تونس: هيئة الانتخابات تسمح بحوار تلفزيوني مع مرشح للرئاسة داخل السجن

بعثة من الجامعة العربية لمتابعة الاقتراع

مرشح «حركة النهضة» عبد الفتاح مورو خلال جولة انتخابية في مدينة التضامن بالعاصمة التونسية أمس (أ.ف.ب)
مرشح «حركة النهضة» عبد الفتاح مورو خلال جولة انتخابية في مدينة التضامن بالعاصمة التونسية أمس (أ.ف.ب)
TT

تونس: هيئة الانتخابات تسمح بحوار تلفزيوني مع مرشح للرئاسة داخل السجن

مرشح «حركة النهضة» عبد الفتاح مورو خلال جولة انتخابية في مدينة التضامن بالعاصمة التونسية أمس (أ.ف.ب)
مرشح «حركة النهضة» عبد الفتاح مورو خلال جولة انتخابية في مدينة التضامن بالعاصمة التونسية أمس (أ.ف.ب)

وافقت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، أمس (الاثنين)، على طلب لإجراء حوار تلفزيوني مع نبيل القروي رئيس حزب «قلب تونس» المرشح للانتخابات الرئاسية والقابع في سجن المرناقية (غرب العاصمة التونسية). وخلّفت الموافقة تساؤلات عمّا إذا كانت تمثل تمهيداً للإفراج عنه قبل موعد إجراء الاقتراع يوم الأحد 15 سبتمبر (أيلول) الحالي.
وأوضح نبيل بافون، رئيس هيئة الانتخابات، أن هذه الموافقة تأتي في إطار «تكريس مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المرشحين» وفق ما تضمّنه القانون الانتخابي التونسي، وهي تتطلب إذناً قضائياً مسبقاً. ومن المنتظر أن تُبث هذه المقابلة، التي لم يحدد تاريخها بعد، على قناة «الحوار التونسي» الخاصة، وهي ليست الأولى من نوعها؛ فقد أجرت القناة الفضائية نفسها قبل أيام حواراً مع سليم الرياحي؛ رجل الأعمال التونسي الفارّ من وجه العدالة نتيجة تهم بالتهرب الضريبي وتبييض أموال. وكان حوار الرياحي قد خلّف جدلاً حاداً نتيجة توجيهه اتهامات سياسية لخصومه في السباق الرئاسي وعلى رأسهم يوسف الشاهد، رئيس الحكومة.
وكانت الدفعة الأولى من المناظرات التلفزيونية التي نظمت يوم السبت الماضي، قد شهدت تغيب المرشح نبيل القروي بسبب وجوده في سجن المرناقية منذ يوم 23 أغسطس (آب) الماضي على خلفية اتهامه بالتهرب الضريبي وتبييض أموال. ورفضت الأطراف المنظّمة للمناظرات بين المرشحين للرئاسة مطلب هيئة الدفاع عن القروي التي اقترحت تدخله عبر تقنية «سكايب» من داخل السجن. كما رفضت، في الإطار ذاته، حضور زوجته المناظرة التلفزيونية الأولى التي نظمتها «القناة الوطنية الأولى»؛ (حكومية).
وكان نبيل بافون، رئيس الهيئة العليا للانتخابات، قد أكد قبول ملف ترشح كل من نبيل القروي وسليم الرياحي في السباق الرئاسي، وهو ما طرح مشكلات قانونية على مستوى مشاركتهما في الحملة الانتخابية الرئاسية وفي المناظرات التلفزيونية التي يحتضنها مقر التلفزيون التونسي الحكومي.
ولن يكون نبيل القروي المرشح الوحيد الممنوع من حضور هذه المناظرات الأولى من نوعها التي تنظم في تونس، بل سيشمل القرار كذلك سليم الرياحي الفارّ من وجه العدالة التونسية.
على صعيد آخر، دعا عبد الفتاح مورو، مرشح «حركة النهضة» للانتخابات الرئاسية، بقية المرشحين إلى الابتعاد عن «التجنّي والتشويه وفبركة التقارير الإعلامية». وقال مورو في مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر الحملة الانتخابية بمنطقة المنار (أحد الأحياء الراقية في العاصمة التونسية) إن الناخب التونسي سيختار «الأفضل والأقدر على رئاسة تونس من خلال برنامجه الانتخابي وليس بناء على التهجم وتشويه الخصوم»، عادّاً أن الحملة الانتخابية الرئاسية التي يخوضها «نظيفة».
