العدالة

العدالة
TT

العدالة

العدالة

الأكيد أن العدالة مطلوبة في كل مناحي الحياة، والأكيد أن العدالة نفسها قد تبدو نسبية بناءً على زوايا الرؤية والمصالح، ولهذا فما قد يبدو عادلاً بالنسبة إليّ قد يبدو ظلماً بالنسبة إلى غيري.
وأعتقد أن الاتحاد الآسيوي «جرّب وما زال يجرب الكثير من الطروحات» حتى يصل للعدالة المطلقة، وهي «شبه مستحيلة»، إلا أن بعض الأمور البدهية يجب ألا تستغرق وقتاً طويلاً من التفكير والتجريب، ومنها مسألة مجموعات دوري أبطال آسيا التي تبدو كأنها صراع بين الشرق والغرب والشمال والجنوب وليست صراعاً على القارة بمجملها.
ونحن نعرف مسبقاً أن حجم القارة وفروق التوقيت والمسافات الشاسعة التي تفصل بين اليابان ولبنان، مثلاً، تجعل من الصعوبة بمكان أن تأتي أندية أو منتخبات غرب القارة مع شرقها ضمن بطولات الاتحاد الآسيوي، ولكن هذا لا يمنع أبداً من إيجاد آليات مبتكرة لا تجعل نهائي الأندية بين بطلَي الشرق والغرب، لأن في هذه الآلية ظلماً كبيراً للأندية في طرفي القارة.
فقد تكون هناك أندية في الغرب أقوى بكثير من نظيرتها في الشرق، والعكس وارد، ولهذا فمن الظلم أن يكون نهائي القارة بين ناديين عن كل مكان جغرافي. والأسبوع الماضي شاهدنا ثمانية أندية من دولة واحدة (شرقاً وغرباً) تتواجه من أجل بطاقة ربع النهائي ثم عدنا لنشاهد ناديين من نفس الدولة يتواجهان في ربع النهائي وهما الهلال والاتحاد من السعودية، أي أن طريقة لعب دوري أبطال آسيا أخرجت الأهلي السعودي على يد شقيقه الهلال وستُخرج لاحقاً إما الهلال أو الاتحاد من البطولة، أي أن السعودية ستخسر فريقين من أصل ثلاثة كل منها على يد الآخر، فيما يبقى النصر الرابع في مواجهة فريق آخر من غرب القارة هو السد القطري، في الوقت الذي يمكن أن يتواجه ناديان من نفس الدولة في النهائي إذا كانا يستحقان ذلك بعيداً عن التقسيمات الجغرافية، فلماذا الظلم إذاً؟ وهل هذه هي الطريقة الوحيدة المتاحة في آسيا؟
أعتقد أن العدالة يمكن أن تتحقق إذا بدأ الاتحاد الآسيوي بمواجهات الشرق والغرب ابتداءً من دور الـ16، وقد لا تكون (عدالة كاملة)، لكنها نسبياً أفضل من تصفية كل أندية الشرق والغرب وصولاً إلى المباراة النهائية، أو يجب إيجاد آليات أخرى تحقق العدالة المطلوبة أيضاً في جائزة أفضل لاعبي القارة والتي ما زالت بالنسبة إليّ وإلى ملايين غيري مثل «اللوغاريتمات الرياضية والمسائل الفيزيائية» العصية على الفهم حتى لمن وضع المعايير نفسها.
من حق أي نجم آسيوي داخل القارة أو خارجها أن يتشرف بحمل لقب الأفضل في قارته إن كان يستحقه بغض النظر أين يلعب وهل يوجد في حفل التتويج أم لا!



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».