علبة لـ«آي فون».. تمكن من التصوير بشكل احترافي

تسهل إنتاج فيديوهات وأفلام سينمائية

علبة لـ«آي فون».. تمكن من التصوير بشكل احترافي
TT

علبة لـ«آي فون».. تمكن من التصوير بشكل احترافي

علبة لـ«آي فون».. تمكن من التصوير بشكل احترافي

ديفيد باسيلتو أستاذ في مدرسة ثانوية في سان مارينو في كاليفورنيا، يعتقد أن بمقدوره القيام بعمل أفضل مع تلك الصور والفيديوهات التي يجري التقاطها بواسطة هاتف «آي فون»، أو جهاز «آي باد»، هذا إذا جرى تلقي مساعدة صغيرة من أداة قام بصنعها وتدعى «آي أوغرافر» (iOgrapher).

* تصوير احترافي
* الجهاز عبارة عن علبة بحجم فيديو الكاسيت القديمة، فقط، أدخل الهاتف إلى وسطها، ومن ثم يمكن تركيب عدسات مقربة، أو عريضة الزاوية، لالتقاط صور لا يستطيعها عملها عادة هذا الهاتف. ويبدو أن القيمة الحقيقية لـ«آي أوغرافر» هي بالنسبة إلى الأشخاص الراغبين في إنتاج أفلام سينمائية، وبوجود مقابض على جانبي العلبة، يمكن موازنة صور الفيديو، لا سيما الطويلة منها.
والمقصود من منتج باسيلتو هذا على غرار المنتجات الأخرى التي صنعت خلال السنوات الأخيرة، أن يستخدم من قبل الطلاب والصحافيين وغيرهم من الراغبين في إنتاج محتويات تبدو من صنع محترفين، من دون إنفاق آلاف الدولارات، أو حمل معدات ثقيلة، ومثل هذه الملحقات تضيف إمكانات محسنة لكاميرا الهاتف الذكي.
ويقول باسيلتو «انظروا إلى شعبية «يو تيوب»، فثمة تحول كبير في الطريقة التي يرى الطلاب فيها الذين أدرسهم العالم، فأنا راغب في تنويرهم وإبلاغهم أن بمقدور أي واحد منهم الخروج بقصة كبيرة أو برنامج».
وإلى جانب القدرة على موازنة لقطات العلبة المحمولة باليدين، فإنه يمكن تركيبها بسهولة على حامل ثلاثي عادي أيضا، كما أن فيها مكان لوصل الإضاءة والميكروفون، وحتى كاميرا «غو برو» لاستكمال ما تصوره. ويمكن شراء هذه العلبة لهاتف «آي فون 5» أو «5 إس» من (iographer.com) مقابل 50 دولارا (العلبة الخاصة بـ«آي باد» ثمنها 70 دولارا) رغم أن هناك حاجة لشراء المعدات الإضافية، مثل الحامل الثلاثي، والميكرفونات، أو قدح الشفط بشكل منفصل. ويقول باسيلتو إنه لا ينوي حاليا إنتاج نسخ من هذه العلبة لاستخدامات هواتف «آندرويد»، لكنه ذكر أنه يقوم بإنتاج علبة مقاومة للمياه.

* أفلام التلاميذ
* وشرع باسيلتو (49 سنة)، وهو منتج سابق في هوليوود، في تعليم الإنتاج الفيديوي في مدرسة سان مارينو الثانوية الواقعة خارج لوس أنجليس منذ 6 سنوات، وهو راغب في أن يقوم تلامذته بإنتاج كثير من الأفلام، لكن لم تتوافر معدات كافية؛ لذا أرسلهم خارجا بما يملكونه من هواتف «آي فون» وأجهزة «آي باد»، ويعلق على ذلك بقوله «ما حصلنا عليه كان قصصا جيدة، لكنها كانت مهزوزة، أما الصوت فقد كان سيئا للغاية».
وشرع باسيلتو يعمل على نموذج أولي من «آي أوغرافر»، الذي من شأنه مساعدة الطلاب على التقاط فيديوهات واضحة عالية النوعية. ويبدو أن الفكرة لاقت تجاوبا، فجامعات مثل بيردو شرعت تستخدمها، وقد قامت شركته أخيرا بتطوير علب بعلامات تجارية خاصة بـ«هيودي» التي هي شركة ناشئة جديدة مقرها في السحاب الإلكتروني، تتيح للفرق الرياضية التقاط الفيديوهات أثناء المباريات ومراجعتها، وكان أحد صحافي «بي بي سي» قد استخدم واحدة منها لتغطية مباريات كأس العالم في البرازيل. والتحدي الكامن في «آي أوغرافر» وملحقات الهواتف الذكية الأخرى المشابهة، هو أننا نقايض أحيانا الأداء وسهولة الاستخدام، بالحصول على معدات إنتاجية رخيصة صغيرة يمكننا حملها بجيوبنا.
والمرة الأولى التي حاولت فيها وضع هاتفي في علبة «آي أوغرافر» فكرت بأنني قد أحطمه، فالأمر يتطلب كثيرا من الدفع والضغط للتأكد على أنه في الوضع الصحيح والأمين. وقد أكد لي باسيلتو أن العلبة مصنوعة من مزيج من البلاستيك المتين، ومع ذلك لم أتمكن من الشعور بالتردد والتراجع، كلما قمت بإدخال الهاتف في العلبة.
وحال إدخال الهاتف في العلبة، فإنها توفر تجربة تصوير مسلية، فقد تمكنت من نصبها على سطح مستو من دون الحامل الثلاثي، ولكوني حصلت على قبضة واسعة عن طريق المقابض، فهذا ما مكنني من الحصول على درجة كبيرة من التحكم والسيطرة أثناء التصوير.
والمواد المستخدمة في «آي أوغرافر» تساعد على جعلها خفيفة الوزن، وإن كانت الشركة الصانعة لا تعلن عن وزنها، لكن عن طريق ميزان المطبخ في منزلي، بلغ وزنها من دون ملحقاتها 3 أونصات (87 غراما)، ولكن لدى تركيب الضوء والميكروفون في العلبة، بدت وكأنها ثقيلة. وتعمل هذه العلبة فقط مع الهواتف العارية؛ مما يتوجب نزع كسائها الواقي قبل الاستخدام؛ وهو ما يشكل إزعاجا لدى التصوير أثناء التنقل والتجوال.
ويقول باسيلتو إن الطلب على هذه العلبة يتنامى باستطراد، فمنذ نوفمبر (تشرين الثاني) باع منها 6000 وحدة. ويتوقع أن يبلغ العدد في نهاية العام الحالي 3 أضعاف هذا الرقم.
* خدمة «نيويورك تايمز»



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».