تواترت ردود الأفعال العالمية والإقليمية والدولية المؤيدة والمساندة لتوقيع وثائق الانتقال السودانية. وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين إن اتفاق السودانيين يعتبر اتفاقاً تاريخياً، وإن منظمته تدعم السودان، وتقف معه، وتوسع إسنادها له إنفاذاً لقرارات القمة الإسلامية التي عقدت في مكة المكرمة رمضان الماضي.
وقال العثيمين، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» قبيل مغادرته العاصمة السودانية الخرطوم، وبعد لقائه رئيس المجلس العسكري الانتقالي ونائبه: «الجميع فرح اليوم بهذا الاتفاق، الذي أثبت فيه السودانيون تماسكهم وحبهم لأرضهم ومصلحتها دون أي اعتبار آخر»، وتابع: «الجميع فخورون بهذا الاتفاق الذي يمثل بداية مشوار جديد نحو الاستقرار والازدهار، لهذا البلد العظيم». وأضاف: «أنا سعيد جداً بزيارة السودان ودعوته الكريمة، والتوقيع باسم منظمة التعاون الإسلامي، شاهداً على ما تم من اتفاق والتزام بمرحلة جديدة، يتم فيها تجنيب البلاد الفوضى وإراقة الدماء». وأوضح أن لقاءاته برئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو، كانت إيجابية جداً، وأضاف: «أبلغتهم بالتزام المنظمة الكامل والثابت بدعم السودان، وأكدت لهم تطلعنا إلى زيارة رسمية قريباً للسودان بعد تشكيل الحكومة وتنظيم مؤسسات الدولة، بهدف بحث السبل الكفيلة لمساندة السودان سياسياً واقتصادياً».
وهنّأ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، شعب السودان وقيادته ومؤسساته، بمناسبة التوقيع على وثائق المرحلة الانتقالية في الاحتفالية التي أقيمت أول من أمس بالخرطوم.
وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة، في تصريحات، أمس، إن الأمين العام للجامعة كلّف وفداً رفيع المستوى، برئاسة السفير خليل الذوادي، الأمين العام المساعد للشؤون العربية والأمن القومي، بالمشاركة في الاحتفالية، والتوقيع كشاهد على وثائق المرحلة الانتقالية بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير.
وأضاف المصدر أن أبو الغيط، الذي زار السودان في 16 يونيو (حزيران) الماضي، يعتزم القيام بزيارة ثانية قريباً إلى الخرطوم، في إطار الدور الذي تنوي الجامعة العربية الاضطلاع به في المرحلة المقبلة.
من جانبه، ثمّن رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي عالياً الدعم المالي المشترك الذي قدّمته المملكة السعودية والإمارات للسودان، بنحو 3 مليارات دولار أميركي، منها 500 مليون دولار وديعة في البنك المركزي السوداني، داعياً الدول العربية إلى دعم السودان في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها، وعلى وجه الخصوص الدعم الاقتصادي الذي يؤمن الاحتياجات الضرورية للشعب السوداني.
وجدّد رئيس البرلمان العربي الدعوة إلى رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، منوّهاً بأن البرلمان العربي، انطلاقاً من التزامه بالوقوف مع السودان ودعمه، أعد مذكرة قانونية سيتم إرسالها بالتنسيق مع حكومة السودان إلى الإدارة والكونغرس الأميركي. من جهته، وصف ممثل الاتحاد الأوروبي وزير خارجية فنلندا «هافيستو بيكا» اتفاق السودانيين بأنه «اتفاق كبير ومهم، وعمل كبير وضخم يستحق الإشادة والتقدير من المجتمع الدولي والقوى الإقليمية». وقال بيكا إنه شهد حدثاً في غاية الأهمية، لكونه يؤسس لحكومة مدنية، ويُرسي قيم الحرية والعدالة والنهوض بالشباب والمرأة، مؤكداً دعم «الاتحاد الأوروبي للسودان»، وأضاف: «الخرطوم سيجد الدعم اللازم من الاتحاد الأوروبي في المرحلة المقبلة»، وتابع: «أنا في غاية السعادة، لكوني جزءاً من هذه المناسبة التاريخية التي تشبه بالفعل تطلعات الشعب السوداني العريق»، مشيراً إلى أنها ستكون بداية حقيقية لـ«استعادة هذا البلد الكبير الغني بموارده البشرية والطبيعية، لعلاقاته الخارجية الأوروبية والدولية، والاندماج في محيطه الإقليمي والدولي».
من جهتها، رحّبت الحكومة الإيطالية بتوقيع وثائق الانتقال السودانية، واعتبرت التوقيع «لحظة تاريخية، تعبد الطريق لحكومة انتقالية ديمقراطية، تستجيب لتطلعات وأحلام السودانيين في السلام والرفاهية». وقال السفير الإيطالي في الخرطوم، فابريزو لوباسو، في نشرة صحافية أمس، إن حكومة بلاده «ستدعم التحول الديمقراطي في السودان»، وأشاد بجهود الوساطة الأفريقية في الوصول بالأطراف السودانية إلى توقيع الوثائق الانتقالية.