السيارات الكهربائية قادمة... لكن بيعها لن يكون سهلاً

على هامش معرض فرانكفورت 2019

{مرسيدس} التجريبية {إي كيو سي}
{مرسيدس} التجريبية {إي كيو سي}
TT

السيارات الكهربائية قادمة... لكن بيعها لن يكون سهلاً

{مرسيدس} التجريبية {إي كيو سي}
{مرسيدس} التجريبية {إي كيو سي}

لعل الظاهرة التي غطت على معرض فرنكفورت هذا العام، وهو تقليدياً أكبر المعارض الأوروبية حجما وأكثرها تأثيراً خصوصاً من جانب عمالقة الصناعة الألمانية، هي ظهور السيارات الكهربائية العملية على نطاق واسع وليس فقط كنماذج «كونسبت» تجريبية. ولكن ثقة الشركات في تقنياتها وجدوى سياراتها الجديدة لا يبدو مقنعا لغالبية الجماهير التي حضرت المعرض، والتي لا تعتقد أن عصر شراء سيارات كهربائية كبديل لسيارات الاحتراق الداخلي قد حان وقته بعد.
ويبدو أن الشركات نفسها تشعر بالقلق من أن الإقبال على السيارات الكهربائية قد يأتي دون المتوقع، ولذلك، وفي وسط زخم معرض فرنكفورت، وبينما كان المدير التنفيذي لشركة فولكسفاغن، هربرت ديس يعرض على المصورين سيارته الكهربائية الجديدة «آي دي 3» وهو جالس داخلها بعد زيارة المستشارة ميركل لجناح شركته، صرح أن على الحكومات أن تنهي الاعتماد على محطات الكهرباء التي تستخدم الفحم وقودا وأن تزيد من دعم السيارات الكهربائية.
وفي الوقت نفسه كانت شركة مرسيدس بنز تعرض في جناحها نموذجا تجريبيا لسيارتها الصالون الفاخرة «إس كلاس» الكهربائية وسط مشهد استوائي يضم أشجارا حقيقية وشاشة عليها مشاهد طبيعية وبحار وأسماك.
وكانت الرسالة واضحة وهي دغدعة مشاعر الزوار بأن شركات السيارات تفكر معهم في الأمور البيئية. ولكن هذه المشاركة الوجدانية لا يبدو أنها سوف تكون كافية لإقناع المشتري لتغيير النمط الذي اعتمد عليه طوال أكثر من قرن لسيارات بترولية هي الآن عالية الاعتمادية وغير محدودة المدى ما دام توجد محطات وقود على الطرق.
وخلال السنوات الأخيرة قدمت عدة شركات نماذج كهربائية ناجحة مثل نيسان ليف وبي إم دبليو «آي 3» وجاغوار «آي بيس». ولكن العوائق الطبيعية والنفسية لم تتغير في السوق، ولم يشعر المشتري أنه مضطر للتحول سريعا إلى تقنيات جديدة ليست رخيصة وقد تخذله في الرحلات الطويلة.
ويتساءل خبير من شركة ستانفورد لتحليل بيانات أسواق السيارات عما إذا كان دخول السيارات الكهربائية إلى الأسواق، بعد عشر سنوات من الحديث عنها، مدعاة للاحتفال في ظل هوامش الأرباح الضئيلة التي يوفرها هذا القطاع.

