ميراندينها... البرازيلي الذي حول أنظار الإنجليز إلى «راقصي السامبا»

وصف رحيله عن نيوكاسل والعودة إلى نادي بالميراس بأكبر خطأ في مسيرته الكروية

ميراندينها يمر من لاعب مانشستر يونايتد براين روبسون على ملعب نيوكاسل في 26 نوفمبر عام 1988
ميراندينها يمر من لاعب مانشستر يونايتد براين روبسون على ملعب نيوكاسل في 26 نوفمبر عام 1988
TT

ميراندينها... البرازيلي الذي حول أنظار الإنجليز إلى «راقصي السامبا»

ميراندينها يمر من لاعب مانشستر يونايتد براين روبسون على ملعب نيوكاسل في 26 نوفمبر عام 1988
ميراندينها يمر من لاعب مانشستر يونايتد براين روبسون على ملعب نيوكاسل في 26 نوفمبر عام 1988

عندما تعاقد نيوكاسل يونايتد مع المهاجم البرازيلي جولينتون من هوفنهايم الألماني مقابل 40 مليون جنيه إسترليني خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، أصبح هذا اللاعب هو الأغلى في تاريخ النادي الإنجليزي. وهناك بعض الأوقات التي تشهد تألقا لافتا من جانب اللاعبين البرازيليين في الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي يعد الوجهة التي يحلم بها اللاعبون الشباب في أكبر دولة في قارة أميركا الجنوبية. وتجب الإشارة إلى أن المنتخب البرازيلي الفائز قبل أكثر من شهر ببطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) كان يضم بين صفوفه سبعة لاعبين يلعبون في الدوري الإنجليزي الممتاز. ويدين هؤلاء اللاعبون جميعا بالفضل للنجم البرازيلي ميراندينها، الذي كان أول برازيلي يلعب لناد إنجليزي عندما انضم إلى نيوكاسل يونايتد عام 1987، أي قبل خمس سنوات من انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد.
يقول ميراندينها، الذي احتفل بعيد ميلاده الستين في اليوم الذي تغلبت فيه البرازيل على الأرجنتين في نصف نهائي كوبا أميركا: «أنا فخور جداً بذلك. لقد كان ذلك بمثابة علامة فارقة في تاريخ كرة القدم البرازيلية وكرة القدم الإنجليزية على حد سواء، وأصبح اسمي يتردد دائما على ألسنة الصحافيين والجمهور. وقد ساعد ذلك أيضا على انضمام جونينيو إلى ميدلسبره بعد ذلك بسنوات قليلة. لكنني أنظر إلى هذا الأمر بتواضع شديد على أي حال. كل شخص يتألق في مرحلة ما، وقد كانت هذه هي فترة تألقي».
ويعترف ميراندينها بأنه لا يعرف الكثير عن جولينتون، الذي يعد أحدث مهاجم برازيلي ينضم إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه فخور بأن الشيء الذي بدأه لا يزال مستمرا حتى الآن. ويقول عن ذلك: «أنا سعيد لأن النادي حول اهتمامه نحو اللاعبين البرازيليين، فهذا يعد دليلا على الأداء الجيد الذي قدمته هناك، عندما سجلت أهدافا حاسمة أمام منافسين أقوياء. والآن، يمتلك جولينتون فرصة جيدة لكي يثبت قدراته في هذا النادي العملاق، خاصة في ظل وجود هذا الجمهور الرائع الذي يحفز اللاعبين دائما».
وكان ميراندينها قد لفت الأنظار بشدة في إنجلترا في مايو (أيار) 1987، عندما ساعد البرازيل على الفوز بكأس روس (بطولة تجمع إنجلترا وأسكوتلندا إضافة إلى فريق ضيف كان المنتخب البرازيلي في هذه السنة)، وسجل هدفه الدولي الوحيد في المباراة التي انتهت بتعادل البرازيل مع إنجلترا بهدف لكل فريق على ملعب ويمبلي، كما حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة التي انتهت بفوز البرازيل بهدفين دون رد على اسكوتلندا. وعاد ميراندينها إلى إنجلترا بعد ذلك ببضعة أشهر وكان على استعداد لإقامة حياة جديدة له ولأسرته في شمال شرقي إنجلترا.
ودفع نيوكاسل يونايتد لنادي بالميراس 575 ألف جنيه إسترليني مقابل الحصول على خدمات ميراندينها في صيف عام 1987، وسرعان ما تكيف اللاعب البرازيلي مع الأجواء في مدينة نيوكاسل وبات يشعر وكأنه في وطنه. وسجل ميراندينها 13 هدفاً في أول موسم له في إنجلترا، بما في ذلك هدفان في مرمى مانشستر يونايتد في المباراة التي انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق على ملعب «أولد ترافورد»، وقاد نيوكاسل يونايتد لإنهاء هذا الموسم في المركز الثامن في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
وبصورة غير متوقعة، أصبح ميراندينها صديقا لبول جاسكوين في ذلك الموسم، وكانا يتناولان الطعام معا بانتظام. وقبل أن ينتقل جاسكوين إلى توتنهام هوتسبير، أعطى كلبا لابنة ميراندينها كهدية. يقول ميراندينها عن ذلك: «لقد كونت صداقة قوية مع بول فور انضمامي للنادي، فقد كان أول شخص يرحب بي في النادي، وكنا نذهب سويا إلى المستشفيات وغيرها من المناسبات الخيرية. لقد كان صديقاً لي وساعدني كثيراً في مواجهة الصعوبات التي كنت أعاني منها في بداية انتقالي إلى إنجلترا. في السابق كنا نتواصل بقدر لا بأس به، لكنه ابتعد قليلا بعد مشكلاته مع الكحول. لكنني أحاول دائماً التحدث عنه في أي مناسبة، وأبحث دائماً عن معرفة ما يحدث في نيوكاسل يونايتد».
ويضيف: «ما زال الجميع في نيوكاسل يونايتد يتذكرونني حتى يومنا هذا. لقد زرت المدينة عام 2016 خلال افتتاح مطعم برازيلي هناك. وعندما علم العاملون بالنادي بقدومي قرروا اصطحابي لمشاهدة مباراة نيوكاسل يونايتد أمام مانشستر سيتي، وتم تكريمي على أرض الملعب بين شوطي المباراة. لكن لم يتحدث الناس عن ذلك في البرازيل. إنهم يحبونني كثيرا هناك، وما زلت أحصل على رسائل بها صور وطلبات للتوقيع عليها من قبل الجمهور الإنجليزي».
لكن الأمور لم تسر بشكل جيد مع نيوكاسل يونايتد خلال الموسم الثاني لميراندينها مع الفريق. وعلى الرغم من بعض اللحظات الرائعة للاعب البرازيلي - سجل هدف الفوز في المباراة التي انتهت بفوز نيوكاسل يونايتد على ليفربول في ملعب «آنفيلد» للمرة الأولى منذ 38 عاماً، كما سجل هدفين في المباراة التي فاز فيها نيوكاسل يونايتد على غريمه المحلي بثلاثية نظيفة - لكن نيوكاسل هبط إلى دوري الدرجة الأولى في ذلك الموسم. وبعدما لعب ميراندينها 67 مباراة مع نيوكاسل يونايتد سجل خلالها 24 هدفاً، عاد إلى نادي بالميراس البرازيلي، وهي الخطوة التي وصفها ميراندينها بأنها «أكبر خطأ» في مسيرته الكروية.
لقد تغير مشهد كرة القدم الإنجليزية في الثلاثين عاما التي تلت رحيل ميراندينها عن نيوكاسل. وقبل بداية الدوري الإنجليزي الممتاز لعب خمسة برازيليين – أليسون، وفابينيو، وروبرتو فيرمينو، وإيدرسون، وغابرييل جيسوس – على ملعب ويمبلي، في كأس الدرع الخيرية والتي انتهت بفوز مانشستر سيتي على ليفربول بركلات الترجيح بعد نهاية الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل بهدف لكل فريق. ويعد جولينتون لاعبا من بين 24 برازيليا يلعبون في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، ويحصلون جميعا على أجر جيد.
وللأسف، واجه ميراندينها صعوبات مالية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، بسبب فشل المشروع التجاري الذي أنشأه، فضلا عن طلاقه مرتين. وبعد أن ساءت الأمور تماما قبل بضعة أشهر، ذهب ميراندينها إلى التلفزيون البرازيلي لطلب المساعدة في سداد ديونه، وقد تدخل رجال أعمال، لم يكشفوا عن هويتهم، وساعدوه على دفع ديونه.
يقول ميراندينها عن ظهوره التلفزيوني: «لقد كنت متردداً جداً في الوصول إلى هذه النقطة، لكن الأمور كانت صعبة للغاية، لسوء الحظ. ثم اتصل أحد أصدقائي بالمخرج وتحدث معه عن وضعي الحالي. لقد كنت بحاجة للحديث عن ظروفي على الملأ، وكان لذلك مردود جيد بالنسبة لي. لقد تسبب ظهوري في شعور الكثيرين بالصدمة. لقد طلقت مرتين، كانت إحداهما بشكل صادم. وانتقلت للعيش بعيدا عن ابنتي، وخسرت أموالي. ثم عملت مع فريق في مدينتي واضطررت إلى بيع عقاري لكي أدفع أجور اللاعبين المتأخرة، فلم أكن أريد أن أكون شخصاً سيئاً».
ويأمل ميراندينها أن تنتهي أوقاته الصعبة. وبمساعدة بعض أصدقائه القدامى، تمكن ميراندينها من الحصول على رخصة التدريب من الدرجة الأولى في البرازيل – وهي الرخصة التي يتعين على جميع المديرين الفنيين أن يحصلوا عليها الآن – ويعتزم العودة للعمل في مجال كرة القدم مرة أخرى. وبعد أن عمل في مجال التدريب في البرازيل والكثير من أنحاء العالم مثل المملكة العربية السعودية والسودان وماليزيا، يسعى ميراندينها لاستئناف مسيرته التدريبية مرة أخرى. يقول ميراندينها عن ذلك: «لقد كنت بطلاً في المملكة العربية السعودية، وأيضاً مع فورتاليزا في عام 2009 [الفوز ببطولة ولاية سيارا]. لقد ساعدتني خبراتي في جميع أنحاء العالم على إجادة اللغة الإنجليزية، كما أتحدث اللغة العربية بعض الشيء، وكذلك اليابانية. وأتوقع أن تتاح لي الفرصة للعودة إلى التدريب مرة أخرى».


