الأحزاب اليمنية تندد بالهجمات وتدعو إلى القضاء على إرهاب أذرع إيران

الحوثيون يهددون بمعاودة استهداف منشأتي بقيق وخريص

يحيى سريع
يحيى سريع
TT

الأحزاب اليمنية تندد بالهجمات وتدعو إلى القضاء على إرهاب أذرع إيران

يحيى سريع
يحيى سريع

جددت الميليشيات الحوثية تبنيها الهجمات الإرهابية على منشأتي بقيق وخريص النفطيتين التابعتين لشركة أرامكو السعودية، وهددت بمعاودة مهاجمتهما مجددا، بحسب تصريحات للمتحدث باسمها نقلتها المصادر الرسمية للجماعة.
جاء ذلك في وقت نددت الأحزاب اليمنية بالهجمات التي استهدفت المنشأتين، داعية في بيان لها إلى القضاء على إرهاب الأذرع الإيرانية في المنطقة واستكمال مواجهة الانقلاب الحوثي الذي يهدد مصادر الطاقة والملاحة الدولية.
وفي الوقت الذي تشير التحقيقات الأولية إلى استبعاد أن يكون الحوثيون هم من يقف وراء الهجوم مباشرة، توعد المتحدث باسم ميليشياتهم يحيى سريع بتكرار الهجمات على المنشأتين، زاعما أن تلك المواقع لا تزال في مرمى الميليشيات.
وحذر المتحدث الحوثي الشركات والأجانب من الوجود في منشأتي بقيق وخريص شرق السعودية، زاعما أن هجمات السبت التي أطلقت عليها الميليشيات «عملية توازن الردع الثانية» تم تنفيذها بعدد من أنواع الطائرات التي تعمل بمحركات مختلفة وجديدة ما بين عادي ونفاث. وفق ما نقلته المصادر الحوثية الرسمية.
وتابع المتحدث باسم الميليشيات تهديداته بالقول: «نحذر الشركات والأجانب من الوجود في المعامل التي نالتها ضرباتنا لأنها لا تزال تحت مرمانا وقد يطالها الاستهداف في أي لحظة».
وفي نبرة من التبجح بالقدرات التي زعم أن ميليشيات الانقلاب الحوثي تمتلكها، قال المتحدث باسم ميليشيات الجماعة إن يدها «تستطيع الوصول إلى أي مكان تريد وفي والوقت الذي تحدده، وأن على تحالف دعم الشرعية أن يراجع حساباته».
وكانت السلطات السعودية أعلنت السبت سيطرتها على الحريق الذي نشب في المنشأتين النفطيتين، جراء الاستهداف الذي لم يتم تحديد مصدره على الفور في انتظار التحقيقات بهذا الشأن.
وفيما نددت الحكومة اليمنية بهذه الهجمات، أدان التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية في بيان رسمي بأشد العبارات الاعتداء الذي استهدف الموقعين التابعين لشركة أرامكو، والذي أعلنت الميليشيات الحوثية مسؤوليتها عنه.
ووصف التحالف الحزبي اليمني الذي يضم أكبر الأحزاب اليمنية المؤيدة للشرعية الاعتداء الإرهابي بأنه يشكل «تصعيداً خطيراً يستهدف أمن المملكة والمنطقة برمتها وإمدادات الطاقة العالمية، ويكشف عن حجم الخطر الإيراني عالميا، ومدى انتشار أذرعه بالمنطقة، والنزعة الإرهابية التي تنتهجها أدواته، وفي مقدمتها ميليشيات الحوثي من خلال الاعتداءات المنفذة في اليمن والسعودية، وإقلاق الأمن الإقليمي والعالمي باستهداف الملاحة الدولية ومصادر الطاقة».
وأكدت الأحزاب اليمنية أن «تصدر ميليشيات الحوثي لتحمل مسؤولية مثل هذا النمط من الاعتداءات التي تتجاوز في طبيعتها وحجمها قدرة هذه الجماعة وخبراتها يعكس بوضوح مدى ارتهان الميليشيات الحوثية للمشروع الإيراني على حساب المصالح الوطنية اليمنية، وخطر ممارساتها الإرهابية على اليمن ودول الخليج».
وقال التحالف الحزبي اليمني إن ذلك «يحتم على الجميع مواجهة هذا الخطر»، مشيرا إلى أن الحل الجذري لمواجهته - من وجهة نظر الأحزاب اليمنية - «يكمن بحل المشكلة اليمنية بإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ودعم الشرعية كسبيل وحيد إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار لليمن ومحيطه العربي والإقليمي».
وشددت الأحزاب والقوى السياسية اليمنية في بيانها على رفضها القاطع لتحويل اليمن إلى منصة لاستهداف أمن واستقرار الدول المجاورة، وأكدت تضامنها مع المملكة، وثقتها في قدرة المملكة على استخدام حقها في التصدي لكافة أشكال الإرهاب والعنف والتطرف.
ويرجح سياسيون وناشطون يمنيون، أن الميليشيات الحوثية، لا تمتلك مثل هذه القدرات النوعية لتنفيذ اعتداءاتها الإرهابية، ولكنها، بحسب تعبيرهم تسارع إلى تبني الاعتداءات للتغطية على إيران وأذرعها الأخرى في المنطقة.
وكانت مصادر إعلام أميركية نسبت إلى مسؤول أميركي قوله إن «إيران أطلقت صواريخ كروز وطائرات مسيرة في الهجمات التي استهدفت منشأتين تابعتين لشركة (أرامكو) النفطية السعودية، شرق المملكة».


