هل يصدق الناخبون الإسرائيليون وعد نتنياهو بضم غور الأردن؟

بعض الإسرائيليين يرون «إنه ممثل وقد حان الوقت كي يغادر المسرح»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

هل يصدق الناخبون الإسرائيليون وعد نتنياهو بضم غور الأردن؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

رغم الوعود الكبيرة التي أطلقها في الفترة الأخيرة، وأشهرها ضم غور الأردن إلى إسرائيل في حال فوزة بالانتخابات المقبلة، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يعد يحظى بثقة الناخبين مؤخرا بشكل كبير.
وتجرى الانتخابات العامة في إسرائيل يوم 17 سبتمبر (أيلول)، ويواجه نتنياهو، الذي يتزعم حزب «الليكود»، في هذه الانتخابات تحديا صعبا بوقوفه أمام رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس وتحالفه الوسطي الممثل بحزب «أزرق أبيض».
وبحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، فقد أكد عدد من الناخبين، بمن فيهم مؤيدو نتنياهو، أن الكثير من الوعود السابقة التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي لم تتحقق وأنه تراجع عن الكثير منها.
ففي عام 2009. دعا نتنياهو إلى تدمير حركة «حماس»، التي تسيطر على قطاع غزة، إلا أنه في الوقت الحالي، خفف من حدة هذه التصريحات السابقة بقوله إنه سيعمل على «إضعاف واحتواء حماس».
وأول من أمس (الثلاثاء) اضطر نتنياهو إلى قطع كلمة كان يلقيها في تجمع انتخابي في جنوب إسرائيل وترك المنصة لفترة وجيزة، وذلك بعد دوي صفارات الإنذار للتحذير من هجوم صاروخي محتمل من غزة.
وقد جاء هذا الهجوم بعد إعلان نتنياهو عزمه ضم غور الأردن وشمال البحر الميت إلى إسرائيل في حالة فوزه في الانتخابات المقبلة. وقد تسبب الهجوم في الكثير من السخرية والتشكيك في قدرة نتنياهو على التصدي لـ«حماس» أو ضم أي مناطق أخرى لإسرائيل.
وتعليقا على الهجوم، قال منافس نتنياهو الرئيسي بيني غانتس، «اليوم، رأينا كيف تترجم الكلمات الكبيرة إلى صفر. بدلاً من إصدار تصريحات فارغة بشأن غور الأردن، يجب حماية سيادتنا في الجنوب».
ومن جهتها، كتبت سيما كادمو، الكاتبة السياسية في جريدة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن هذا الموقف يؤكد فشل نتنياهو في حفظ الأمن، مضيفة «عند حديثه عن الأمن والتصدي لحماس مستقبلا سنظل نتذكر هذا المشهد الدرامي الذي كاد فيه صاروخ حماس أن يقع فوق رأسه».
بالإضافة إلى ذلك، شكك أحد شركاء ائتلاف نتنياهو من اليمين المتطرف في صدق رئيس الوزراء قائلا إنه لم يتخذ أي تحرك بشأن مسألة غور الأردن خلال عشر سنوات قضاها في السلطة.
وقال بتسلئيل سموتريش، لراديو «الجيش الإسرائيلي»: «كيف تظهر مسألة الضم الآن، قبل أسبوع من الانتخابات؟».
وقد أكد عدد من المحللين السياسيين أن تصريح ضم غور الأردن كان مجرد محاولة من نتنياهو لمغازلة قاعدة المصوتين اليمينيين المتشددين.
ولم تكن هذه التصريحات التي أطلقها نتنياهو محل ثقة المواطنين الإسرائيليين العاديين أيضا، فالكثير منهم لا يصدقون وعود نتنياهو، رغم تأييدهم له، وقد قال شلومو زاديك (70 عاماً)، وهو إسرائيلي كان مقيما في السابق في إحدى مستوطنات غور الأردن «نتنياهو تطرق إلى قضية كانت مهمة بالنسبة لي لفترة طويلة وهي ضم غور الأردن. سأصوت له أملا في أن يفي بوعده، وليس لثقتي بأنه سيفعل ذلك».
وقد أشار مواطنون إسرائيليون آخرون إلى تعهد نتنياهو في الماضي ببناء ثلاثة آلاف مستوطنة في منطقة E1 المثيرة للخلاف في الضفة الغربية، قائلين إنه تراجع عن هذا التعهد تحت الضغط الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، يقول الكثير من الناخبين بأنه لم يفِ أيضا بالتزام صادر عن المحكمة العليا بإخلاء قرية خان الأحمر البدوية، الواقعة على بعد 10 كيلومترات من شرق القدس قائلين إن عدم التزامه بهذا القرار جاء نتيجة حملة فلسطينية ودولية ضده.
وقالت إيتي دار (65 سنة)، وهي إسرائيلية تعيش في منطقة «ميفاسيريت زيون»، الواقعة في ضواحي القدس الشرقية إنها ساندت «الليكود» في الماضي لكنها ستمنح صوتها الآن إلى حزب «أزرق أبيض» لعدم ثقتها في نتنياهو. وأضافت دار «إنه ممثل، وقد حان الوقت كي يغادر المسرح».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».