اجتماع لمجلس «التعاون الإسلامي» في الرباط لبحث إقرار يوم عالمي لمناهضة «الإسلاموفوبيا»

سفراء دول اتحاد مجالس «التعاون الإسلامي» لدى اجتماعهم بالرباط أمس (الشرق الأوسط)
سفراء دول اتحاد مجالس «التعاون الإسلامي» لدى اجتماعهم بالرباط أمس (الشرق الأوسط)
TT

اجتماع لمجلس «التعاون الإسلامي» في الرباط لبحث إقرار يوم عالمي لمناهضة «الإسلاموفوبيا»

سفراء دول اتحاد مجالس «التعاون الإسلامي» لدى اجتماعهم بالرباط أمس (الشرق الأوسط)
سفراء دول اتحاد مجالس «التعاون الإسلامي» لدى اجتماعهم بالرباط أمس (الشرق الأوسط)

طالب اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي حكومات الدول العربية والإسلامية بدعم مبادرة إقرار يوم عالمي لمناهضة الإسلاموفوبيا، خلال مشاركتهم في الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي يرتقب أن تنعقد الأسبوع المقبل.
وقال الحبيب المالكي، رئيس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، في اجتماع لسفراء الدول الإسلامية، أمس في الرباط، لبحث إقرار يوم عالمي لمناهضة الإسلاموفوبيا، إن المبادرة تأتي في سياق «الدفاع عن شعوبنا وبلداننا الإسلامية، والجاليات والأقليات المسلمة في البلدان غير الإسلامية».
وأضاف المالكي أن المبادرة تتمثل في العمل «من داخل الأمم المتحدة، ووكالاتها المختصة وخاصة اليونيسكو، من أجل اعتماد يوم عالمي سنوي لمناهضة الإسلاموفوبيا، ومن أجل حوار الحضارات والتسامح»، مؤكداً أن هذا اليوم سيكون «مناسبة دولية للدعوة إلى التسامح والتعايش والتعريف باعتدال الدين الإسلامي ورفض الخطابات التي تُلصق بالإسلام والمسلمين، والتي تتخذ من آيديولوجية الترهيب والتخويف من الإسلام عقيدة لها».
ومضى المالكي وهو أيضا رئيس مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى بالبرلمان) قائلا إن ظاهرة الإسلاموفوبيا تتغذى من «ظواهر أخرى ومن الهجرات الناجمة عن النزاعات والحروب، خاصة في الشرق الأوسط، والاختلالات المناخية، ومن الأعمال الإرهابية التي يرتكبها المتطرفون، ومن خطابات المتطرفين والجماعات الإرهابية، الذين يُعْتَبَر المسلمون أكبرَ وأولَ ضحايا أعمالهم المُدانة».
وأفاد بأن الشعور من الخوف من الإسلام والمسلمين في البلدان غير الإسلامية، انتقل إلى حالة من «الكراهية لمظاهر الدين والحضارة الإسلاميين والتحريض ضدهما، ثم إلى التمييز ضد المسلمين في مختلف مظاهر الحياة، ثم إلى أعمال إرهابية وعنيفة يرتكبُها غُلاَة يمينيون متطرفون ضد المسلمين كما حدث في أحد مساجد نيوزيلندا خلال شهر مارس (آذار) الماضي».
وزاد مبينا أنه في سياق إنتاج، وإعادة إنتاج التخويف من الإسلام، أصبحت هذه الظاهرة «مصدرَ تغذية للخطابات السياسية، وموضوع مزايدات انتخابية، وأصبح الترهيب من المسلمين في البلاد غير الإسلامية وسيلة لربح الانتخابات وسببا في نمو وازدهار خطابات التعصب والغلو اليميني، والانطواء، ورفض الآخر»، معتبراً أن هذا الوضع «يشجعُ على اتساع الظاهرة وتكريسِها حتى أصبحت عقيدة سياسية لدى البعض».
وأشار المالكي إلى أن المبادرة تجعل العالم الإسلامي في قلب «معركة معقدة تهدف إلى تصحيح التمثلات الخاطئة عن الإسلام والمسلمين، ديناً وحضارة وتاريخاً، وأمام أحد التحديات الاستراتيجية التي لا تواجه بلداننا الإسلامية، فقط، ولكن كل المجتمع الدولي».
من جهته، عبر سالم بن محمد المالك مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، عن دعم المنظمة المطلق لكل الجهود الرامية لإقرار يوم عالمي لمناهضة الإسلاموفوبيا، مؤكدا أن «إيسيسكو» منذ سنة 2007 وهي «تولي عناية فائقة لمعالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا والصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية من منظور مهني إعلامي وقانوني».
وأضاف المالك، في كلمة بالمناسبة، أن ظاهرة الإسلاموفوبيا «ضد حركة التاريخ، وضد القانون الدولي، وضد إرادة حكماء العالم. بل هي قضية من القضايا الخطيرة التي تهدّد الأمن والسلم الدوليين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.