لجنة برلمانية من بغداد لتقصي الحقائق حول نفط كردستان

بموجب اتفاق بين الحلبوسي ومسرور بارزاني

TT

لجنة برلمانية من بغداد لتقصي الحقائق حول نفط كردستان

قررت لجنة النفط والطاقة في البرلمان الاتحادي، تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن صادرات النفط لإقليم كردستان، الذي يمتنع عن التزام بتسليم الحكومة الاتحادية حصته المقررة من النفط، البالغة 250 ألف برميل يومياً.
وقالت اللجنة في بيان نشره الموقع الإلكتروني الرسمي لـ«مجلس النواب»، أول من أمس، إن «اللجنة تضم سبعة نواب منها، على أن تقدم تقريرها إلى رئاستها خلال مدة أسبوعين من تشكيلها». وذكرت اللجنة أنها ناقشت أيضاً «الدعوة الموجهة من قبل رئيس حكومة إقليم كردستان إلى لجان: النفط والطاقة، والقانونية، والمالية».
ويقول عضو لجنة النفط والطاقة النيابية أمجد العقابي، إن «اللجنة تشكلت بناءً على توجيه من رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، الذي زار الإقليم مؤخراً، واتفق مع رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني على إرسال لجنة نيابية إلى هناك، لحل المشكلات العالقة بين بغداد وأربيل بشأن قضية النفط». ويضيف العقابي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «البرلمان مقبل على تشريع الموازنة العامة لعام 2020. ولتفادي الوقوع بمشكلة عائدات نفط الإقليم وكميته التي حدثت في موازنة 2019 بين بغداد وأربيل، شكلت هذه اللجنة على أمل أن تعد تقريراً مفصلاً حول طبيعة المشكلة النفطية، والكميات التي يصدرها الإقليم، والجهات التي يبيع لها».
ويؤكد العقابي أن «اللجنة لديها القدرة على معرفة تفاصيل الكميات التي يصدرها الإقليم، عبر الاعتماد على إحصاءات الشركات الرقابية الكبرى، وبيانات وزارة النفط الاتحادية، علماً بأن الإقليم ما زال يمتنع عن تسليم بغداد أي برميل نفط من حصته المقررة في الموازنة، والمشكلة أنه لا يقدم أي تفسير حول ذلك».
وبشأن ما يتردد عن عزم بعض الجهات والكتل السياسية التشدد مع حصة إقليم كردستان المالية في موازنة 2020، يشير العقابي إلى أن «لجنة النفط لن تساوم أو تجامل هذه المرة، ويجب على الإقليم تسليم حصته المقررة من النفط، وإذا ثبت أنه يصدر أكثر من 250 ألف برميل، فسنطالبه بتسليم جميع عائدات النفط التي يصدرها بالفعل».
وكان وزير النفط ثامر عباس الغضبان، قد أعلن مطلع الشهر الجاري عن عدم تسليم الإقليم حصته من النفط إلى بغداد؛ لكنه أكد وجود «مباحثات جدية وصلت إلى مراحل متقدمة» بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، حول تنظيم الإنتاج والتصدير في الإقليم، وبالتنسيق مع الحكومة الاتحادية، وأعرب عن أمله في «التوصل إلى سياسات وخطط موحدة، ليكون هناك دور كبير لشركة تسويق النفط العراقية (سومو) فيما يخص عملية تنظيم التصدير؛ بحيث يؤدي إلى تعظيم الموارد المالية، ويساعد العراق في الالتزام بحصته حسبما اتفق عليه ضمن الاتفاق مع دول (أوبك) وخارجها».
وتنشط هذه الأيام دعوات غير قليلة تسبق الشروع في مناقشة مشروع قانون الموازنة المالية لعام 2020، وطلبات إلى ديوان الرقابة المالية الاتحادي بتدقيق أعداد موظفي إقليم كردستان، ومعرفة الكمية الحقيقية من النفط التي يقوم الإقليم بتصديرها. ووجه النائب الأول لرئيس البرلمان حسن الكعبي، الأسبوع الماضي، كتاباً إلى ديوان الرقابة المالية الاتحادي، طلب فيه تدقيق أعداد موظفي إقليم كردستان الذين يصرف لهم «بدل تعويضات الموظفين من الموازنة العامة الاتحادية».
وبينما تتهم اتجاهات نيابية في بغداد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بالتساهل مع إقليم كردستان، في مسألة امتناعه عن تسليم حصته من النفط، تتهم اتجاهات كردية بعض القوى السياسية العربية بالسعي لتخريب العلاقة بين أربيل وبغداد. وفي هذا الاتجاه يقول عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني عماد باجلان: «إن أحزاباً معروفة للجميع، وأولهم ائتلاف (النصر) تحاول التغطية على فشلها في إدارة الحكم عبر عرقلة الاتفاقيات بين بغداد وأربيل، كي لا تحسب كنقطة إيجابية لحكومة عبد المهدي». وأضاف في تصريحات أن «العلاقات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم قطعت شوطاً كبيراً، وتحقق تقارباً بين الطرفين، وهذا ما لا يروق للكتل والأحزاب السياسية التي لا تريد مغادرة هذه الملفات في هذا التوقيت بالذات»، واصفاً الإجراءات الأخيرة للبرلمان الاتحادي بأنها «محاولات لتقويض سلطة كردستان على النفط قبل إقرار الموازنة». ويصرّ باجلان على أن «متابعة النفط من اختصاص الحكومة وليس البرلمان، الذي يأتي دوره بعد الاتفاق بين الحكومتين للإدلاء بموقفه أو الاعتراض في حال كان هناك ثغرات، أما الآن فليس من حقه التدخل».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.