الحكومة اليمنية ترحب باللجنة السعودية ـ الإماراتية

TT

الحكومة اليمنية ترحب باللجنة السعودية ـ الإماراتية

رحّب مسؤولون في الحكومة اليمنية، بقرار قوات التحالف لدعم الشرعية، تشكيل لجنة مشتركة سعودية - إمارتية، للوقوف على آخر المستجدات، وتثبيت وقف إطلاق النار في شبوة وأبين، واستكمال الجهود والإجراءات في العاصمة المؤقتة عدن.
وأكد المسؤولون الموجودون مع رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك في مدينة عتق عاصمة شبوة، أهمية الدور السعودي في إعادة الأمور إلى نصابها، ووقف تمرد «المجلس الانتقالي» على الحكومة الشرعية في المناطق المحررة، موضحين أن السعودية تلعب دوراً مهماً ومحورياً في نشر السلام باليمن، وتشكل مرتكزاً رئيسياً في دعم الشعب اليمني بأطيافه كافة، للوقوف ضد المشروع الإيراني متمثلاً في الميليشيات الانقلابية.
وكانت القيادة المشتركة لتحالف دعم الشرعية، قد دعت أمس، إلى ضرورة التزام الأطراف كافة في محافظة شبوة باستمرار وقف إطلاق النار والمحافظة على التهدئة.
وقال الدكتور ناصر باعوم وزير الصحة في الحكومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن «السعودية داعم دائم ومباشر للشرعية في اليمن، وهي الأساس، إذ تقدم الدعم بأشكاله كافة للشعب اليمني والحكومة الشرعية، وتقوم بدورها في إنهاء الانقلاب الحوثي، وفيما يتعلق بالتهدئة في محافظة شبوة».
وعن تشكيل اللجنة الثنائية السعودية – الإماراتية، ذكر باعوم أن المأمول من هذه اللجنة هو إعادة الأمور إلى نصابها الحقيقي، مشدداً على أن المحافظات المحررة تخضع لسيطرة الحكومة الشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، والتحالف بقيادة السعودية، مشيراً إلى أن دول التحالف بقيادة السعودية ليست شريكة في الدعم، وإنما في الدم والمصير.
ولفت إلى أن وجود وزراء من الحكومة الشرعية في شبوة الآن هدفه تقديم الخدمات للمواطنين، مثل الصحة والتعليم، مشدداً على أن جميع مؤسسات الدولة في المحافظات المحررة كافة تعمل تحت قيادة رئيس الدولة، وبالتالي فإن «ما نقوم به هو ضمن الأعمال المناطة بنا في الحكومة لتقديم ما يحتاجه المواطنون».
إلى ذلك، شدد الفريق ركن بحري عبد الله النخعي، رئيس هيئة الأركان العامة اليمنية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن الحكومة الشرعية ملتزمة بالحوار مع الأطراف كافة، وهذا يؤكد احترام الدولة لجميع الأطياف، وفق قوانينها ودستورها، ضمن جلسات الحوار وليس التمرد على الحكومة الشرعية بالسلاح، ومهاجمة المقرات الرسمية للدولة. وأوضح أن القيادة السياسية ممثلة بالرئيس هادي تتابع المستجدات في شبوة أولاً بأول، لافتاً إلى أن جميع المظاهر المسلحة اختفت من مدينة شبوة، وجرى تحريرها بالكامل من المتمردين على الحكومة الشرعية. وركّز على بسالة وتضحيات الضباط والجنود وأبناء محافظة شبوة الذين كانوا يداً واحدة إلى جوار الجيش الوطني، في التصدي للمجلس الانتقالي.
وعن التهدئة في المدينة، أكد رئيس هيئة الأركان أن الحكومة اليمنية ستقوم بدورها دائماً، وتحت أي ظرف، لحماية الشعب اليمني، و«نحن نعوّل كثيراً على دور التحالف؛ خصوصاً الدور السعودي، في التهدئة على الأرض ووقف إطلاق النار، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه لمواجهة العدو الحقيقي للشعب اليمني والمنطقة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.