انخفاض صادرات نفط السعودية إلى 6.72 مليون برميل يومياً في يونيو

محلل نفطي: سوق النفط تضع في الحسبان مجدداً علاوة للمخاطر الجيوسياسية

TT

انخفاض صادرات نفط السعودية إلى 6.72 مليون برميل يومياً في يونيو

أظهرت بيانات رسمية، أمس (الاثنين)، أن صادرات السعودية من النفط الخام انخفضت في يونيو (حزيران) إلى 6.72 مليون برميل يومياً، من 6.94 مليون برميل يومياً في مايو (أيار) الماضي.
وتقدم السعودية، وغيرها من الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بيانات التصدير الشهرية لمبادرة البيانات المشتركة (جودي) التي تنشرها على موقعها الإلكتروني.
وتلتزم السعودية باتفاق «أوبك بلس» لتخفيض الإنتاج، الذي ينص على التخفيض بنحو 1.8 مليون برميل يومياً، بمشاركة منتجين مستقلين، على رأسهم روسيا.
وارتفعت أسعار النفط الخام، أمس، بعد الهجوم الذي شنه انفصاليون يمنيون على منشأة نفط سعودية في مطلع الأسبوع، بينما يبحث المتعاملون عن أي مؤشرات على إحراز تقدم في المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة. لكن المكاسب جاءت محدودة، بفعل تقرير متشائم لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أثار مخاوف بشأن نمو الطلب على النفط.
وبحلول الساعة 12:25 بتوقيت غرينتش، ارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 36 سنتاً أو نحو 0.6 في المائة إلى 59 دولاراً للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.5 في المائة إلى 55.17 دولار للبرميل، قبل أن تعزز مكاسبها، لتصعد ما يزيد على دولار إلى أعلى مستوى في الجلسة عند 55.92 دولار بحلول الساعة 13:12 بتوقيت غرينتش. وتسبب هجوم بطائرات مسيرة شنته جماعة الحوثي اليمنية على حقل نفط في شرق السعودية، يوم السبت، في حريق بمحطة غاز، مما يؤجج توترات الشرق الأوسط، لكن شركة أرامكو السعودية قالت إن إنتاج النفط لم يتأثر.
ونقلت «رويترز» عن جيوفاني ستاونوفو، محلل النفط لدى «يو بي إس»، قوله: «يبدو أن سوق النفط تضع في الحسبان مجدداً علاوة للمخاطر الجيوسياسية، بعد هجمات الطائرات المسيرة على السعودية مطلع الأسبوع، لكن العلاوة ربما لا تستمر إذا لم ينتج عنها أي تعطل في الإمدادات».
ويبدو أن التوترات المرتبطة بإيران تنحسر مع إفراج حكومة جبل طارق عن ناقلة إيرانية احتجزتها في يوليو (تموز) الماضي، وإن كانت إيران قد حذرت الولايات المتحدة من أي محاولة جديدة لاحتجاز الناقلة. كما كبحت المخاوف بشأن حدوث ركود أيضاً مكاسب أسعار الخام.
وخفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2019 بمقدار 40 ألف برميل يومياً إلى 1.10 مليون برميل يومياً، وأشارت إلى أن السوق ستسجل فائضاً طفيفاً في 2020. ومن النادر أن تصدر «أوبك» نظرة تشاؤمية لآفاق السوق.
وفي غضون ذلك، قال مصدران مطلعان في بكين لـ«رويترز»، أمس، إن مؤسسة البترول الوطنية الصينية (سي إن بي سي)، وهي من أكبر مشتري النفط الفنزويلي، أوقفت تحميل شحنات الخام في أغسطس (آب) الحالي، عقب أحدث عقوبات أميركية على الدولة المُصدرة للنفط في أميركا الجنوبية.
وجمدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في مطلع الشهر الجاري، جميع أصول حكومة فنزويلا في الولايات المتحدة، في حين كثف مسؤولون أميركيون التهديدات ضد الشركات التي تتعامل مع فنزويلا.
وقال أحد المصدرين، وفق «رويترز»: «الأمر التنفيذي لترمب تضمن توجيهات لمتابعة الإجراءات الخاصة بالعقوبات التي ستعلنها الخزانة الأميركية... (سي إن بي سي) قلقة من احتمال تضررها جراء عقوبات ثانوية».
وصرح مصدر ثانٍ، وهو مسؤول تنفيذي في شركة رئيسية لتسويق الخام الفنزويلي في الصين، بأن شركته أُبلغت بقرار التعليق، وأضاف: «أُبلغنا بأن (تشاينا أويل) لن تحمل أي شحنات نفط في أغسطس (آب)، ولا نعلم ماذا سيحدث بعد ذلك».
و«تشاينا أويل» الذراع التجارية لـ«سي إن بي سي» التي تستورد النفط الفنزويلي، بموجب عقود محددة الأجل، وهي من أكبر عملاء كراكاس للنفط.
وذكر المصدر الأول أن المؤسسة الصينية ستنتظر لحين صدور توجيهات من وزارة الخزانة الأميركية، قبل اتخاذ أي خطوة جديدة في التعامل مع النفط الفنزويلي.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.