الأردن يحيل قضايا أعضاء حزب التحرير المحظور إلى محاكم مدنية بدلا من «أمن الدولة»

المومني لـ «الشرق الأوسط»: أي نشاطات مؤيدة للمنظمات المتطرفة سيجري التعامل معها وفق قانون صنع الإرهاب

مظاهرة لحزب التحرير في العاصمة الأردنية («الشرق الأوسط»)
مظاهرة لحزب التحرير في العاصمة الأردنية («الشرق الأوسط»)
TT

الأردن يحيل قضايا أعضاء حزب التحرير المحظور إلى محاكم مدنية بدلا من «أمن الدولة»

مظاهرة لحزب التحرير في العاصمة الأردنية («الشرق الأوسط»)
مظاهرة لحزب التحرير في العاصمة الأردنية («الشرق الأوسط»)

في أول حكم قضائي مدني بحق أعضاء حزب التحرير المحظور في الأردن، أصدر قاضي محكمة صلح جزاء جنوب عمان محمد الوريكات، أمس (الأحد)، حكما بسجن عضو في حزب التحرير المحظور 3 أشهر، وفقا لمحامي التنظيمات الإسلامية موسى العبد اللات. وقال العبد اللات لـ«الشرق الأوسط» إن قاضي المحكمة قرر، في حكم قابل للاستئناف، حبس العضو في حزب التحرير رامي رياض إسماعيل علان 3 أشهر، بتهمة الانتماء لحزب محظور، وتوزيع منشورات مخالفة. وكان علان البالغ من العمر 19 عاما اعتقل قبل أسبوع، أثناء توزيعه منشورات أمام مسجد الفارس بعمان تدعو إلى إقامة الخلافة الإسلامية، وتندد بالتحالف الدولي ضد المسلمين.
وأضاف العبد اللات أن متصرف لواء القويسمة (الحاكم الإداري) قرر وضع علان في الإقامة الجبرية 3 أشهر أخرى، بعد انتهاء مدة محكوميته. وأشار العبد اللات إلى أن هذا أول حكم لأعضاء حزب التحرير من قبل محكمة مدنية، بعد أن كانت قضايا أعضاء الحزب تُنظر أمام محكمة أمن الدولة، التي جرى تعديل قانونها وتحديد القضايا التي تنظر بها وهي الإرهاب وتهريب (الأسلحة والمخدرات) والخيانة، واﻟﺘﺠﺴﺲ، وتزييف اﻟﻌﻤﻠﺔ. وأوضح العبد اللات أن هناك 18 عضوا من أعضاء الحزب ما زالت قضاياهم أمام المحاكم المدنية، إضافة إلى وضع يزن المحروقي تحت الإقامة الجبرية لمدة 6 أشهر، الذي جرى اعتقاله قبل أسبوع.
وقال إن «قضايا أعضاء الحزب تندرج في إطار إبداء الرأي والرأي الآخر، بعد أن حولت هذه القضايا من محكمة أمن الدولة إلى محاكم مدنية». وتابع العبد اللات: «يبدو أن المحكمة المدنية ومحكمة أمن الدولة وجهان لعملة واحدة، خاصة أن الحكم الصادر عن المحكمة بحق موكله علان لا تتعدى قضية إبداء رأي». يُشار إلى أن الأجهزة الأمنية الأردنية ما زالت تواصل القيام بحملات اعتقال ومداهمة في صفوف التيار السلفي المناصر لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيم القاعدة (جبهة النصرة) وحزب التحرير الإسلامي المحظور الذي ينادي بإقامة الخلافة الإسلامية.
وقد بلغ عدد المعتقلين السلفيين أكثر من 90 سلفيا من المناصرين لـ«داعش» و«النصرة»، حيث تتركز أماكن وجودهم في مدن عمان والسلط وإربد والزرقاء والرصيفة ومعان.
من جانبه، قال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني لـ«الشرق الأوسط»: «إننا الآن في وضع مراقبة ورصد أي نشاطات مخالفة للقانون».
وأضاف المومني لـ«الشرق الأوسط» أن «أي نشاطات أو تصريحات مؤيدة للمنظمات الإرهابية سوف يجري التعامل معها وفق أحكام قانون منع الإرهاب الذي يحظر ذلك، خاصة أننا في ظرف لا يسمح بالتهاون في هذه المسائل».
وأكد الوزير المومني أن الأردن قادر على صد أي هجمات تحاول اختراق حدوده، وعازم على قطع كل يد تخطط لأي عمليات إرهابية.
وقال: «واجبنا أن نستبق الأمور، ومعركتنا ضد الإرهاب الإجرامي القاتل لا هوادة فيها». وأوضح المومني: «على مدار الفترة الماضية كنا دائما نتعرض لهجمات إرهابية حاولت يائسة اختراق حدودنا، وكنا دائما نتصدى لهذه الهجمات، وبدأنا نلمس أنه يوجد بيننا بعض الأشخاص الذين يخططون لعمليات إرهابية داخل الأردن، لذلك فإن من واجب الدولة وواجب الحكومة أن تستبق هذا الأمر، وترد عليه بكل حزم وقوة، وأن نتعامل مع هذا الأمر بكل شجاعة وحكمة ووضوح».
وقال إن «المواطن الأردني يدرك أن الإرهاب ليس بعيدا عنه، ويدرك أن الإرهاب يهدد الأردن، وقد تناقلت وسائل الإعلام التهديدات الصادرة من المجموعات الإرهابية ضد الأردن ملوحة باستهداف أمنه واستقراره وقيادته ومواطنيه، وبالتالي ليس من المعقول أن نسمع كل هذه التهديدات ونقف ننتظر وصول النار إلى أثوابنا.. لذا يجب علينا أن نستبق ذلك في معركتنا ضد الإرهاب».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».