مقالات ذات صلة

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)
العالم العربي فعالية نسوية حوثية لجمع التبرعات الإلزامية واختبار الولاء للجماعة الحوثية (إعلام حوثي)

​جبايات الحوثيين تضاعف البطالة... ومخاوف من اتساعها بعد الضربات الإسرائيلية

تسببت الجبايات الحوثية بمزيد من معاناة السكان والتجار وضاعفت البطالة في وقت يخشى فيه التجار إلزامهم بالتبرع لإصلاح الأضرار الناجمة عن الغارات الإسرائيلية

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي قادة حوثيون ومسؤولون أمميون يتفقدون آثار الضربات الإسرائيلية في الحديدة (أ.ف.ب)

نتنياهو يوجه الجيش بـ«تدمير البنى التحتية» للحوثيين

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعضاء الكنيست، أمس، بأنه طلب من الجيش تدمير البنى التحتية التابعة للحوثيين بعدما أطلق انقلابيو اليمن صواريخ.

«الشرق الأوسط» (القدس)
العالم العربي منذ أكثر من عام بدأت الجماعة الحوثية هجماتها في البحر الأحمر وتصعيدها ضد إسرائيل (أ.ف.ب)

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

تفاقمت الخلافات بين الأجنحة الحوثية على مستقبل الجماعة، بسبب المواجهة مع إسرائيل والغرب، بين المطالبة بتقديم تنازلات والإصرار على التصعيد.

وضاح الجليل (عدن)
الولايات المتحدة​ أرشيفية لمقاتلة أميركية تستعد للإغارة على مواقع للحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

الجيش الأميركي يعلن سقوط مقاتلة في البحر الأحمر بـ«نيران صديقة»

أعلن الجيش الأميركي، أن طيارين اثنين من البحرية الأميركية قد تم إسقاطهما فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة «نيران صديقة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

انقلابيو اليمن يستقطبون عشرات السجناء في الحديدة للقتال

سجناء في الحديدة أُفرج عنهم مقابل الالتحاق بالجبهات (فيسبوك)
سجناء في الحديدة أُفرج عنهم مقابل الالتحاق بالجبهات (فيسبوك)
TT

انقلابيو اليمن يستقطبون عشرات السجناء في الحديدة للقتال

سجناء في الحديدة أُفرج عنهم مقابل الالتحاق بالجبهات (فيسبوك)
سجناء في الحديدة أُفرج عنهم مقابل الالتحاق بالجبهات (فيسبوك)

استقطبت الجماعة الحوثية عشرات السجناء على ذمة قضايا مختلفة في محافظة الحديدة اليمنية (226 كيلومتراً غرب صنعاء) وألحقتهم ببرامج تعبوية ودورات عسكرية، وذلك قبل الإفراج عنهم في مقابل القتال في صفوف الجماعة.

