«الجيش الوطني» يعلن مقتل قياديين في مواجهة قوات «الوفاق»

سلامة ينعى الجمالي مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا

صورة وزعتها شعبة إعلام «الجيش الوطني» لتشييع جنازة قتلى ترهونة
صورة وزعتها شعبة إعلام «الجيش الوطني» لتشييع جنازة قتلى ترهونة
TT

«الجيش الوطني» يعلن مقتل قياديين في مواجهة قوات «الوفاق»

صورة وزعتها شعبة إعلام «الجيش الوطني» لتشييع جنازة قتلى ترهونة
صورة وزعتها شعبة إعلام «الجيش الوطني» لتشييع جنازة قتلى ترهونة

أعلنت القوات الموالية لحكومة «الوفاق» الليبية برئاسة فائز السراج، مسؤوليتها عن مقتل قياديين ميدانيين في «الجيش الوطني» الذي يقوده المشير خليفة حفتر، بالإضافة إلى الجندي عبد العظيم الكاني من القوة المساندة للقوات المسلحة، في ضربة نفذتها طائرة مسيرة على مدينة ترهونة، التي تقع على بعد نحو 98 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة طرابلس.
وشيع المئات من أهالي مدينة ترهونة، أمس، جنازة القتلى بحضور العميد خالد المحجوب مسؤول التوجيه المعنوي بقوات «الجيش الوطني»، بينما أظهرت لقطات مصورة بثتها مساء أول من أمس، وسائل إعلام موالية لحكومة السراج، احتفال عناصرها المسلحة بمقتل الثلاثة التابعين لقوات الجيش بميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس، حيث أطلقت الأعيرة والألعاب النارية في الهواء وسط عبارات التهليل والتكبير وتصاعد أبواق السيارات.
وكانت قوات السراج أعلنت مساء أول من أمس، في بيان لعملية «بركان الغضب» التابعة لها أنها نفذت طلعة قتالية دقيقة استهدفت إحدى مركبات التحكم والسيطرة ما أدى إلى تدميرها ومقتل قيادات تابعة لـ«الجيش الوطني»، مشيرة إلى «حالة من الفوضى وعمليات اعتقال عشوائية في ترهونة».
في غضون ذلك، عبر الممثل الخاص للأمين العام غسان سلامة، في بيان أمس، عن عميق حزنه بوفاة مبعوث جامعة الدول العربية إلى ليبيا السفير صلاح الدين جمالي، معرباً عن تعازيه الصادقة لجامعة الدول العربية والحكومة التونسية وأسرة الفقيد.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، مؤخراً عن النقيب محمد أبو خزام من غرفة عمليات الجيش أن قصفاً بطائرة مسيرة استهدف السيارة التي كان يستقلها قائد اللواء التاسع ومرافقوه. ونعى المشير حفتر في بيان وزعه مكتبه كلا من العقيد عبد الوهاب المقري آمر اللواء التاسع والشقيقين النقيب محسن الكاني، والجندي عبد العظيم الكاني، وقال إنهم لقوا حتفهم إثر قصف طيران تركي مُسيّر جنوب العاصمة طرابلس.
بدوره، قال المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة» التابع للجيش الوطني، أول من أمس، بأن الثلاثة «قتلوا على يد عدو غاشم استباح أرضنا بفعل خيانة الخونة وعمالة العملاء الذين انبطحوا لتنظيم الإخوان الإرهابي وإردوغان وحكام قطر»، وأضاف «اغتالتهم اليد التركية القذرة بطائرة مسيّرة يقودها ضباط أتراك... هذه هي تركيا التي تعتدي على أرضنا وتدعم الإرهاب وأدواته من المجرمين والمخربين والمهربين الذين يحاربون قيام دولة المؤسسات حتى يستمر الفساد والفوضى».
وبعد ساعات فقط من تأكيد «الجيش الوطني» أن قاعدة الجفرة الجوية التابعة له في وسط البلاد لم تصب بأي أذى وأنه أحبط ما وصفه بمخطط قطري - تركي لضربها، قالت عملية «بركان الغضب» التابعة لحكومة السراج مساء أول من أمس، في بيان لها بأن «نسور الجو استهدفوا غرفة العمليات الرئيسية بالقاعدة والتي كان يشغلها ضباط أجانب من دولة إقليمية معتدية ودمرتها تدميرا كاملا مع مقتل ضباطها الستة». ولم يفصح البيان عن هوية الدولة الأجنبية المعنية، لكنه أضاف «كما دمر سلاح الجو ثلاث منصات لإطلاق صواريخ أرض جو بقاعدة الجفرة كانت تهدد الملاحة الجوية في سماء ليبيا».
وتسيطر قوات «الجيش الوطني» على الجفرة منذ يونيو (حزيران) عام 2017. بعد طرد مجموعات مسلحة كانت تسيطر عليها، علما بأن المنطقة التي تبعد 650 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة طرابلس، تتمتع بموقع استراتيجي مهم وتضم ثالث أكبر قاعدة جوية في البلاد. وكشف المركز الإعلامي للجيش النقاب أمس، عن مساعي الميليشياوي عبد الغني الككلي، الذي يقود ما يعرف بقوة الأمن في أبو سليم الموالية لحكومة السراج بطرابلس، للتواصل مع قيادة الجيش لضمان عدم ملاحقته، وسط معلومات عن احتمال هروبه إلى المغرب حيث تردد أنه نقل كل أمواله واستثماراته إلى هناك، مشيرا إلى مقتل 142عنصرا من هذه الميلشيات منذ بداية المواجهات.
في سياق آخر، اتهمت القوات الموالية لحكومة السراج في بيان مقتضب أصدرته، أمس، قوات «الجيش الوطني» باستهداف مطار معيتيقة الدولي والمغلق منذ نحو أسبوعين في العاصمة بصواريخ غراد، فيما وصفته بمحاولة يائسة منها لتعويض خسائرها.
وقال مصدر عسكري في قوات السراج، إن المطار تعرض لقصف جوي وصاروخي في الساعات الأولى من صباح أمس، لكن من دون وقوع أي خسائر مادية أو بشرية، بيد أن «الجيش الوطني» نفى صحة هذه المعلومات.
وفي مطلع الشهر الجاري تم إغلاق المطار الوحيد العامل بطرابلس والذي يقع إلى الشرق مباشرة من وسطها، ما دفع شركات الطيران المحلية إلى نقل رحلاتها إلى مطار مدينة مصراتة، التي تبعد نحو 200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس، حتى إشعار آخر.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.