مجلس بابل يقيل محافظها بتهمة «التزوير»

TT

مجلس بابل يقيل محافظها بتهمة «التزوير»

التحق محافظ بابل كرار العبادي، بقائمة المحافظين العراقيين المُقالين من مناصبهم خلال العام الجاري على خلفيات تهم مختلفة، ضمنها الفساد وسوء الإدارة والتزوير، وذلك بعد أن قرر مجلس المحافظة، أمس، في جلسة مغلقة إقالته وإحالة قضيته إلى المحاكم المختصة، بـ«تهمة تزوير أوراق سكنه» وتكليف النائب الأول له بإدارة ملف المحافظة لحين انتخاب محافظ جديدة. ويأتي قرار الإقالة قبيل نحو ستة أشهر من موعد إجراء الانتخابات المحلية المقرر في 20 أبريل (نيسان) المقبل.
من جانبه، قال العبادي إن قرار رئيس مجلس محافظة بابل إقالته هو قرار شخصي بدوافع وتوترات شخصية. وأضاف العبادي في مؤتمر صحافي عقده أمس: إن «إلغاء تعيين (توظيف) ابنة السيد رئيس مجلس المحافظة نتيجة تقديمها أوراقاً مزوّرة هو السبب في قرار إقالتنا». مؤكداً استمراره في عمله.
لكن عضو مجلس محافظة بابل عقيل الربيعي، أصدر، أمس، توضيحاً حول أسباب الإقالة، ذكر فيه أن «القرار» جاء بناءً على توصيات اللجنة التي شكّلها رئيس المجلس للتحقيق في مسألة الأوراق التي تثبت صحة سكن المحافظ في بابل». وأضاف الربيعي أنه بعد «التحقيق تبيّن أن الأوراق مزوّرة وأن تأييد السكن (يؤيد أنه من سكان محافظة بابل) الذي مُنح للمحافظ من قبل أحد المخاتير كان مزوّراً وغير صحيح، لأن المحافظ من سكنة بغداد، ما يمنع ترشحه عن بابل وفقاً لقانون 21 لعام 2008 المعدل للمحافظات غير المنتظمة بإقليم».
إلى ذلك، أبلغ مصدر مطلع في بابل «الشرق الأوسط» أن «قصة الإقالة وبغضّ النظر عن كون المحافظ من سكان بابل أو غير ذلك، تتعلق بصراع القوى السياسية على منصب المحافظ المهم، تمهيداً للانتخابات المحلية المقبلة». ويضيف المصدر الذي يفضل عدم الإشارة إلى اسمه: «جرت العادة في بابل والعراق عموماً ألا تتم إقالة مسؤول تنفيذي نتيجة فساد أو مخالفات إدارية، إنما غالباً ما يقف وراء ذلك تنافس وصراع الكتل السياسية على هذا المنصب أو ذاك».
وبإقالة كرار العبادي المنتمي إلى ائتلاف «دولة القانون»، يكون بذلك قد أُزيح الشخص الخامس عن أرفع منصب تنفيذي في حكومات المحافظات المحلية. حيث دشن مجلس محافظة نينوى أولى الإقالات في مارس (آذار) 2019 عندما صوّت على إقالة المحافظ نوفل العاكوب على خليفة تهم سوء إدارة وفساد وتحميله مسؤولية غرق (عبّارة الموصل) التي أودت بحياة مئات المواطنين. وفي مايو (أيار) 2019 أقال مجلس كربلاء المحافظ عن ائتلاف «دولة القانون» عقيل الطريحي، وفي شهر يونيو (حزيران) من نفس العام، أُقيل محافظا ذي قار والديوانية.
ونظراً إلى الأهمية التي يحظى بها منصب المحافظ لدى الشخصيات والكتل السياسية لما يتمتع به من سلطات تنفيذية وإدارية ومالية ومسؤوليته عن إحالة مشاريع البناء والإعمار، تسارع تلك القوى والشخصيات إلى الفوز بالمنصب وتفضيله حتى على عضوية البرلمان الاتحادي الذي يمنح الحصانة لصاحبه. وكان رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي، قد فضل منصب محافظ الأنبار في الدورة النيابية السابقة على عضويته في المجلس.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».