وكشفت مصادر مطلعة في الحديدة لـ«الشرق الأوسط»، عن تعليمات أصدرها القيادي الحوثي محمد الديلمي، المُعيّن من قبل الجماعة في منصب النائب العام، إلى القيادي الآخر هادي عيضة المُعيّن في منصب رئيس نيابة الاستئناف بالحديدة، تحضُّ على بدء تنفيذ زيارات ميدانية إلى سجون المحافظة؛ للإفراج عن السجناء مقابل إلحاقهم بجبهات القتال.

ونصّت التعليمات الحوثية على سرعة تشكيل ما تسميها الجماعة «لجنة الإفراج الشرطي» وتُشرف عليها قيادات قضائية وأمنية بارزة للقيام، بالتعاون مع إدارات السجون في الحديدة، لتكثيف حملات التعبئة والحشد في أوساط السجناء؛ لتسهيل مهمة إطلاقهم مقابل التجنيد.

وجرت عملية الإفراج الحوثية الأخيرة عن السجناء في الإصلاحية المركزية والسجن الاحتياطي وسجون أخرى تتبع إدارة المباحث الجنائية واستخبارات الجماعة بمدينة الحديدة.

الحوثيون جنَّدوا مئات السجناء في المحافظات اليمنية الخاضعة لهم (فيسبوك)

وأكدت المصادر أن المُفرَج عنهم هم من المحتجزين تعسفياً وعلى ذمة قضايا جنائية، وأبدوا موافقتهم على الالتحاق بصفوف الجماعة والخضوع لتلقي برامج تعبوية ودورات عسكرية.

ويتزامن ذلك مع تحركات ميدانية مماثلة تقوم بها حالياً القيادات الحوثية إلى السجون في صنعاء وريفها ومحافظات ذمار وريمة والمحويت وإب؛ بغية الإفراج عن أكبر عدد من السجناء من أجل تجنيدهم.

تعذيب الرافضين

تحدّث «جميل.ع»، وهو مقرب من أحد المعتقلين في السجن المركزي بالحديدة لـ«الشرق الأوسط»، عن ممارسات تعذيب وحشية تقوم بها الجماعة بحق قريبه وسُجناء آخرين؛ بسبب رفضهم مقايضة الإفراج عنهم مقابل الانخراط في الجبهات.

ويشير جميل إلى استمرار الجماعة منذ نحو شهرين في اعتقال قريبه على خلفية رفضه دفع إتاوات غير قانونية، ما دفع عناصر الجماعة لاعتقاله والزج به في السجن، وإغلاق متجره الصغير المخصص لبيع أكسسوارات الهواتف الجوالة وسط المدينة.

وناشد قريب السجين، المنظمات الدولية والمحلية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان كافة، التدخل للضغط على الجماعة الحوثية للإفراج الفوري عن قريبه ومعتقلين آخرين دون إخضاعهم لأي مقايضات.

الجماعة الحوثية تجبر المعتقلين على المشاركة في فعاليات تعبوية وقتالية (إعلام حوثي)

في السياق نفسه، ذكرت وسائل إعلام حوثية أن القيادي منصور الحسني المُعيّن مديراً للسجن المركزي في مدينة الحديدة والعضو فيما تُسمى «لجنة الإفراج الشرطي» أكد، خلال اجتماع لهم، الاستمرار في عملية الإفراج عن السجناء للمرحلتين الثانية والثالثة وصولاً إلى الرابعة في سجون المحافظة كافة.

جاء ذلك في وقت تنفِّذ فيه الجماعة حملات تعبئة وتجنيد واسعة تستهدف فئات المجتمع كافة، في عموم المناطق تحت سيطرتها؛ من أجل إلحاقهم بجبهات القتال بزعم «نصرة القضية الفلسطينية» ومواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

وسبق للحوثيين أن أفرجوا قبل أشهر عن نحو 164 معتقلاً من سجونهم في محافظة الحديدة، وسط اتهامات حقوقية للجماعة بأنها لم تفعل ذلك قبل ضمان موافقتهم وأُسرهم على الالتحاق بفصائلها العسكرية.

وفي منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي أفرجت الجماعة عن 275 سجيناً من محافظة إب، و136 سجيناً من محافظة عمران، و82 معتقلاً من السجون في محافظة حجة، و81 سجيناً من محافظة الحديدة، و38 من ريف صنعاء، ضمن حملة تجنيد واسعة أطلقتها الجماعة في أوساط المحتجزين.