8 ملايين عاطل يؤرقون السودان

تضاعف البطالة أحد أكبر تحديات الاقتصاد

أشارت تقديرات حديثة إلى أن عدد العاطلين في السودان تضاعف خلال السنوات الأخيرة ليصل إلى 8 ملايين شخص (أ.ف.ب)
أشارت تقديرات حديثة إلى أن عدد العاطلين في السودان تضاعف خلال السنوات الأخيرة ليصل إلى 8 ملايين شخص (أ.ف.ب)
TT

8 ملايين عاطل يؤرقون السودان

أشارت تقديرات حديثة إلى أن عدد العاطلين في السودان تضاعف خلال السنوات الأخيرة ليصل إلى 8 ملايين شخص (أ.ف.ب)
أشارت تقديرات حديثة إلى أن عدد العاطلين في السودان تضاعف خلال السنوات الأخيرة ليصل إلى 8 ملايين شخص (أ.ف.ب)

كشفت التحديثات الأخيرة على مسودة القطاع الخاص السوداني للإصلاح الاقتصادي، التي ستطرح خلال المرحلة الانتقالية للحكومة الجديدة المرتقبة نهاية الأسبوع الحالي، أن أعداد العاطلين عن العمل ارتفع من ثلاثة ملايين إلى ثمانية ملايين خلال السنوات السبع الماضية.
ووفقاً لتقرير وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، الذي اعتمدت عليه مبادرة القطاع الخاص السوداني في تحديث معلوماتها، فإن نسبة البطالة بلغت 32.1 في المائة من حجم القوى العاملة في البلاد البالغة نحو 25 مليون شخص، فيما يصل عدد السكان الإجمالي إلى 41.7 مليون نسمة.
وقال الفاتح القرشي، المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات ومقرر مبادرة القطاع الخاص السوداني للإصلاح الاقتصادي، لـ«الشرق الأوسط» أمس إن العدد الذي توصلت إليه اللجنة عن العاطلين عن العمل، جاء في تقرير العرض الاقتصادي لوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي لعام 2017. وكذلك بعد دراسات وأبحاث اقتصادية شارك فيها العاملون في القطاع الخاص ومؤسسات الدولة.
وبين أن نسبة البطالة الواردة في تقرير المالية بلغت 32.1 في المائة من حجم القوى العاملة في البلاد، وستزيد بنسبة 4 في المائة في عام 2018 الذي لم تكتمل إحصاءاته ومعلوماته بعد. وأشار إلى أن أعداد العاملين حالياً في الدولة والقطاع الخاص يبلغ نحو 17 مليوناً، من جملة 25 مليوناً قادرين على العمل، والذين تتراوح أعمارهم بين سن 18 و55 عاماً.
وأشار القرشي إلى أن 42 في المائة من أعداد الشعب السوداني هم من الشباب، و85 في المائة من هؤلاء الشباب عاطلون عن العمل، موضحاً أن الزيادة السنوية في أعداد السكان في البلاد تصل إلى 2.6 في المائة وفقاً للتقارير المالية التي اطلع عليها.
وأشار إلى أنهم بصدد تنفيذ برنامج قومي لحل مشكلة البطالة في البلاد، وهو مشروع لتدريب 40 ألف من الشباب المؤهلين لسوق العمل العام لمدة ثلاثة أشهر، تحت إشراف وتمويل القطاع الخاص السوداني، وسيتم خلال فترة التدريب دفع رواتب للمشاركين.
وأضاف بأن مشروع التدريب يقوم على التوافق مع احتياجات سوق العمل في البلاد، بحيث يكون هناك توازن بين المناهج الجامعية وحاجة السوق، مشيراً إلى أن هناك مؤشرات سيعملون بها للتأكد من هذا التوافق. وأعلن القرشي أن اتحاد الصناعات السودانية التابع لاتحاد أصحاب العمل، سيعمل على استيعاب خريجي المشروع التدريبي عبر أربعة مشروعات صناعية.
وذكر تقرير حديث من وزارة العمل السودانية أن البطالة تعد من التحديات التي تظل تؤرق كاهل الدولة وأجهزتها المختصة، رغم الجهود المتصلة بين كافة أجهزة الدولة التنفيذية والتشريعية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني للحد من هذه الظاهرة، التي تنتشر وسط شرائح المجتمع، وبصورة أكبر وسط الشباب.
وأشار التقرير إلى أن تزايد معدلات البطالة على المستوى المحلي، يتطلب مراجعة أنظمة التعليم العالي، والتركيز على التعليم التقني والمهني، مبيناً أن التوظيف الحكومي لا يعالج مشكلة البطالة وسط الخريجين والشباب، مما يتوجب على هذه الشرائح أن تتجه للعمل الخاص في مشروعات حقيقية تسهم في زيادة الإنتاج والإنتاجية وتحقيق الطفرة الاقتصادية والاجتماعية وتكون مصدر دخل لهؤلاء الخريجين والشباب.
وذكر تقرير وزارة العمل أن نسبة البطالة بين الفتيان بلغت نحو 34 في المائة، وبين الفتيات 45 في المائة، وبين حملة الشهادات الجامعية 25 في المائة. ويعد القانونيون والزراعيون أكبر شريحة من الخريجين العاطلين عن العمل وفقاً لبيانات وزارة التعليم العالي السودانية.
وكان آخر مسح لوزارة العمل السودانية في مايو (أيار) من العام الماضي، قد ذكر أن نسبة البطالة في البلاد تبلغ 19 في المائة، إلا أن النسبة أصبحت مثار شكوك من قبل الخبراء والمختصين.
وأشار تقرير وزارة العمل إلى أن أسباب البطالة هي الهجرة من الريف للمدن، بجانب النقص في تنمية الإنتاج، وتدني المستوى التعليمي والطموح الزائد وظهور ثقافة العيب ببعض الأعمال اليدوية، وعدم ربط التعليم بمتطلبات سوق العمل. بجانب التمييز الجنسي والعرقي والطائفي، وارتفاع التركيب العضوي لرأس المال، إضافة إلى السياسات الحكومية الخاطئة التي أسهمت في زيادة البطالة، وتدخلات صندوق النقد الدولي ومطالبته للدول بالاستغناء عن خدمة بعض العمال.
واقترح التقرير، توسيع فرص الحصول على التدريب وبناء القدرات، لتشمل منظمات المجتمع المدني القاعدية وسكان الأرياف في المناطق النائية، إضافة لتطوير قدرات إدارات التدريب وتنمية الموارد البشرية الإدارية المسؤولة عن مراكز ومؤسسات التدريب، ورهن التقرير تأهيل الناس بالمعارف والمهارات واتجاهات العمل على المستوى المحلي والريفي بمناهضة الفقر من خلال التدريب وتمليك المهارات الإنتاجية لقطاعات المجتمع الضعيفة.
وتتراوح فرص التوظيف في العاصمة الخرطوم وبقية أنحاء السودان بين 25 إلى 50 ألف وظيفة سنوياً، إلا أن بعض المحللين يرون أنها حصة ضئيلة لا تتناسب مع أعداد القادمين الجدد لسوق العمل، كما أن تجربة التمويل من البنوك لم تكن بالحجم المطلوب، فضلاً عن دخول عمالة وافدة وقبولها بمهن قد لا يعمل فيها سودانيون.
وفيما يتعلق بمبادرة القطاع الخاص للإصلاح الاقتصادي، قال القرشي إنهم بصدد تحديثها بعد التقارير المالية التي تحصلوا عليها أخيراً من بعض الجهات، وأشار إلى أنهم شرعوا في نشر المبادرة على الرأي العام السوداني لاستيضاح مرئيات جميع أفراد المجتمع في البلاد.
وأضاف أن مبادرتهم والتي تعتمد على الانتقال التدريجي في المعالجات، والاعتماد على الذات والموارد الطبيعية التي تحظى بها البلاد، تعد خطوة من القطاع الخاص للمساهمة في جهود سد ثغرة الاقتصاد، والخروج من المأزق الاقتصادي، وقائمة على أسس علمية، تتجاوز بها أخطاء وتخبط السياسات والإجراءات الاقتصادية التي كانت سائدة في العهد السابق.
وبين أن المبادرة عبارة عن خطة يمكن أن يستمر تنفيذها خلال مدى زمني يتراوح من 5 إلى 10 سنوات، مستهدفة كافة القطاعات الاقتصادية في البلاد، وذلك للمساعدة في الخروج من المأزق الاقتصادي الراهن، من خلال المتابعة والمراقبة لها في ظل وجود نظام مسؤول يحتكم إلى القانون والمواطنة.



معدل البطالة الإجمالي في السعودية يسجل 3.4 % في الربع الثالث

موظفات في السعودية يقمن بعملهن (واس)
موظفات في السعودية يقمن بعملهن (واس)
TT

معدل البطالة الإجمالي في السعودية يسجل 3.4 % في الربع الثالث

موظفات في السعودية يقمن بعملهن (واس)
موظفات في السعودية يقمن بعملهن (واس)

سجّل معدل البطالة الإجمالي للسعوديين وغير السعوديين في المملكة انخفاضاً سنوياً بمقدار 0.3 نقطة مئوية خلال الربع الثالث من عام 2025، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2024، رغم ارتفاعه على أساس فصلي بمقدار 0.2 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثاني من العام ذاته، ليبلغ 3.4 في المائة، حسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء.

وأظهرت البيانات تراجع معدل المشاركة في القوى العاملة الإجمالي للسعوديين وغير السعوديين إلى 66.9 في المائة، بانخفاض قدره 0.2 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثاني من عام 2025، في حين سجل ارتفاعاً سنوياً بمقدار 0.3 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثالث من عام 2024.

وفيما يخص السعوديين، بلغ معدل البطالة 7.5 في المائة خلال الربع الثالث من عام 2025، مسجلاً انخفاضاً سنوياً بمقدار 0.3 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثالث من عام 2024، رغم ارتفاعه فصلياً بمقدار 0.7 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثاني من العام نفسه.

كما أظهرت النتائج انخفاض معدل المشتغلين السعوديين إلى السكان إلى 45.3 في المائة، بتراجع قدره 0.6 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثاني من عام 2025، وانخفاض سنوي بمقدار 2.1 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثالث من عام 2024.

وسجل معدل مشاركة السعوديين في القوى العاملة تراجعاً إلى 49 في المائة خلال الربع الثالث من عام 2025، بانخفاض قدره 0.2 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثاني من العام ذاته، إضافة إلى انخفاض سنوي بمقدار 2.5 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثالث من عام 2024.


النفط يرتفع بفعل تصاعد التوترات الجيوسياسية

حفارة تعمل بالقرب من احتياطي النفط الخام في حوض بيرميان بالقرب من ميدلاند بتكساس (رويترز)
حفارة تعمل بالقرب من احتياطي النفط الخام في حوض بيرميان بالقرب من ميدلاند بتكساس (رويترز)
TT

النفط يرتفع بفعل تصاعد التوترات الجيوسياسية

حفارة تعمل بالقرب من احتياطي النفط الخام في حوض بيرميان بالقرب من ميدلاند بتكساس (رويترز)
حفارة تعمل بالقرب من احتياطي النفط الخام في حوض بيرميان بالقرب من ميدلاند بتكساس (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط، خلال جلسة يوم الاثنين، بداية تعاملات الأسبوع، مع ترقب المستثمرين تصاعد التوترات في الشرق الأوسط التي قد تؤثر ​على الإمدادات، بينما لا تزال هناك عقبة رئيسية في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 57 سنتاً أو 0.94 في المائة إلى 61.21 دولار للبرميل، بحلول الساعة 01:12 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 54 سنتاً أو 0.95 في المائة إلى 57.‌28 دولار.

وانخفض كلا ‌الخامين القياسيين بأكثر من 2 في المائة، ⁠يوم الجمعة، ​حيث ‌وازن المستثمرون بين تخمة المعروض العالمي التي تلوح في الأفق، وإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا قبل محادثات مطلع الأسبوع بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال يانغ آن، المحلل بشركة هايتونج فيوتشرز، وفقاً لـ«رويترز»: «يُعد استمرار التوترات الجيوسياسية السبب ⁠الرئيسي لارتفاع الأسعار، حيث واصلت روسيا وأوكرانيا استهداف البنية التحتية للطاقة لدى ‌كل منهما، خلال عطلة نهاية الأسبوع».

وأضاف ‍يانغ: «شهد الشرق الأوسط أيضاً اضطرابات، في الآونة الأخيرة... قد يكون هذا هو ما يدفع مخاوف السوق بشأن الاضطرابات المحتملة في ​الإمدادات».

وقال ترمب، الأحد، إنه والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «يقتربان كثيراً، وربما ⁠يكونان قريبين جداً» من التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، على الرغم من اعتراف الزعيمين بأن بعض التفاصيل الشائكة لا تزال عالقة.

وأوضح ترمب أنه سيتضح «في غضون أسابيع قليلة» ما إذا كانت المفاوضات لإنهاء الحرب ستنجح أم لا.

ومن المتوقع أن يؤثر كل هذا على تداولات النفط، مع ترقب الإجراءات الأميركية ضد شحنات النفط الفنزويلية وأي تداعيات محتملة للضربة العسكرية الأميركية ضد أهداف «داعش» في نيجيريا التي تنتج نحو 1.5 مليون برميل يومياً.


الأسهم الأوروبية تتصدر مستويات قياسية مع استئناف التداول

رسم بياني لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
رسم بياني لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
TT

الأسهم الأوروبية تتصدر مستويات قياسية مع استئناف التداول

رسم بياني لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
رسم بياني لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

سجَّلت الأسهم الأوروبية مستويات قياسية يوم الاثنين، بقيادة أسهم شركات الموارد الأساسية، مع استئناف التداول بعد عطلة عيد الميلاد وعيد الصناديق (يحتفل به في 26 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام غداة عيد الميلاد).

وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.02 في المائة ليصل إلى 588.71 نقطة عند الساعة 08:20 بتوقيت غرينتش، متراجعاً عن أعلى مستوى سجله في وقت سابق من الجلسة عند 589.61 نقطة. وفي عموم المنطقة، انخفض مؤشر «داكس» الألماني بنسبة في المائة 0.2، في حين استقر مؤشرا «فوتسي 100» البريطاني و«كاك 40» الفرنسي تقريباً، وفق «رويترز».

وعلى صعيد القطاعات، ارتفعت أسهم شركات الموارد الأساسية بنسبة 0.7 في المائة مدعومة بارتفاع أسعار المعادن النفيسة، بينما ساهم قطاعا التكنولوجيا والرعاية الصحية في دعم السوق بشكل عام. في المقابل، تراجع قطاع الدفاع والطيران بنسبة 1.3 في المائة بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الأحد، التي أشار فيها إلى قرب التوصل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مع الإشارة إلى أن مصير منطقة دونباس لا يزال قضية رئيسية عالقة.

ويركز المستثمرون خلال هذا الأسبوع القصير بسبب العطلة على صدور محضر اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» الأخير يوم الثلاثاء. وقد خفَّض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة في وقت سابق من الشهر الحالي، مع توقع خفض إضافي واحد فقط خلال العام المقبل، بينما يشير متداولون إلى إمكانية خفضين إضافيين على الأقل، متوقعين أن يتبنى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادم سياسة نقدية أكثر تيسيراً.

وعلى مستوى الشركات، ارتفعت أسهم شركة التكنولوجيا الحيوية «أبيفاكس» بنسبة 3.2 في المائة لتكون من بين أبرز الرابحين على المؤشر القياسي.