السيسي وصباح الأحمد يبحثان في الكويت المستجدات الإقليمية والدولية

الرئيس المصري في ختام مؤتمر «تيكاد»: القارة الأفريقية ترحب بالانفتاح على العالم

استقبال إمبراطور اليابان للسيسي بالقصر الإمبراطوري (من صفحة متحدث الرئاسة المصرية)
استقبال إمبراطور اليابان للسيسي بالقصر الإمبراطوري (من صفحة متحدث الرئاسة المصرية)
TT

السيسي وصباح الأحمد يبحثان في الكويت المستجدات الإقليمية والدولية

استقبال إمبراطور اليابان للسيسي بالقصر الإمبراطوري (من صفحة متحدث الرئاسة المصرية)
استقبال إمبراطور اليابان للسيسي بالقصر الإمبراطوري (من صفحة متحدث الرئاسة المصرية)

يصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الكويت اليوم (السبت)، في زيارة رسمية لمدة يومين، يُجري خلالها مباحثات مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تتعلق بالمستجدات الإقليمية والدولية. يأتي هذا في وقت أكد السيسي خلال ختام مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية، المعروف اختصاراً باسم «تيكاد» باليابان، أن «القارة الأفريقية ترحب بالانفتاح على العالم والتعاون مع شركائها التنمويين، في إطار تحدده خطط تنفيذية تعود على شعوب القارة بنتائج ملموسة، سواء في مجال بناء القدرات ونقل المعرفة، أو تحديث منظومة التصنيع القارية وتطوير البنية الأساسية والتكنولوجية، وإرساء قواعد الاقتصاد الرقمي».
وقال سفير مصر لدى الكويت، طارق القوني، في تصريحات نقلتها عنه وكالة أبناء «الشرق الأوسط» الرسمية بمصر، أمس، إنه «سيتم توقيع اتفاقيات تعاون مشترك بين مصر والكويت خلال زيارة الرئيس السيسي للكويت»، مضيفا: «تعد زيارة الرئيس السيسي للكويت هي الثالثة منذ توليه مهام الحكم في يونيو (حزيران) 2014؛ حيث سيكون في استقباله أمير الكويت مساء اليوم (السبت)، في حين ستبدأ جولة المباحثات الرسمية بينهما صباح غد (الأحد)».
وكانت الزيارة الأولى للسيسي إلى الكويت في يناير (كانون الثاني) 2015. أما الثانية فكانت في مايو (أيار) 2017، وأوضح القوني أمس، أن «جولة المباحثات بين الرئيس السيسي وأمير الكويت، سوف تتناول أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك»، مشيراً إلى أن «الرئيس السيسي سوف يلتقي بمقر إقامته، عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين الكويتيين»، مشدداً على أن «الزيارة تعكس الخصوصية التي تحظى بها العلاقات المصرية الكويتية، وتلاحم الشعبين والبلدين على مدار العقود الماضية، خاصة في مواجهة الأزمات والتحديات التي واجهتهما في السنوات الأخيرة».
وواصل سفير مصر لدى الكويت تصريحاته، مؤكداً أن «الزيارة تأتي في إطار ما شهدته العلاقات المشتركة من تطورات ملموسة في مختلف أوجه التعاون، وهو ما ظهر في الزيارات المتبادلة مؤخراً، ومنها زيارة أمير الكويت لمصر للمشاركة في القمة العربية - الأوروبية في شرم الشيخ فبراير (شباط) الماضي، وزيارة رئيس مجلس النواب المصري الدكتور علي عبد العال إلى الكويت في يناير الماضي، وزيارة رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم إلى مصر في مارس (آذار) الماضي، بالإضافة إلى عقد اللجنة المشتركة بين البلدين في الكويت ديسمبر (كانون الأول) الماضي، برئاسة وزيري خارجية البلدين، والتي توجت بتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون بينهما»، مؤكداً أن «التطورات الإقليمية التي تشهدها المنطقة حالياً تضيف بعداً مهماً لزيارة الرئيس السيسي للكويت، بما تفرضه من تحديات جسام على البلدين، وتتطلب تكثيف التشاور الوثيق بين قيادتي البلدين، خاصة أن الكويت تشغل حالياً مقعد العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي».
إلى ذلك، قال السيسي في كلمته بختام مؤتمر «تيكاد» باليابان، إن «القارة الأفريقية قطعت شوطاً طويلاً من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، فضلاً عن بذلها لجهود كبيرة ومتلاحقة، لتحقيق عملية الاندماج الاقتصادي على المستويين الإقليمي والقاري»، مضيفاً: «لقد شكلت قمة (تيكاد) السابعة منعطفاً مهماً في دفع التعاون بين دول الاتحاد الأفريقي واليابان، حيث وجهت بوصلة الاهتمام لتطوير الموارد البشرية بما يتسق مع الواقع الأفريقي، كما أقرت القمة ما نتطلع لتنفيذه في إطار خطة العمل، وحددت آفاق التعاون للسنوات الثلاث المقبلة، سعياً لتحقيق تطلعات شعوبنا في الاستقرار والسلام والتحديث والرخاء والتصدي للتحديات التي تواجهها، وذلك من خلال تهيئة المناخ المناسب لتحقيق التنمية المستدامة، وإيجاد شراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص»، مشيراً إلى أن «دول الاتحاد الأفريقي مُقبلة على مرحلة مهمة تشهد فيها تغيرات كبيرة تتزايد فيها فرص التجارة والاستثمار وريادة الأعمال، وتتطور فيها مجالات وقدرات التصنيع».
وجدد السيسي دعوته لمؤسسات القطاع الخاص والشركات اليابانية والعالمية ومؤسسات التمويل الدولية، للتعاون والاستثمار في أفريقيا، لافتاً إلى أن «هذا هو التوقيت الصحيح للانفتاح على القارة السمراء، فأسواق أفريقيا مفتوحة والظروف الاستثمارية مهيأة والرغبة موجودة للتعاون مع الشركاء كافة».
وكان السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، قد أشار إلى استقبال إمبراطور اليابان ناروهيتو، للرئيس السيسي بالقصر الإمبراطوري بالعاصمة طوكيو، أمس. كما أشار إلى مشاركة الرئيس السيسي في المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي. وبحسب وكالة أنباء «الشرق الأوسط»، فإن رئيس الوزراء الياباني وجه الشكر إلى الرئيس المصري على جهوده في إنجاح القمة، مشيراً إلى أن «الدول المشاركة بالقمة أقرت (إعلان يوكوهاما 2019)، وخطة عمل 2019 التي تعد خريطة طريق للمستقبل والتعاون البناء بين اليابان والقارة الأفريقية».
من جهته، أكد المتحدث الرئاسي المصري، أن «الرئيس السيسي التقى أيضاً الرئيس الزامبي إدجار لونجو... وشهد اللقاء التباحث حول سبل تعزيز التعاون الثنائي، وتطورات القضايا الإقليمية والملفات المتعلقة بالاتحاد الأفريقي... حيث تم التوافق حول مواصلة التشاور والتنسيق المشترك بشأن تطورات تلك الملفات».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.