، داعياً إلى خروج قوات المجلس الانتقالي من محافظة حضرموت، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها.

وقال المالكي إن ذلك يأتي «استجابةً للطلب المُقدَّم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت؛ نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي».