وليد توفيق: سندويش الفلافل من أطيب الأكلات التي أحب تناولها

وليد توفيق: سندويش الفلافل من أطيب الأكلات التي أحب تناولها
TT

وليد توفيق: سندويش الفلافل من أطيب الأكلات التي أحب تناولها

وليد توفيق: سندويش الفلافل من أطيب الأكلات التي أحب تناولها

نادراً ما تتاح لنا الفرصة للتعرف إلى أمور خاصة يحبها فنان معين دون غيرها. فعادة ما يستهوينا هذا النوع من الأخبار التي تكشف لنا وبكل بساطة الوجه الآخر الذي يتمتع به نجم محبوب أو فنان معروف. ومن هذا المنطلق يأخذنا المطرب وليد توفيق في رحلة إلى أهم وأحب المطابخ إلى قلبه ليخبرنا عن أكلات ووجبات تشكل أساساً في نظامه الغذائي اليومي. فهو يحب الأكلات الشعبية وبينها سندويش الفلافل، فيما يقصد عادة المطعم الذي يمتاز بأكلاته اللبنانية الأصيلة.
- من أطباقي المفضلة هي المندرجة على لائحة الأكلات الشعبية اللبنانية. فتجديني لا أفوت أكلات المجدرة والفتوش والكبة على أنواعها وكذلك طبق الكوسى باللبن المشهور في مدينتي الحبيبة طرابلس. أما أطيب السندويشات التي أحب تناولها بين وقت وآخر فهو سندويش الفلافل اللذيذ مع سلطاته المعروفة.
- من المطاعم التي أقصدها باستمرار «الفيّات» في منطقة سن الفيل في بيروت. فجلسته دافئة تشبه تماماً تلك التي نمضيها في المنزل خصوصا أن من يحضر فيه الطعام هم أفراد عائلة واحدة وفي مقدمهم «أبو طوني» صاحبه.
- خلال السفر غالباً ما يحاول الأصدقاء تكريمي عن طريق دعوتي إلى مطاعم لبنانية ولكنني في المقابل أعترف لهم بأنني أحب اكتشاف أكلات البلد الذي أزوره. فلكل بلد ميزته في مطبخه وهو بمثابة لغة أخرى نتخاطب بها بين بعضنا. وإذا ما اضطررت لتلبية دعوة ما فأفضل أن تكون من الطراز الإيطالي. فأنا من هواة أطباق هذا المطبخ لا سيما أنه منوع جداً. كما أن السندويش بشكل عام هو رفيقي في جولاتي السياحية، فمعه أختصر الوقت وأكمل طريقي ومشواري من دون تضييع أي لحظة.
- آخر مطعم زرته هو «نوسرات» المشهور أيضاً في دولة الإمارات العربية وفي بلدان كثيرة نظراً لتميزه في طريقة تحضير أطباق اللحوم من هامبرغر وستيك وغيرها.
- من المطاعم اللبنانية التي أحب أن أدعو أصدقائي إليها «السلطان» و«مهنا». فالاثنان يقدمان أكلات لبنانية أصيلة تتنوع ما بين ثمار البحر والمازة اللبنانية الشهيرة.
- لا يهمني نوعية الطعام الذي أتناوله ولذلك لا أفضل طعم لحم على آخر وأعتبر نفسي شخصاً «هنيّا» في هذا الموضوع، فلا أتململ أو أرفض أكلة معينة. وأي طبق تقوم بتحضيره لي زوجتي جورجينا فأنا أتناوله بكل سرور، من دون أي ملاحظات تذكر.
- علاقتي بالمطبخ خجولة جدا ونادراً ما أدخله لتحضير أكلة ما لأنني من الأشخاص الذين يمكن أن تكفيهم لقمة زيتون وبندورة عند الجوع كما أنني لست شرها بتاتاً.
- أحب الحلويات كثيراً رغم حرصي على عدم تناولها باستمرار لأني أخاف من انعكاسها السلبي على صحتي. ومن الحلويات التي أحب تذوقها هي تلك المعروفة في طرابلس مثل الحلاوة بالجبن وزنود الست والعثملية وغيرها. ومن الحلويات الأجنبية أحب كعكة الـ«تشيز كيك» الشهية.
- ليس هناك من مكون طعام معين لا أحبه وبرأيي أن طريقة الطعام هي أسلوب نربى عليه في منزلنا من قبل أهالينا. ولا أتذكر بأني قلت يوماً لوالدتي إنني لا أرغب في تناول هذا الطبق أو ذاك، أو رفضته من الأساس.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.