مقتل 8 رضّع بحريق في دار توليد بالجزائر

أشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن الجزائريين استفاقوا، أمس الثلاثاء، على نبأ حريق مأساوي أودى بحياة 8 أطفال رضّع إثر اجتياح النيران ليلاً دار توليد في مدينة تقع على بعد مئات الكيلومترات في جنوب شرقي العاصمة.
واندلعت الحرائق في نحو الساعة 3:50 بالتوقيت المحلي (2:50 بتوقيت غرينيتش) في «مصحة الولادة والأمومة» في واد سوف القريبة من الحدود التونسية، بحسب ما قال لوكالة الصحافة الفرنسية المسؤول في جهاز الدفاع المدني، النقيب نسيم برناوي. وقال: «للأسف توفي 8 أطفال رضّع، بعضهم نتيجة الحروق، وآخرون جراء الاختناق بالدخان».
وقالت القناة التلفزيونية الحكومية إنّ «تحقيقاً أولياً» أظهر أنّ «شرارة كهربائية» في «جهاز قاتل للبعوض» تسببت في الكارثة التي وقعت في مبنى سبق أن تعرض لحريق قبل 16 شهراً.
غير أنّ هذه المعلومة لم تؤكدها مصادر رسمية بعد، بمن فيهم مسؤول الدفاع المدني الذي اتصلت به الوكالة الفرنسية. وأوضح برناوي: «نجحنا في إنقاذ 11 رضيعاً وأمهات (...) و28 موظفاً». وحرّك «الدفاع المدني» عشرات العربات لإنهاء الحريق.
وسرعان ما طغت مشاعر الانفعال والحزن على المواطنين، بينما نشرت وسائل إعلام محلية صوراً لغرف أطفال محترقة.
ونشرت قناة «النهار» الخاصة صوراً لمواطنين في واد سوف في تجمّع احتجاجي أمام دار التوليد التي طوقتها قوات الأمن.
وقال عدد من الأطباء لوكالة الصحافة الفرنسية إنّها المرة الأولى، على ما يتذكرون، التي يتوفى فيها أطفال إثر حريق. وفي مايو (أيار) 2018، تعرّضت هذه المصحة لحريق خلف أضراراً مادية ولكن من دون وقوع إصابات.
وسارع رئيس الوزراء نور الدين بدوي، وفق التلفزيون الجزائري، إلى طلب فتح تحقيق عاجل، وأرسل وزير الصحة محمد ميراوي إلى المكان. وقدّم بدوي تعازيه وتعازي الحكومة إلى عائلات الضحايا. كذلك، قدّم الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح تعازيه، وفقاً للتلفزيون الوطني.
وجرى اتخاذ خطوات عقابية فورية ضدّ مدير الشؤون الصحية في الولاية ومدير المصحة وفريق الحماية التابع لها.
كما فتح مدعي عام واد سوف تحقيقاً، وفق وكالة الأنباء الجزائرية. ويحوز قطاع الصحة رابع موازنة في الدولة، ويضم 70 ألف سرير و10 آلاف أخرى في المستشفيات الخاصة، في بلد تخطى عدد سكانه 43 مليوناً في يناير (كانون الثاني) 2019، بحسب ما لاحظت الوكالة الفرنسية التي أضافت أن الجزائر تشهد ذروة في عدد الولادات منذ 4 أعوام، مع تسجيل نحو مليون ولادة في العام.