احتدام المعارك في أفغانستان على وقع «اتفاق وشيك» بين واشنطن و«طالبان»

جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية خلال 14 ـ 24 شهراً

احتدام المعارك في أفغانستان على وقع «اتفاق وشيك» بين واشنطن و«طالبان»
TT

احتدام المعارك في أفغانستان على وقع «اتفاق وشيك» بين واشنطن و«طالبان»

احتدام المعارك في أفغانستان على وقع «اتفاق وشيك» بين واشنطن و«طالبان»

ظهرت مؤشرات أمس على اتفاق قريب محتمل بين الولايات المتحدة وحركة «طالبان» يتيح بدء سحب القوات الأجنبية من أفغانستان ويمهّد لحوار بين القوى السياسية الأفغانية. وجاءت الأنباء عن الاتفاق الوشيك في وقت استمرت المواجهات على أعنفها بين القوات الحكومية ومقاتلي «طالبان» في الكثير من المناطق الأفغانية.
وأعلن المتحدث باسم المكتب السياسي لـ«طالبان»، سهيل شاهين، قرب التوقيع على اتفاق بين مفاوضي «طالبان» والوفد الأميركي في الدوحة. واستأنف الجانبان جلسات المفاوضات صباح الأربعاء، فيما يتوقع أن يسافر المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد إلى كابل قبل التوقيع على أي اتفاق مع «طالبان» وذلك بهدف اطلاع الرئيس الأفغاني أشرف غني والقادة السياسيين في كابل على ما تم التوصل إليه مع ممثلي «طالبان».
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد قال إن الرئيس دونالد ترمب طلب من مساعديه سرعة العمل على إخراج القوات الأميركية بأقصر وقت ممكن من أفغانستان. وهذا يعني موافقة الجانب الأميركي على شرط «طالبان» وهو خروج كافة القوات الأجنبية (بما فيها الأميركية) من أفغانستان ضمن جدول زمني يتم الاتفاق عليه.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الجانبين يتفاوضان منذ أيام في الدوحة بشأن «اللمسات الأخيرة» لاتفاق تاريخي ينص على ضمانات أمنية من قبل «طالبان» مقابل انسحاب القسم الأكبر من الجنود الأميركيين الـ13 ألفا المنتشرين في أفغانستان. وأضافت الوكالة أن واشنطن تأمل في إبرام اتفاق بحلول الأول من سبتمبر (أيلول) قبل الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقررة في الشهر نفسه.
وقال مسؤول أمني كبير في كابل لوكالة «رويترز» إن «طالبان» والمسؤولين الأميركيين اتفقوا على جدول زمني يمتد بين 14 و24 شهراً لانسحاب القوات الأميركية. وأضاف أن الحكومة الأفغانية ستطلع على التفاصيل قبل إعلان الاتفاق.
وخلال مؤتمر صحافي الأربعاء في كابل، دعت منظمة العفو الدولية إلى أن يحترم اتفاق السلام حقوق الأفغان. وقال عمر واريش نائب مدير منظمة العفو لجنوب آسيا إن «أي اتفاق سلام يجب ألا يتجاهل أصوات (الأفغان)، أصوات الضحايا ولا دعواتهم للعدالة وأن تتم محاسبة كل من ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات أخرى خطيرة لحقوق الإنسان» في هذا البلد.
ميدانياً، أعلنت القوات الأفغانية أنها شنّت سلسلة غارات جوية على مواقع لتنظيم «داعش» في ولايتي كونار وننجرهار (شرق البلاد)، ما أسفر عن مقتل 11 مسلحاً من التنظيم المتطرف، إضافة إلى تدمير مخزن للأسلحة. كما شملت الغارات الجوية مواقع لـ«طالبان» في منطقة شاه جوي بولاية زابول حيث قُتل أحد عناصر الحركة. وشهدت مديرية قرغان في ولاية فارياب الشمالية الغربية عدداً من الغارات الجوية أدت بحسب البيانات الحكومية إلى مقتل 3 من «طالبان» وتدمير مخزن صغير للأسلحة. وشملت الغارات الجوية أيضاً مواقع لـ«طالبان» في ولاية أروزجان بوسط أفغانستان، ومنطقة شيندند في ولاية هيرات بغرب أفغانستان وولاية هلمند الجنوبية، مما أسفر عن مقتل عدد من مقاتلي الحركة، بحسب بيانات حكومية.
وفي الإطار ذاته، أعلن الجيش الأفغاني مقتل 37 من «طالبان» ونائب قائد وحدة الانتحاريين في ولاية بكتيكا شرق أفغانستان. كما شنت القوات الأميركية غارات جوية على قواعد لـ«طالبان» في ولاية غزني، مما أدى إلى مقتل 19 من «طالبان». كذلك شنت الطائرات الأميركية غارات على مراكز لـ«طالبان» في ولاية بكتيكا (شرق) مما أدى إلى مقتل وإصابة 11 من «طالبان».
من جانبها، قالت «طالبان»، في سلسلة بيانات، إنها شنت هجمات في منطقة قرغان بولاية فارياب، وتمكنت من السيطرة على مركز المديرية ومراكز حكومية بعد معارك ضارية مع القوات الحكومية استمرت أربع ساعات متواصلة الليلة قبل الماضية. وأشار بيان لـ«طالبان» إلى مقتل أربعة من رجال الشرطة وإصابة 9 آخرين.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أفغان إن مقاتلي «طالبان» قتلوا 14 عضواً في ميليشيا موالية للحكومة أمس الأربعاء. وأضاف المسؤولون الحكوميون أن عدة مدنيين آخرين أصيبوا خلال الاشتباكات التي دارت في إقليم هرات بغرب البلاد. وقال عبد الأحد والي زادة المتحدث باسم شرطة إقليم هرات إن 14 رجلا قُتلوا بعدما اقتحم عدد كبير من مقاتلي «طالبان» نقاط تفتيش أمنية في منطقة شهردارا. وأضاف: «أصيب تسعة آخرون على الأقل في الاشتباكات وانسحب مقاتلو طالبان بعد وصول تعزيزات من القوات الأفغانية إلى المنطقة».



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.