حذّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الرئيسَ الأميركي دونالد ترمب من «شعار» رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «القتال حتى آخر جندي أميركي»، في محاولة للتأثير على الرأي العام الأميركي، بعدما اتهمت إسرائيل الإيرانيين بالقيام بأنشطة نووية سرية ذات أبعاد عسكرية، فيما وصف عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي حشمت الله فلاحت بيشه الدول الأوروبية بـ«اللاعبين الهامشيين» في الاتفاق، منتقداً الدول الأوروبية على وقف اتفاقيات تجارة تتجاوز قيمتها 70 مليار دولار بعد الانسحاب الأميركي.
وقال ظريف، أمس، في تغريدة خاطب فيها الرئيس الأميركي: «هل تعلم أن نتنياهو كان له دور أساسي في دفع الولايات المتحدة إلى مستنقع أفغانستان؟ وهو الشيء الذي لا يمكنك الخروج منه الآن». وأضاف: «شعار (نتنياهو) منذ عام 1986: (قتال حتى آخر جندي أميركي)».
وقبل ذلك اتهم ظريف نتنياهو بالسعي وراء «ذريعة للحرب» على أثر قوله إن إيران دمرت موقعاً سرياً للأنشطة العسكرية النووية عقب إدراكها اكتشافه من قبل إسرائيل، فيما وجّه مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانتشي تهماً للولايات المتحدة بخرق الاتفاق النووي.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على «تويتر» رداً على ما وصفها بـ«المسرحية الجديدة» لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد إيران، إن «تل أبيب تسعى إلى إشعال نار الحرب في المنطقة، ولكن عليها أن تعلم أنه في هذه الحالة فلن تكون هي في مأمن من هذا النزاع». وأضاف: «التي تمتلك أسلحة نووية حقيقية تتهمنا كذباً (بامتلاك أسلحة نووية)»؛ في إشارة للترسانة النووية التي يفترض أن إسرائيل تمتلكها.
وقبل ظريف بساعات قال نتنياهو إن طهران كانت تعمل على تطوير أسلحة نووية في موقع سري في «آباده» لكنها دمرت المنشأة بعد أن علمت باكتشاف أمرها.
ونشر ظريف في تغريدته فيديو عن نتنياهو في عام 2002 خلال اجتماع في الكونغرس الأميركي أعطى خلاله ضمانات بأن غزو العراق ستكون نتائجه إيجابية للمنطقة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وكان نتنياهو رد في بيان متلفز في وقت سابق على تغريدة ظريف، بأن إسرائيل كشفت مواقع إيرانية سرية إضافية للأسلحة النووية. وقال إن من بين المواقع المهمة موقعاً لتطوير أسلحة نووية في مدينة «آباده» بمحافظة فارس، وإنه بمجرد علم إيران باكتشافه قامت بتدميره في محاولة للتغطية عليه. وهذا هو الموقع الذي قام بعرض صوره التي تم التقاطها بالأقمار الاصطناعية قبل وبعد تدميره. وأدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بهذا البيان في اليوم نفسه الذي انعقد فيه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، وأكد أن إيران قد ضاعفت عدد أجهزة طرد مركزي معينة بغرض تخصيب اليورانيوم.
وفي وقت سابق على تصريحات نتنياهو كان مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانتشي اتهم الولايات المتحدة بخرق معاهدة حظر الانتشار النووي، وقال إن «(الولايات المتحدة) لا تريد المصادقة على معاهدة حظر الانتشار؛ ليس هذا فحسب؛ إنما تريد استئناف التجارب النووية المتفجرة؛ بما في تلك التجارب التفجيرية تحت الأرض».
وعدّ تخت روانتشي «سياسات كهذه غير مسؤولة، وآخرها انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى».
وأفاد تقرير لوكالة «رويترز»، الأحد الماضي، نقلاً عن مصادر دبلوماسية بأن فريق المفتشين الدوليين عثر على يورانيوم في موقع جنوب طهران. وقال أيضاً إن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عثروا على مادة نووية في مخزن ذري إيراني سري سبق أن أخطر الأمم المتحدة به العام الماضي. وطالب الوكالة بتفتيش الموقع.
وتعهد نتنياهو بألا يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي أو بالتموضع عسكرياً في سوريا.
إلى ذلك، رد عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه أمس على انتقادات وردت على لسان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بشأن تفعيل إيران خطوة ثالثة من خفض التزامات الاتفاق النووي.
وقال فلاحت بيشه؛ أحد النواب المؤيدين للاتفاق النووي، إن «الاتفاق ليس له حل أوروبي»، مشيراً إلى أن «الحل بيد أحد يحل القضية، والأوروبيون لا يملكون هذه القدرة؛ ولا هذا الموقع» وفق ما نقلت عنه وكالة «إيسنا» الحكومية.
وعدّ ماس في تصريحات لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية أن تقليص إيران التزاماتها في اتفاق فيينا إشارة خاطئة تماماً، مطالباً طهران بالالتزام الكامل بالاتفاق النووي، موضحاً في الوقت نفسه أنه بالإمكان التوصل إلى حل، وقال: «لكن هذا الحل لن نتمكن؛ نحن الأوروبيين، من القيام به على نحو منفرد، بينما يزيد آخرون من المجازفة».
وقال فلاحت بيشه تعليقاً على تصريحات ماس إن الأوروبيين لم يتخذوا أي خطوة لحفظ الاتفاق النووي، وأضاف أن «الاتفاق لا يحتاج آلية الدفع الخاصة (إينستكس) ولا الآليات الأخرى التي تستغرق وقتاً كبيراً». وقال إن الاتفاق كان من الممكن حفظه «لو عمل الأوروبيون بالتزاماتهم في الاتفاق بشكل طبيعي ونفذت (70 مليار دولار) من اتفاقيات ما بعد الاتفاق النووي بين إيران وأوروبا».
وكان فلاحت بيشه يشير إلى انسحاب الشركات الأوروبية من عقود تجارية مع إيران عقب إعادة العقوبات الاقتصادية منذ أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018.
ووصف فلاحت بيشه الدول الأوروبية بـ«اللاعبين على الهامش»، عادّاً إيران والولايات المتحدة «اللاعبين الأساسيين في الاتفاق»، مشدداً على أن الآخرين «لاعبون يُهمَّشون مع مرور كل يوم».
ظريف لترمب: إسرائيل ستحارب حتى آخر جندي أميركي
نائب إيراني ينتقد الأوروبيين بسبب الانسحاب من عقود بقيمة 70 مليار دولار
ظريف لترمب: إسرائيل ستحارب حتى آخر جندي أميركي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة