قلق من انهيار هدنة إدلب... ودمشق تصد هجمات «درون»

نازحون يعودون بحذر لتفقد بيوتهم في شمال غربي سوريا

TT

قلق من انهيار هدنة إدلب... ودمشق تصد هجمات «درون»

قال الجيش السوري، السبت، إن دفاعه الجوي أحبط هجوماً شنته «مجموعات إرهابية» بثلاث طائرات مسيرة على موقع عسكري رئيسي في شمال غربي البلاد، في وقت تصاعدت المخاوف من اقتراب انتهاء مهلة الهدنة التي أعلنتها موسكو في إدلب.
وذكر الجيش، في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية، «تصدت وسائط دفاعنا الجوي مساء أمس لمحاولة اعتداء المجموعات الإرهابية المسلحة على أحد مواقعنا العسكرية في سهل الغاب عبر ثلاث طائرات مسيرة محملة بالقنابل، حيث تمكنت من تدمير اثنتين، وإسقاط الثالثة، وتفكيك ذخيرتها دون وقوع أي خسائر في صفوف قواتنا المسلحة».
وتطلق دمشق تسمية «المجموعات الإرهابية» على جميع فصائل المعارضة والمعارضين في البلاد.
وشهدت إدلب فترة هدوء من الغارات الجوية التي كانت تستهدف هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة، بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم 30 أغسطس (آب) أن القوات السورية ستوقف إطلاق النار من جانب واحد في «منطقة خفض التصعيد» التي تم الاتفاق عليها قبل عامين.
وحثت وزارة الدفاع الروسية، أيضاً، فصائل المعارضة على الانضمام للهدنة.
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه وثق مقتل مواطن متأثراً بجراح أصيب بها جراء قصف طائرات النظام الحربية على مدينة معرة النعمان قبل نحو 10 أيام.
على صعيد متصل، قصفت قوات النظام بعد ظهر أمس أماكن في معرة حرمة وكفر سجنة ومعرتحرمة ومعصران والنقير بالقطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، دون معلومات عن خسائر بشرية. ونشر «المرصد السوري» أنه في ظل توقف طائرات النظام والروس عن قصف ريف إدلب منذ ثمانية أيام، وبالتزامن مع الهدوء الحذر والنسبي من حيث القصف البري والاشتباكات والاستهدافات بموجب وقف إطلاق النار الجديد، الذي بدأ في صبيحة الـ31 من شهر أغسطس، يعمد المدنيون الذين أجبروا على النزوح من مناطقهم في ريفي إدلب وحماة إلى العودة لتفقد ممتلكاتهم، لا سيما في ريف معرة النعمان وجبل شحشبو ومناطق أخرى جنوب وجنوب شرقي إدلب، فيما رصد «المرصد» عودة قلة قليلة من المدنيين للاستقرار في منازلهم، وذلك لأن المدنيين ليست لديهم أي ثقة باتفاقات الروس والأتراك.
في السياق ذاته، لا تزال «هيئة تحرير الشام» تنتشر ضمن مواقعها بالقرب من أوتوستراد دمشق - حلب الدولي، وأوتوستراد حلب - اللاذقية الدولي، دون أي تراجع أو انسحاب لها من المنطقة هناك على الرغم من اقتراب انتهاء مهلة الوعد الذي قدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بإيقاف العمليات العسكرية ضمن منطقة «خفض التصعيد».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.