مقالات ذات صلة

باريس لا يريد ضم كريستيانو رونالدو

رياضة سعودية كريستيانو رونالدو في إحدى مباريات الدوري السعودي (أ.ف.ب)

باريس لا يريد ضم كريستيانو رونالدو

ذكرت تقارير صحافية أن نادي باريس سان جيرمان لا يفكر في ضم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية المهاجم عثمان ديمبلي يحتفل بهدفه في موناكو (رويترز)

«كأس السوبر الفرنسي»: ديمبلي يقود سان جيرمان للفوز باللقب

سجل المهاجم عثمان ديمبلي هدفاً في الوقت المحتسب بدل الضائع ليقود باريس سان جيرمان للفوز 1-صفر على موناكو في كأس السوبر الفرنسي.

خالد العوني (الدوحة)
رياضة عربية إبراهيم عادل يحتفل بهدفه المذهل في مرمى الترجي (نادي بيراميدز)

«دوري أبطال أفريقيا»: هدف مذهل يمنح بيراميدز نقاط الترجي

حول بيراميدز المصري تأخره بهدف أمام ضيفه الترجي التونسي إلى الفوز 2-1 بفضل هدفين متأخرين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية محمد صلاح في كرة مشتركة مع ديوغو دالوت لاعب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

«البريمرليغ»: مانشستر يونايتد يقتنص التعادل من ليفربول

سجل أماد ديالو هدف التعادل، في وقت متأخر، ليقود مانشستر يونايتد لتجاوز مستواه الأخير ويمنحه التعادل 2-2 أمام مضيفه ليفربول.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عربية المصري والزمالك تعادلا سلباً في الإسكندرية (نادي الزمالك)

«الكونفدرالية الأفريقية»: الزمالك يتعادل مع المصري… ويحافظ على الصدارة

حافظ الزمالك المصري، حامل اللقب، على صدارة المجموعة الرابعة في بطولة الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، رغم تعادله سلباً مع مضيفه ومواطِنه المصري.

«الشرق الأوسط» (الإسكندرية )

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)
TT

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)

قال الإسباني خيسوس كاساس، مدرب العراق، إنه سيحلل الأخطاء التي أدت لهزيمة فريقه 2 - صفر أمام البحرين، اليوم الأربعاء، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية ببطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26) بالكويت، استعداداً لمواجهة السعودية.

وقال كاساس، في المؤتمر الصحافي عقب المباراة: «مباراة السعودية لن تكون سهلة على الإطلاق. سنحاول تحليل أخطائنا وإيجاد أكبر عدد من اللاعبين اللائقين بدنياً للعب المباراة وسنفعل كل ما يجب علينا فعله، لكن بكل حال، لن تكون المباراة سهلة».

وأكد أن مواجهة البحرين «لم تكن سهلة ولا بد أن نهنئ البحرين على الفوز والتأهل».

وأضاف: «ظهر علينا الإرهاق وغياب بعض اللاعبين أثر علينا».

وأكد أنه فضّل اليوم الدفع بلاعبين يتمتعون بالحيوية وليسوا مرهقين نظراً لأنه لاحظ إرهاق بعض عناصر الفريق.

وأضاف أن العراق لم يكتفِ بالتأمين الدفاعي في الشوط الثاني، وإنما كان الأكثر هجوماً، موضحاً: «لكنني بالتأكيد لست سعيداً بالأداء ولا أشعر بالرضا عنه».

وقال كاساس: «هناك شيء إيجابي اليوم وهو وجود عدد من اللاعبين صغار السن وهذا سيساعدهم في المستقبل لأنهم يكتسبون الخبرة من هذه البطولة. البحرين تفوقت علينا في الالتحامات اليوم، وهذا ساعدهم في الفوز لكن لاعبينا الصغار اكتسبوا خبرة وهذا أمر إيجابي».