لندن من بين أكثر المدن في العالم التي تشهد افتتاح مطاعم جديدة فيها، بعضها يصيب وبعضها الآخر يخيب، والبقاء في هذا المجال للأفضل.
هناك مطاعم تلقى استحسان الذواقة في بداياتها وسرعان ما يهجرها الزبائن ليتوجهوا إلى عناوين أخرى أجدد، ولكن هناك عناوين تبقى وتستمر لسنوات كثيرة متحدية بذلك المنافسة في مجال المطاعم بمدينة بحجم لندن، ومطعم «ميلوس» Milos اليوناني الواقع في منطقة «سانت جيمس» جارة قصر «كلارينس هاوس» و«باكينغهام» خير مثال على ذلك، واخترناه اليوم ليس لأنه جديد، فقد افتتح أبوابه في لندن عام 2015، ولكن لأنه يستحق الاستحسان والكتابة.
في مبنى تاريخي ضخم وعلى زاوية في واحدة من أرقى مناطق وسط لندن، تشدك روعة المكان الذي يغري الزبائن بطعامه قبل ديكوره، فكل ما يمكن أن أصفه فيه من ناحية الديكور هو السقف العالي وطريقة توزيع الطاولات على طابقين وكيفية تعليق أكياس اللبن ليتحول إلى صلصة «تزاكزيكي» مع الخيار والنعناع على الطريقة اليونانية. فالأكل في «ميلوس» هو الجاذب الأول والأخير في المطعم الذي يعتمد في طعامه على المكونات التي يستقدمها من اليونان، فالطماطم مشبعة بأشعة الشمس وهذا ما تتذوقه في طبق السلطة اليونانية البسيطة التي تقطر منها رائحة الخضار الطازج ومذاق جبن الفيتا اللذيذ. ومن الأطباق الأخرى التي تتذوق فيها المكونات اليونانية الحقيقية الصلصات مثل التزاتزيكي والحمص والتاراماسالاتا، ومن الأطباق التي تحمل توقيع الطاهي الرئيس في المطعم والأكثر مبيعا على لائحة الطعام، شرائح الباذنجان الرقيقة المقلية التي تقدم مع التزاكزيكي في الوسط.
ولمحبي الأسماك، تجد في الطابق الأرضي للمطعم منصة مثلجة تضم أنواعا مختلفة من الأسماك المتوسطية تباع بالوزن، الأسعار مرتفعة بعض الشيء ولكن النكهة وطريقة الطهي تنسيك الفاتورة.
وبما أن المطعم متوسطي فعلى لائحة الطعام أصناف كثيرة من الأسماك مثل «سي باس سيفتيتشي» Sea Bass Ceviche وهو عبارة عن طبق من سمك السي باس مطهو على الطريقة البيروفية أي عن طريق النقع بالليمون لفترة طويلة، وبما أنني من مدمني البطاطس فأنصحكم بطلب صحن من البطاطس المقلية، فهي مثل تلك التي تطهى في المنزل ولا يدخل فيها أي مواد حافظة.
والأخطبوط المتبل بالليمون وزيت الزيتون من بين الأطباق التي أنصح بتناولها أيضا، ويقدك الأخطبوط على طبقة من الـ«فافا بينز» Fava Beans وهو نوع من الفول اليوناني تشتهر جزيرة سانتوريني به.
يتعامل «ميلوس» مع كثير من صيادي الأسماك في اليونان الذين يتولون مهمة الصيد يوميا وإرسال الأسماك مباشرة إلى لندن أو أي فرع آخر حول العالم.
ميلوس يملكه الشيف ورجل الأعمال اليوناني كوستاس سبيلياديس الذي عرف في بادئ الأمر بالنكهة اليونانية، فيحمل سبيلياديس في جعبته باعا طويلا من الخبرة في مجال الطهي واختيار أفضل المكونات في مطبخه.
افتتح سبيلياديس أول مطعم له تحت اسم «إيستياتوريو ميلوس» Estiatorio Milos ويختصر بالاسم الثاني في نيويورك عام 1966 بعد أن انتقل للعيش في الولايات المتحدة لدراسة العلوم الاجتماعية وانتقل بعدها للعيش في مونتريال وافتتح مطعما جديدا فيها عام 1979، واشتهر اسم «ميلوس» في الأوساط الراقية وافتتح فرعا ثانيا في نيويورك عام 1997. واكتملت شهرة المطعم واسم صاحبه بعد افتتاح فرع له في بلده الأم اليونان عام 2004. وبعد أكثر من خمسة عقود لا يزال اسم «ميلوس» لامعا في الولايات والمتحدة وأوروبا ونوعية طعامه هي السبب في ذلك.
في لندن الحجز المسبق ضروري في أيام الأسبوع كافة.
«ميلوس» مأكولات الجزر اليونانية على عتبات قصور لندن الملكية
مطعم برونق متوسطي فريد
«ميلوس» مأكولات الجزر اليونانية على عتبات قصور لندن الملكية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة