وقف تبادل الأسرى يهدد السلام الهش في أوكرانيا

أطراف النزاع تعتزم استئناف اجتماعاتها في مينسك نهاية الأسبوع

أسير حرب ينظف الطريق المؤدي إلى «نصب سافور موهيلا» الواقع على بعد 80 كلم من مدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا أمس. وكان هذا النصب الذي يخلد ذكرى معركة في الحرب العالمية، قد تحول إلى ركام بفعل المعارك بين القوات الحكومية والانفصاليين الصيف الماضي (أ.ف.ب)
أسير حرب ينظف الطريق المؤدي إلى «نصب سافور موهيلا» الواقع على بعد 80 كلم من مدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا أمس. وكان هذا النصب الذي يخلد ذكرى معركة في الحرب العالمية، قد تحول إلى ركام بفعل المعارك بين القوات الحكومية والانفصاليين الصيف الماضي (أ.ف.ب)
TT

وقف تبادل الأسرى يهدد السلام الهش في أوكرانيا

أسير حرب ينظف الطريق المؤدي إلى «نصب سافور موهيلا» الواقع على بعد 80 كلم من مدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا أمس. وكان هذا النصب الذي يخلد ذكرى معركة في الحرب العالمية، قد تحول إلى ركام بفعل المعارك بين القوات الحكومية والانفصاليين الصيف الماضي (أ.ف.ب)
أسير حرب ينظف الطريق المؤدي إلى «نصب سافور موهيلا» الواقع على بعد 80 كلم من مدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا أمس. وكان هذا النصب الذي يخلد ذكرى معركة في الحرب العالمية، قد تحول إلى ركام بفعل المعارك بين القوات الحكومية والانفصاليين الصيف الماضي (أ.ف.ب)

عادت الأطراف الموقعة على اتفاقات وقف إطلاق النار في جنوب شرقي أوكرانيا إلى تبادل الاتهامات بعدم الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاقات التي توصلت إليها مجموعة الاتصال في مينسك في 5 و19 سبتمبر (أيلول) الحالي.
ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن ممثلي قيادة «جمهورية دونيتسك الشعبية» المعلنة من جانب واحد، تصريحاتهم حول وقف تبادل الأسرى بين دونيتسك والقوات الحكومية. وأشارت المصادر إلى أن الموعد المحدد لاستئناف تبادل الأسرى والمحتجزين لم يعلن بعد، وأعربت عن شكواها من عدم التزام القوات الحكومية بالقوائم التي سلمها مندوبو دونيتسك إليها. وقال أندريه بورغين نائب رئيس حكومة دونيتسك، إن تبادل الأسرى بموجب القائمة الأخيرة «60 مقابل 60» والذي كان مفروضا إتمامه يوم الأربعاء الماضي لم ينفذ بعد، نظرا لأن القوات الحكومية لم تسلمهم قائمة بأسماء الأسرى والمحتجزين المقرر تبادلهم. ونقلت إذاعة «الخدمات الروسية للأنباء» عن ألكسندر زاخارتشينكو رئيس حكومة «جمهورية لوغانسك الشعبية» غير المعترف بها، قوله إن قضية تبادل الأسرى ستكون في صدارة المباحثات المرتقبة المقرر إجراؤها في مينسك بين أعضاء مجموعة الاتصال الثلاثية مع الجانب الأوكراني وبمشاركة سفير روسيا الاتحادية في كييف عن الجانب الروسي، وممثلة الاتحاد الأوروبي.
وأشارت وكالة أنباء «إنترفاكس» نقلا عن ألكسندر زاخارتشينكو رئيس حكومة دونيتسك إلى أن الاجتماع الدوري لمجموعة الاتصال سيجرى في مينسك خلال الأيام القليلة المقبلة لتسوية المسائل المتعلقة بتبادل الأسرى والمحتجزين لدى الجانبين. واعترف زاخارتشينكو بوقف عملية تبادل الأسرى بسبب عدم التزام الجانب الأوكراني بقائمة أسماء الأسرى من جانب فصائل المقاومة، وقيام أجهزة الأمن والاستخبارات الأوكرانية باحتجاز المواطنين المدنيين من أبناء منطقة الدونباس من المقيمين في كييف لاستبدالهم بالعسكريين الأوكرانيين الموجودين في حوزة فصائل المقاومة. ويهدد تعثر إجراء تبادل الأسرى عملية السلام الهشة أصلا في المنطقة.
من جانبه، أعلن فلاديمير بوليفوي نائب مدير مركز المعلومات التابع لمجلس الأمن القومي والدفاع أن الجانب الأوكراني حدد رؤيته وخطه تجاه مسألة فصل القوات، مشيرا إلى ضرورة الالتزام بما سماه يوم الصمت أو «التهدئة المطلقة» لمدة 24 ساعة قبل البدء بسحب القوات وتحديد خط الفصل بين الجانبين. وكشف عن أن ممثلي الطرفين مع ممثلي منظمة الأمن والتعاون الأوروبي بدأوا عملية التنسيق والإشراف على وقف إطلاق النار والاستقرار التدريجي للفصل بين القوات في منطقة الدونباس.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن في مؤتمره الصحافي الذي عقده في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن موسكو متمسكة بضرورة تشكيل لجان دولية لتقصي الحقائق حول الجرائم الدموية التي جرى ارتكابها في مناطق جنوب شرقي أوكرانيا وقتل المدنيين في كييف واوديسا وماريوبول. وقال إن اكتشاف المقابر الجماعية في أكثر من موقع في جنوب شرقي أوكرانيا يجب أن يحظى بالأهمية الكبرى من جانب المجتمع الدولي مع ضرورة تشكيل لجان دولية لتقصي الحقائق والتحقيق في هذه الجرائم التي قال إن روسيا لن تتراجع عن طلبها تجاه التحقيق الدولي وإعلان أسماء المذنبين في هذه القضية. وقال إنه ناقش قضية اكتشاف المقابر الجماعية على مقربة من ضواحي دونيتسك في جنوب شرقي أوكرانيا، مع كل من بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ولامبيرتو زانيير الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ورئيس المنظمة ديديه بورك هالتسر. وأضاف أن التحقيقات الأولية كشفت عن أن ضحايا هذه المقابر الجماعية من المدنيين الذين جرى تعذيبهم وتصفيتهم رميا بالرصاص قبل دفنهم هناك. وقال إن بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي قامت بزيارة مواقع هذه المقابر الجماعية، وإن لديها التعليمات اللازمة بمتابعة مجريات هذه القضية. واستطرد لافروف أن كييف عادت اليوم إلى أوضاع ما قبل أوضاع «انقلاب فبراير» على حد وصفه في إشارة إلى توقيع اتفاقيات التسوية بين الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش مع ممثلي الأحزاب المعارضة ومظاهرات «الميدان»، لكن بعد وقوع الآلاف من الضحايا. وأشار إلى أن بروكسل مهتمة اليوم بالتشاور مع أوكرانيا وروسيا حول تنفيذ اتفاقية الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. وأضاف أنهم اتفقوا حول تأجيل العمل بالبنود الخاصة بمنطقة التجارة الحرة لمنظومة الكومنولث في اتفاقية الشراكة بين الجانبين حتى نهاية عام 2015، أي إلى ما كان الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش أقره قبل الإطاحة به.
وبخصوص أزمة الغاز، أثارت كييف أمس الشكوك بشأن فرص التوصل إلى تسوية لنزاعها بشأن الغاز مع موسكو. وغداة إعلان الاتحاد الأوروبي عن بداية اتفاق إثر المفاوضات التي جرت في برلين بين الروس والأوكرانيين والأوروبيين لإعادة تزويد أوكرانيا بالغاز، أشار رئيس مجموعة نفتوغاز الأوكرانية العامة إلى أن الخلاف مع موسكو لم يحل بعد. وقال أندريه كولوليف في حسابه على موقع «فيسبوك»: «لم يجر اتخاذ أي قرار نهائي ولم يجر التوقيع على أي نص. انتهى». وكان المفوض الأوروبي للطاقة غونتر اوتينغر أوضح لدى إعلانه أول من أمس عن «اتفاق تمهيدي» ما زال على الحكومتين إقراره، أنه مقابل دفع 3.1 مليار دولار قبل نهاية العام يتعهد العملاق الروسي غازبروم بتقديم 5 مليارات متر مكعب على الأقل من الغاز إلى أوكرانيا لتمكينها من عبور أشهر الشتاء. إلا أن كييف سرعان ما تنصلت من هذا الإعلان وقال وزير الطاقة الأوكراني يوري برودان: «هناك اقتراح من المفوضية الأوروبية لكن حتى الآن لم نتوصل إلى تسوية مقبولة من الجميع».
ويبدو أن كييف وموسكو يخوضان اختبار قوة جديدا حول مراحل الاتفاق؛ حيث أعلن الجانب الأوكراني أنه لن يسدد الدين إلا إذا تعهدت غازبروم بتزويده بالغاز خلال الشتاء. وترى موسكو أن كييف مدينة لها مبلغ 5.3 مليار دولار من متأخرات السداد وأوقفت تزويدها بالغاز في يونيو (حزيران) الماضي. وعرض النزاع على هيئة تحكيم قضائي في ستوكهولم إلا أن الحكم لن يصدر قبل العام المقبل. وأكد رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك أن كييف لن تسحب دعواها أيا كانت نتيجة المفاوضات. وقبل بدء مفاوضات برلين لوح وزير الطاقة الروسي بالتهديد بقطع الغاز عن أوروبا إذا استمرت الدول الأوروبية في بيع كييف الغاز المستورد من روسيا. وتستورد دول الاتحاد الأوروبي نحو ثلث احتياجاتها من الغاز من روسيا. وتمر نصف هذه الكمية عبر أوكرانيا.
على صعيد آخر، أعلن المؤتمر اليهودي الروسي في موسكو عن احتجاجه على إلغاء الحفل الموسيقي الذي كان مقررا أن يقدمه مغني الروك أندريه ماكاريفيتش الذي سبق واتهمه عدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية الروسية بموالاة السلطة الأوكرانية الجديدة. وقالت مصادر المؤتمر اليهودي الروسي إن ما قامت به منظمة «روسيا الأخرى» إحدى فصائل القوى القومية المتشددة، لتخريب الحفل «عمل معاد للسامية». وكان ماكاريفيتش حاول إقامة حفله الموسيقي في توقيت مواكب لاحتفالات اليهود بأحد أهم أعيادهم «روشا شان» أو «رأس العام»، بحضور الكثيرين من اليهود المقيمين في موسكو. ومن المعروف أن مغني الروك ماكاريفيتش سبق وأعرب عن إدانته لتوقيع المئات من أبرز رموز الثقافة والفنون على بيان يعلنون فيه عن تأييدهم لسياسات الرئيس فلاديمير بوتين تجاه أوكرانيا وهو ما قوبل بعاصفة من الاحتجاجات ضد المغني ذي الأصول اليهودية، والذي كان زار أوكرانيا وأقام عددا من حفلاته هناك. وفي موسكو أيضا قام عدد من ممثلي التنظيمات القومية المتشددة بالتجمهر أمام مقر السفارة الأميركية حاملين لافتة كبرى مكتوبا عليها «الديمقراطية على الطريقة الأميركية»، تجاورها صور لصلبان المقابر، في إشارة إلى الضحايا من المدنيين الذي أعدموا رميا بالرصاص إلى جانب سؤال «هل هذه هي ديمقراطيتك يا أوباما؟».