واقع الأسواق
حتى الآن انتشرت السيارات الكهربائية بنسبة أعلى في الدول التي تقدم حكوماتها إعانات سخية لمشتري السيارات الكهربائية. وما أن تخفض الحكومات هذه الإعانات أو تلغيها حتى ينخفض الطلب معها على السيارات الكهربائية.
وفي الصين، أكبر أسواق العالم للسيارات الكهربائية، انخفض الطلب على هذا النوع من السيارات خلال شهر أغسطس (آب) الماضي بنسبة 16 في المائة للشهر الثاني على التوالي، وذلك بعد أن خفضت الحكومة الصينية الدعم على السيارات الكهربائية. وكان يمكن للشركات تعويض إلغاء الدعم بخفض الأسعار بالنسبة نفسها ولكن هوامش الربح في قطاع السيارات الكهربائية ما زال ضئيلا، وربما غير متاح أصلا، في معظم الأحوال.
وتكرر السيناريو نفسه في أوروبا قبل أن يحدث في الصين، حيث تهاوى الطلب في الدنمارك بعد إلغاء الدعم في عام 2016، ولا يزال حجم سوق السيارات الكهربائية هامشيا في أوروبا، حيث لا يتعدى حجم سوق هذه السيارات بما فيها السيارات الهايبرد بشحن خارجي عن نسبة اثنين في المائة من إجمالي السوق. وهي نسبة لا تشجع الشركات على التهافت للمنافسة فيها. ولا تزيد أسعار سيارات مثل «آي دي 3» من فولكسفاغن و«موديل 3» من تيسلا عن 35 ألف دولار، وهي ليست أسعارا مغرية للشركات. ومع ذلك أنفقت شركة فولكسفاغن أكثر من 30 مليار يورو على تطوير عائلة «آي دي» الكهربائية.
ولكن الشركات لا تجد مناصا من خوض التجربة لسببين: الأول هو الوجود في القطاع قبل توسعه المتوقع في المستقبل، والثاني: ضرورة الالتزام بمعايير البيئة الأوروبية المتشددة وإلا تعرضت للغرامات.
وكانت أهم جوانب التقدم الذي أحرزته شركة فولكسفاغن في سيارة «آي دي 3» هو أنها زادت مداها إلى 330 كيلومترا قبل الحاجة إلى إعادة الشحن الكهربائي، وهو مدى يغطي أغلب الرحلات ذهابا وإيابا ويغني عن البحث عن محطات شحن على الطريق.
ولم يقتصر المعرض على السيارات الكهربائية الشعبية، حيث قدمت شركة بورشه طراز تايكان الكهربائي الذي أثار الكثير من الضجة في المعرض باعتباره أفخم المتاح في القطاع حتى الآن. ولكن هذه الفخامة تأتي بثمن باهظ لا يقل عن 185.5 ألف يورو لفئة تايكان إس. وتقدم شركات أخرى سيارات في القطاع المتوسط مثل «آي بيس» من جاغوار و«إي ترون» من أودي. كما ظهرت الكثير من السيارات الكهربائية التجريبية مثل أودي «إيه وان تريل» ومرسيدس «إي كيو سي».
وتعمل عدة شركات على تحسين شبكة الشحن الكهربائي في أوروبا، حيث تتعاون شركات مرسيدس وبي إم دبليو وفورد وفولكسفاغن وهيونداي على بناء شبكة شحن كهربائي سريع اختاروا لها اسم «أيونتي»، وهي تضم 400 محطة شحن سريع في أرجاء أوروبا.



«جنرال موتورز»: البيع مستمر على الإنترنت في السعودية من 95 صالة عرض

«شيفروليه كورفيت».. وفي الإطار المدير الإقليمي لمجموعة «جنرال موتورز» جون روث
«شيفروليه كورفيت».. وفي الإطار المدير الإقليمي لمجموعة «جنرال موتورز» جون روث
TT

«جنرال موتورز»: البيع مستمر على الإنترنت في السعودية من 95 صالة عرض

«شيفروليه كورفيت».. وفي الإطار المدير الإقليمي لمجموعة «جنرال موتورز» جون روث
«شيفروليه كورفيت».. وفي الإطار المدير الإقليمي لمجموعة «جنرال موتورز» جون روث

