الأردن: قرار للمحكمة الدستورية بعدم عرض اتفاقية الغاز مع إسرائيل على البرلمان

الأردن: قرار للمحكمة الدستورية بعدم عرض اتفاقية الغاز مع إسرائيل على البرلمان
TT

الأردن: قرار للمحكمة الدستورية بعدم عرض اتفاقية الغاز مع إسرائيل على البرلمان

الأردن: قرار للمحكمة الدستورية بعدم عرض اتفاقية الغاز مع إسرائيل على البرلمان

أصدرت المحكمة الدستورية الأردنية، أمس الاثنين، قراراً تفسيرياً، يقضي بعدم الحاجة لعرض اتفاقية الغاز المبرمة مع الجانب الإسرائيلي على مجلس الأمة الأردني لنفاذها، مؤكدة عدم اشتراط موافقة البرلمان على بنود الاتفاقية، التي تصفها الحكومة بـ«السرية».
ويأتي هذا القرار على نحو مفاجئ، وسط حالة احتقان تعيشها البلاد في ظل أزمة متواصلة على خلفية استمرار إضراب معلمي الأردن للأسبوع الثاني على التوالي، فيما يعتبر القرار التفسيري «صفعة» لمجلس الأمة، وفقداناً لما تبقى له من شعبية أمام الشارع الأردني، حيث عجز عن الكشف في وقت سابق حتى عن بنود الاتفاقية، بحسب مراقبين.
ونشرت الحكومة الأردنية القرار التفسيري للمحكمة الدستورية رقم 2 لسنة 2019 في عدد الجريدة الرسمية الصادر أمس الاثنين في 8 صفحات، رداً على سؤال كان قد أرسله مجلس الوزراء الأردني في 18 يوليو (تموز) الماضي للمحكمة، إثر قرار صوت عليه البرلمان لإرسال الاستفسار.
ونص القرار التفسيري على أن اتفاقية الغاز، لا ينطبق عليها نص المادة 33/ 2 من الدستور، التي تشترط موافقة مجلس الأمة على الاتفاقيات والمعاهدات التي يترتب عليها تحميل خزينة الدولة شيئاً من النفقات أو نقص في سيادتها أو المساس بحقوق الأردنيين العامة أو الخاصة، وأنها تعتبر نافذة بمجرد إبرام السلطة التنفيذية لها، باعتبارها اتفاقية تتعلق بشؤون غير سياسية.
وكان توقيع اتفاقية الغاز بين شركة الكهرباء الوطنية الأردنية وشركة نوبل إنيرجي الأميركية لنقل الغاز الإسرائيلي للأردن، قد شهد جدالاً واسعاً على الساحة المحلية خلال الأشهر الماضية، بعد أن نظمت حركات شعبية سلسلة فعاليات تندد بالتطبيع الاقتصادي مع دولة الاحتلال، رافعة شعار «غاز العدو احتلال»، فيما تقدم نواب أردنيون بمذكرة حجب الثقة عن الحكومة الحالية في حال أصرت على المضي بتنفيذ الاتفاق.
وتعود الاتفاقية لزمن الحكومتين السابقين في عهد رئيسي الوزراء الأسبقين عبد الله النسور وهاني الملقي، بعد إصرارهما على استمرار العمل في الاتفاقية، متجاوزتين الشبهة الدستورية في عرض الاتفاقية، كمشروع قانون، على البرلمان الأردني للتصويت عليه، إذ لا يزال الأخير يلوّح بين الحين والآخر بطرح الثقة بحكومة عمر الرزاز الحالية، التي تفرض طوقاً على الاتفاقية وتدرجها ضمن الوثائق السرية.
وترفض الحكومة الأردنية الإفصاح عن بنود الاتفاقية، ملتزمة بشرط جزائي يرتب أكثر من مليار دولار أميركي على الأردن في حال الكشف عنها، وهو ما أكده الرزاز في تصريحات صحافية كثيرة وسط تشكيك نيابي.
وفي جلسة نيابية شهيرة لمناقشة اتفاقية الغاز في 26 مارس (آذار) الماضي شهدت نقاشا حادا، هدد نواب باستخدام حقهم الدستوري في التصويت على طرح الثقة بالحكومة في نهاية الجلسة، قبل أن يتدخل نائب رئيس الوزراء الأردني رجائي المعشر بطلب استفتاء من المحكمة الدستورية عبر سؤال حكومي حول دستورية تصويت البرلمان من عدمه، حيث وافقت الحكومة على المقترح رغم إعلان المجلس بطلان الاتفاقية مهما كانت نتائج الاستفتاء، بحسب تصريح رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة.
وتواصل الحكومة الأردنية عبر شركة الكهرباء، مد أنابيب الغاز للمشروع، خاصة عبر عدد من قرى الأردن الشمالية المحاذية للحدود مع الأراضي المحتلة، وتحديدا قرى محافظة اربد (80 كم) شمال البلاد.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.