إعلامية مصرية تعلن اعتزالها بعد اتهامها بالإساءة لأصحاب الوزن الزائد

وصفتهم بأنهم «موتى» و«عبء على الدولة»... ونقابة الإعلاميين تقرر وقفها

ريهام سعيد (فيس بوك)
ريهام سعيد (فيس بوك)
TT

إعلامية مصرية تعلن اعتزالها بعد اتهامها بالإساءة لأصحاب الوزن الزائد

ريهام سعيد (فيس بوك)
ريهام سعيد (فيس بوك)

أعلنت الإعلامية المصرية ريهام سعيد مقدمة برنامج «صبايا» على تلفزيون «الحياة»، فجر اليوم (السبت)، اعتزال العمل الإعلامي والفني، بعد تعليقات حول أصحاب الوزن الزائد أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، وأدَّت لوقف برنامجها.
ونشرت ريهام سعيد فيديو عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك» تعلق من خلاله على قرار وقفها عن الظهور الإعلامي على خلفية التصريحات التي أدلت بها حول أصحاب الوزن الزائد.
وقالت ريهام إنها تتعرض لحملة ممنهجة من خلال المواقع الإخبارية الإلكترونية التي «تنشر أخباراً تثير الناس ضدها كل ثلاث دقائق» حسب وصفها.
وأضافت: «كفاية بهدلة بقى... الواحد لازم يعيش بكرامة، وإحساس الظلم ده وحش قوي، كفاية بقى تعبت».
واستطردت قائلة: «أنا بعتذر لكل الناس اللي زعلت مني عن سوء فهم لأني لم أقصد إني أهين أي حد... ومش بعتذر عشان أرجع للشاشة تاني، أنا خلاص مش هشتغل في الإعلام تاني ولا التمثيل تاني، لأن أخطر حاجة هي الضغط، وأنا بقالي 16 سنة مضغوطة».
وعن حياتها بعد الاعتزال قالت: «جاء الوقت اللي أرتاح فيه وأقعد مع أولادي وأخلي بالي منهم، وأقعد مع جوزي ونقرب من ربنا».
وكانت إدارة شبكة قنوات «الحياة» المحلية المصرية قد أعلنت، أمس (الجمعة)، إيقاف برنامج «صبايا» ومقدمته ريهام سعيد، وذلك على خلفية إساءتها لأصحاب الوزن الزائد، حيث وصفتهم في إحدى حلقات البرنامج بأنهم «موتى» ويمثلون «عبئاً على الدولة».
وحسب بيان لمجموعة القنوات على «فيسبوك»، يستمرّ الإيقاف إلى حين انتهاء تحقيقات المجلس الأعلى للإعلام، وهو الهيئة الحكومية المسؤولة عن إدارة شؤون الإعلام في مصر، معها.
وأشارت مجموعة قنوات «الحياة» إلى أنه سيتم إعلان موقف البرنامج وفقاً لما ينتهي له أمر التحقيقات، مؤكدة أن قنواتها «تحترم كافة مشاهديها وتتعهد بدوام تقديم المحتوى المميز واللائق بجمهورها».
بدوره، قرر مجلس نقابة الإعلاميين، منع ريهام سعيد من ممارسة أي نشاط إعلامي لحين توفيق أوضاعها القانونية مع النقابة، على خلفية التحقيق في حلقة برنامجها.
كما قررت النقابة عقب اجتماعها الطارئ، مساء أمس، تقديم بلاغ للنيابة العامة ضد ريهام سعيد بخصوص ممارسة نشاط إعلامي بالمخالفة لقواعد القيد في النقابة، حيث إنه بالبحث في جداول القيد بالنقابة تبين أن ريهام سعيد غير مقيدة لديهم.
وتقدم المجلس القومي للمرأة في مصر، بشكوى للجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ضد ريهام سعيد، وتضمن موضوع الشكوى الحلقة التي تحدثت فيها مقدمة البرنامج عن السمنة، والتي «أثارت استياء السيدات المصريات لاحتوائها على عبارات وأوصاف لا تليق»، وتضمنت الشكوى المطالَبة باتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل المجلس الأعلى للإعلام في هذا الشأن.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إيقاف المذيعة المصرية المثيرة للجدل، فقد سبق إيقاف برنامجها والحكم بحبسها في واقعة انتهاك خصوصية أحد ضيوف برنامجها قبل أشهر، كما صدر في حقها أحكام بالسجن على خلفية اتهامها باختطاف أطفال، بعد أن حرضت متهمين آخرين على خطف أطفال، لعرض القضية في برنامجها.
وفي فبراير (شباط) 2018، ألغت إدارة قنوات «النهار» المصرية برنامج «صبايا الخير» الذي تقدمه ريهام سعيد، بعد حبسها والمنتج الفني ورئيس تحرير برنامجها، بعد اتهامهم بالتحريض على خطف طفلين لتصوير حلقة تلفزيونية.
وفي أغسطس (آب) 2017، قررت نقابة الإعلاميين وقف ريهام سعيد 3 أشهر بعد أن استضافت في إحدى حلقات برنامجها على قناة «النهار» سيدة متزوجة وعشيقها، وعرض الضيفان قصة خيانتهما للزوج، ما اعتبرته النقابة استغلالاً لحالة شاذة في المجتمع، بما يتنافى مع المعايير المهنية والأخلاقية.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».