السودان: قرارات حكومية لحل أزمتي الوقود وشح الخبز

TT

السودان: قرارات حكومية لحل أزمتي الوقود وشح الخبز

بحث مجلس الوزراء السوداني في أول اجتماع له من دون رئيسه «عبد الله حمدوك»، سلسلة الأزمات المتلاحقة التي تواجه أساسيات الحياة في البلاد، وتشمل الخبز والمحروقات وندرة وسائط النقل والدواء، في الوقت الذي أجرى فيه رئيس الوزراء اجتماعات مهمة مع قادة دول ومنظمات أممية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتداول الاجتماع الذي ترأسه وزير رئاسة الوزراء عمر مانيس، الأزمة الخانقة في الوقود، وأزمة مواصلات الخدمة العامة عنها، وأدت لصعوبات جمة في تنقل المواطنين إلى أعمالهم، وانتشار صفوف السيارات حول محطات الوفود.
وقال وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة فيصل محمد صالح في تصريحات عقب الاجتماع أمس، إنهم استمعوا إلى تقرير من وزير الطاقة والتعدين عادل إبراهيم، الذي كشف فيه كفاية الاحتياطيات من المحروقات في المستودعات والمصفاة، وعدم وجود ندرة في المواد البترولية، وأرجع الندرة في المواد البترولية إلى عمليات إدارية، تتمثل «تسريب» شحنات الوقود قبل وصولها لمحطات الخدمة.
وبحسب الوزير صالح، فإن مجلس الوزراء اتخذ عدداً من الإجراءات العاجلة، بمواجهة مشكلة ندرة الوقود، تتمثل في زيادة الحصص اليومية من «البنزين والجازولين»، ووضع ترتيبات لمعالجة مشكلة النقل، وإدخال شركة حكومية لمعالجة مشكلة نقل مشتقات البترول، وتنشيط غرف المراقبة بمشاركة الجهات المعنية كافة.
وقال صالح إن مجلس الوزراء أصدر توجيهات بوقف عمليات تحصيل الرسوم الحكومية على الطرقات، وشرطة المرور بتجاوز الأخطاء المرورية الصغيرة، بحيث لا تؤدي لتعطيل حركة شاحنات نقل الوقود، وتابع: «احتياطي البلاد من المواد البترولية يكفي لمدة 40 يوماً، إضافة إلى كميات كبيرة ينتظر أن تصل البلاد عبر ميناء بورتسودان»، إضافة إلى اتخاذ خطوات بالتنسيق مع جهازي الشرطة والأمن لمراقبة محطات الخدمة. ووصف صالح شح بعض المواد الطبية والأدوية بأنها «مشكلة مفتعلة»، ومرتبطة بتوصيل الأدوية والمواد الطبية إلى المستشفيات، وقال: «يحدث هذا لقصور وضعف مقصود أو غير مقصود»، وتابع: «وزير الصحة أكد وجود مشكلة في الولايات، وطالب بتوفير الدعم الكافي لاستيراد الأدوية لمواجهة الأزمة، وتلقى وعودا من محافظ بنك السودان بذلك».
ونقل صالح عن وزيرة العمل لينا الشيخ أن هناك نقصا في مركبات المواصلات العامة، ما يؤدي لندرة وسائط النقل العام، وأنهم سيعملون على سد النقص على المستوى القصير باستلاف وسائط نقل من القوات النظامية، وزيادة حصص الوقود، وأشارت إلى قرب وصول مئات الحافلات العامة للبلاد للإسهام في حل مشكلة المواصلات.
من جهته، قال وزير المالية والاقتصاد إبراهيم البدوي بحسب المتحدث باسم الحكومة، بعدم وجود أزمة فعلية في «طحين الخبز»، وإن كميات من الدقيق المدعوم يتم تهريبها خارج المخابز، وإن اجتماعا بين قوى إعلان الحرية والتغيير والمنظمات الشعبية ستعقد ورشة لتنشيط لجان الأحياء في حملات المراقبة.
وبحث الاجتماع أحداث العنف التي شهدتها مدينة نيالا غرب البلاد، واستخدام الشرطة للعنف في مواجهة محتجين سلميين، وقال صالح إن «تقرير وزيري الداخلية والحكم الاتحادي لم يكتمل بعد»، بيد أنه أكد على أن «حق التجمع والتظاهر السلمي حق أصيل، يتطلب إجراءات تنظيمية، وأن الحكومة تبدي أسفها بشأن الأحداث لحين اكتمال تقرير الوزيرين».
من جهة أخرى، قال صالح إن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أجرى اتصالات مع عدد من المسؤولين الدوليين وقادة الدول، إضافة إلى لقاءات عقدها مع سودانيي المهجر، ومنظمات حقوق الإنسان، والمنظمات الدولية المتعلقة بديون السودان، فيما ينتظر أن يلقي حمدوك كلمة السودان في الجمعية قرب منتصف ليل اليوم في نيويورك.
من جهته، أبدى حمدوك بحسب حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، سعادته بما أطلق عليه «رسالة التضامن والموقف القوي مع شعب السودان، والالتزام لمساندة الانتقال الديمقراطي»، مشيراً إلى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة ورسالته التضامنية التي قال فيها إن «السودان يشكل أملاً كبيراً، بالنسبة لنا».
في سياق آخر، تواصلت حملة تصفية رموز النظام المعزول في الخدمة المدنية، بإقالة وزير الطاقة والكهرباء عادل إبراهيم أمس، لمعظم مديري الشركات العاملة في مجال الكهرباء.
وأصدر الوزير قرارات قضت بإقالة مديري شركات التوليد الحراري، والتوليد المائي، والنقل والتوزيع، والشركة القابضة «عبد العزيز حامد الطيب، وعبد الرحمن حجاج، وأمين عثمان يوسف، وإبراهيم حامد قرني، وصلاح أحمد محمد»، وكلف كلا من «أبو بكر عباس الزين، ومحمد أرو سليمان، وسليم محمد محجوب، وأمين عثمان يوسف، ومصطفى صالح إبراهيم»، مديرين لهذه الشركات على التوالي.
وكان وزراء آخرون قد أصدروا قرارات مماثلة بإقالة عدد من المسؤولين في الخدمة المدنية المحسوبين على النظام المعزول، وينتظر اتخاذ قرارات أخرى، استجابة لمطالب شعبية بتطهير الخدمة المدنية من رموز الإسلاميين، أو ما يطلق عليها اصطلاحاً «الدولة العميقة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.