روسيا تجلي «قسماً» من طاقمها الدبلوماسي لدى سوريا

قوافل عسكرية روسية تتجه نحو قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية الساحلية بسوريا (أرشيفية - رويترز)
قوافل عسكرية روسية تتجه نحو قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية الساحلية بسوريا (أرشيفية - رويترز)
TT

روسيا تجلي «قسماً» من طاقمها الدبلوماسي لدى سوريا

قوافل عسكرية روسية تتجه نحو قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية الساحلية بسوريا (أرشيفية - رويترز)
قوافل عسكرية روسية تتجه نحو قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية الساحلية بسوريا (أرشيفية - رويترز)

أجلت روسيا جواً قسماً من طاقمها الدبلوماسي في العاصمة السورية، الأحد، حسبما أعلنت موسكو بعد أسبوع من سقوط حليفها الرئيس بشار الأسد.

وقالت إدارة حالات الأزمات بوزارة الخارجية الروسية في بيان نشرته على «تلغرام» إنه «في 15 ديسمبر (كانون الأول)، تم سحب قسم من طاقم التمثيل (الدبلوماسي) الروسي في دمشق على متن رحلة خاصة لسلاح الجو الروسي (...) غادرت من قاعدة حميميم الجوية» الواقعة على الساحل السوري.