ويحظى مرشح «النهضة» بحظوظ وافرة للمرور إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى عدد من المرشحين المنافسين وعلى رأسهم يوسف الشاهد وعبد الكريم الزبيدي ومهدي جمعة. غير أن مراقبين يرون أن كل الأطراف السياسية الليبرالية واليسارية والمنظمات الاجتماعية («اتحاد الشغل» على وجه الخصوص)، ستتكتل ضد مرشح «النهضة» لتمنح الفوز لمنافسه في الدورة الثانية، وذلك خشية سيطرة الحركة الإسلامية على مقاليد الحكم في البلاد.
من ناحية أخرى؛ تمسك حمة الهمامي، مرشح «الجبهة الشعبية» اليسارية للانتخابات الرئاسية، بضرورة احترام القانون الانتخابي، ووجّه مراسلة إلى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات طالباً اتخاذ تدابير قانونية ضد أنشطة عبد الفتاح مورو، مرشح «النهضة»، ويوسف الشاهد، مرشح حركة «تحيا تونس»، وعبد الكريم الزبيدي، المرشح المستقل. واتهم الهماميُّ الزبيديَّ؛ وزيرَ الدفاع التونسي المستقيل، بتوظيف صورة الجيش في الحملة الانتخابية الرئاسية، وأشار إلى وجود لافتات عملاقة للمرشح يوسف الشاهد خارج المساحات المخصصة للإشهار السياسي، كما اتهم «حركة النهضة» باستعمال المال العام للقيام بحملة انتخابية لمرشحها عبد الفتاح مورو.
من ناحية اخرى وجّه أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بإيفاد بعثة من الجامعة برئاسة السفير خليل إبراهيم الذوادي، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي، لمتابعة الانتخابات الرئاسية التونسية، المقررة في 15 سبتمبر (أيلول) الجاري. ومن المقرر أن يتم نشر أعضاء البعثة المنتمين لمختلف الجنسيات العربية، ما عدا الجنسية التونسية، في عدد من الولايات التونسية.
وأفاد بيان للجامعة العربية، أمس، بأن مشاركة الجامعة في متابعة الانتخابات التونسية تأتي في إطار حرص الجامعة على «دعم وتعزيز مسيرة الديمقراطية، وترسيخ الحكم الرشيد في الجمهورية التونسية»، وتلبية للدعوة التي تلقاها أحمد أبو الغيط من نبيل بافون رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، لإرسال بعثة من الجامعة للمشاركة في مراقبة الانتخابات.
ويصل الوفد العربي إلى تونس غداً (الأربعاء) ويلتقي خلال مهمته بمختلف الأطراف المعنية بالإعداد والترتيب لهذه الانتخابات، ومن ضمنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، التي سيوقع الوفد معها مذكرة حول حقوق وواجبات الملاحظين، بموجبها سيتوجب عليهم احترام سيادة البلاد ودستورها وقوانينها، وعدم التدخل بأي شكل من الأشكال في شؤونها الداخلية.
وتتمثل أهداف هذه البعثة في ملاحظة مختلف جوانب العملية الانتخابية بكل حيادية وتجرد، بما في ذلك الحملات الانتخابية للمرشحين، وعمليات الاقتراع وعد وفرز الأصوات، والتأكد من مطابقتها للقوانين والأنظمة المتبعة في الدولة، وكذلك المعايير الدولية المتعارف عليها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.