في حوار مع «الشرق الأوسط»، كشف المدير الإقليمي لمجموعة «جنرال موتورز» جون روث، عن أن عدد صالات عرض المجموعة في السعودية بلغ 95 صالة مقارنة بنحو 35 صالة عرض في الإمارات، أي نحو 3 أضعاف، وأكد أن عمليات بيع السيارات مستمرة عبر الإنترنت في السعودية والمنطقة. وتتوفر المبيعات والخدمات من الشركة عبر تطبيق «شوب. كليك. درايف».
كما أشار روث إلى دخول خدمة «أون ستار» تدريجياً إلى المنطقة بداية من سوق الإمارات، على سيارات «شيفروليه» و«جي إم سي» و«كاديلاك» الجديدة. وتوفر الخدمة اتصالات مباشرة من أصحاب هذه السيارات حول جوانب تشغيل السيارات وصيانتها.
ويقول روث إنه يتطلع إلى مستقبل خالٍ من الحوادث المرورية والانبعاثات الكربونية والازدحام. واعترف روث بأن كثيراً من المستهلكين لديهم مخاوف حول استعمال السيارات الكهربائية. وأضاف أن أكبر هذه المخاوف يتعلق بمدى السيارات. ولذلك قدمت الشركة أحدث طراز كهربائي، وهو السيارة «بولت» التي تتميز في طراز 2020 بأداء قوي ومساحة رحبة ومدى يصل إلى 565 كيلومتراً لكل عملية شحن كهربائي كاملة. وهذا يعني القيادة لمدة أسبوع تقريباً من دون الحاجة إلى شحن السيارة.
وقال روث إن الشركة تحاول دوماً البحث عن حلول لمعالجة أي مسائل تمثل قلقاً للمستهلكين، فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية، بالتعاون مع الهيئات المختلفة في المنطقة.
وتشهد مجموعة «جنرال موتورز» كثيراً من النشاطات في المنطقة؛ بدأت منذ الشتاء الماضي حينما أعلنت الشركة عن تقديم 6 سيارات جديدة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بما فيها سيارات «شيفروليه كابتيفا» من نوع «كروس أوفر»، و«جي إم سي أكاديا 2020» متعددة الاستخدامات، و«كاديلاك سي تي 5» و«شيفروليه كورفيت ستينغراي» التي تدخل الأسواق هذا العام.
ويشير روث إلى دراسة حول مؤشر خدمة العملاء في الإمارات لعام 2019 قامت بها مؤسسة «جي دي باور»، وجرى تكريم «كاديلاك» و«جي إم سي» تقديراً لتميز خدمة العملاء خلال العام في الإمارات. وجاءت «شيفروليه» في المركز الثالث لتحقيقها أعلى مستوى من رضا العملاء في خدمات ما بعد البيع.
ونظراً للظروف الحالية للحجر الصحي بسبب فيروس «كورونا» في المنطقة توفر «جنرال موتورز» عمليات الشراء عبر الإنترنت عبر منصة «شيفروليه» (Shop.Click.Drive) وتجتهد في خدمة العملاء بعد البيع رغم الظروف الصعبة الحالية بسبب قيود الحركة الناتجة عن مكافحة فيروس «كورونا».

سيارات جديدة
من ضمن مجموعات السيارات التي تقدمها «جنرال موتورز» هذا العام، ترسم سيارات «شيفروليه» الجديدة معالم القطاعات المتنوعة التي تقدم فيها الشركة للمستهلك خيارات غير مسبوقة. فهي تطرح للمرة الأولى في المنطقة السيارة الكهربائية «بولت» لمن يود أن يقبل على تقنيات كهربائية نظيفة، وتوفر الشركة أيضاً سيارة «كابتيفا» لمن يحتاج إلى السعة العملية للسيارات الرباعية الرياضية، ثم تأتي السيارة الأيقونية «كورفيت ستينغراي» في جيلها الثامن لمن يتطلع إلى ملكية سيارة رياضية سوبر تأتي للمرة الأولى بمحرك وسطي. وتضيف الشركة أيضاً أحدث نماذج السيارة الرياضية «كمارو» التي ترفع من قوة الأداء.
واحتفلت «شيفروليه» في نهاية العام الماضي بحصول طراز «سوبر بان» على نجمة التميز من هوليوود بعد ظهورها في 1750 فيلماً ومسلسلاً تلفزيونياً منذ عام 1952. كما كشفت الشركة عن شاحنات «سيلفرادو» الجديدة التي تأتي بمحرك سعة 6.6 لتر بثماني أسطوانات وحقن مباشر للوقود وقدرة 400 حصان، مع ناقل حركة أتوماتيكي بـ6 سرعات.
ومن قطاع «جي إم سي» تقدم «جنرال موتورز» السيارة «أكاديا» بتصميم جديد ومحرك بشاحن توربيني، وهي من فئة السيارات الرباعية الرياضية ويمكنها استيعاب حتى 7 ركاب على 3 صفوف. كما أعلنت «جي إم سي» أيضاً عن نوايا إعادة إنتاج السيارة «هامر» الرباعية الكبيرة، ولكنها هذه المرة تأتي بدفع كهربائي كامل. كما كشفت «جي إم سي» أيضاً عن طراز «يوكون» الرباعي الرياضي الجديد.
وكشف قطاع «كاديلاك» أيضاً عن طراز «إيسكاليد» الجديد الذي يأتي بمحرك سعة 6.2 لتر بثماني أسطوانات مع ناقل حركة أتوماتيكي ودفع على كل العجلات. وكشفت الشركة أيضاً عن تقنية «سوبر كروز» التي سوف تدخل على فئات «سي تي 5» و«سي تي 4» ثم على طراز «إيسكاليد» لعام 2021. وتسمح هذه التقنية بتغيير مسار السيارات على الطرق السريعة من دون استخدام اليدين. ويعدّ النظام خطوة متقدمة على مسار تحقيق القيادة الذاتية.

طراز «كمارو»
كانت السيارة الرياضية «شيفروليه كمارو» هي أحدث ما قدمته مجموعة «جنرال موتورز» إلى المنطقة، وهي من السيارات الرياضية المحبوبة خليجياً ولها إرث يعود إلى بداية انطلاقها في عام 1966. ونجحت السيارة في اجتذاب كثير من المعجبين لها في المنطقة خلال العقود الماضية. وهي حاصلة هذا العام على «5 نجوم» في اختبارات السلامة الأميركية.
ويأتي الطراز الجديد من «كمارو» بكثير من أجزاء التصميم الخارجي مصنوعة من ألياف الكربون.
وخفض ذلك من وزن السيارة بنحو 90 كيلوغراماً، كما زاد من صلابتها بنسبة 28 في المائة. كما توفر لها الشركة مجموعة كبيرة من الإكسسوارات وتصاميم العجلات.
وفي الداخل تأتي «كمارو» بمقاعد رياضية مدعومة بمساند جانبية ومقود بكسوة جلدية وقاع مسطح يساعد على التحكم في المناورات بسرعات عالية. ويختار السائق من بين 3 أنماط لعرض المعلومات على زجاج النافذة الأمامية.
ويمكن اعتبار «كمارو» هي التفسير الحديث لسيارة العضلات التقليدية. وفي جيلها السادس الجديد تأتي «كمارو» بكثير من الخيارات؛ بما في ذلك المحركات التي تبدأ بمحرك بسعة لترين، وتنتهي بالمحرك الأقوى وهو بسعة 6.2 لتر وثماني أسطوانات ويوفر للسيارة قدرة 447 حصاناً من دون الحاجة إلى الشحن التوربيني.
ويرتبط المحرك بناقل أتوماتيكي بثماني سرعات. ويمكن اختيار الناقل اليدوي بـ6 سرعات. ويتميز المحرك بخاصية تعطيل نصف الأسطوانات على سرعات بطيئة لتوفير الوقود.
هذا؛ وتخطط الشركة لاستئناف عمليات التصنيع في أميركا الشمالية، وكان التأثير الواضح من جائحة «كورونا» انخفاض المبيعات الأميركية بنسبة 7 في المائة مع نتائج متفاوتة في مناطق أخرى من العالم.