هددت الميليشيات الحوثية الموالية لإيران بأنها على وشك أن تستخدم أسلحة دفاع جوي جديدة، يرجح أنها إيرانية الصنع في سياق تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها. وجاءت هذه التهديدات في تصريحات على لسان المتحدث باسم الميليشيات العسكرية للجماعة يحيى سريع، بالتزامن مع زيارة قام بها من يُسمى المتحدث باسم الجماعة ووزير خارجيتها الفعلي محمد عبد السلام فليتة، إلى طهران، ولقائه قيادات «الحرس الثوري» الإيراني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.
ورجحت المصادر أن تكون زيارة فليتة إلى طهران على صلة بمساعٍ للحصول على أسلحة جديدة تقوم إيران بتهريبها إلى اليمن عبر أذرعها الإرهابية وصولاً إلى موانئ الحديدة التي لا تزال الجماعة ترفض الانسحاب منها بموجب اتفاق السويد.
واعترفت الميليشيات بلقاء فليتة مع ظريف، لكنها تكتمت على لقائه بقيادات «الحرس الثوري» الإيراني، وزعمت وسائل إعلامها أنه «جرى خلال اللقاء مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية والدبلوماسية مع طهران والتعاون المشترك لدعم الحل السياسي في اليمن»، إضافة إلى «استعراض تطورات الوضع الإقليمي». وفي ظل ما يُعدّ من أن الجماعة الحوثية واحدة من أخطر الأذرع التي تعتمد عليها طهران في المنطقة لزعزعة الأمن الإقليمي والدولي، لم يستبعد المراقبون أن يكون النظام الإيراني استدعى فليتة من أجل تكليف الجماعة بمهام إرهابية جديدة في البحر الأحمر من أجل تخفيف الضغط الدولي عليها في مضيق هرمز. وبالتزامن مع زيارة فليتة إلى طهران، قال المتحدث باسم الميليشيات في تصريحاته: «في القريب العاجل سنتحدث عن قوات الدفاع الجوي والعمليات التطويرية المستمرة للدفاع الجوي بما يجعله قادراً وبمستويات أفضل على تنفيذ المهام العملياتية في مختلف المناطق». وزعم القيادي سريع أن الميليشيات العسكرية للجماعة «وهي بصدد الكشف عن جديدها في الدفاع الجوي، ستخوض تجربة تاريخية لتعزيز القدرات العسكرية». وتعتمد الجماعة في هجماتها ضد الجيش اليمني والمناطق المدنية السعودية، على صواريخ إيرانية وطائرات مسيّرة وصلت إليها من طهران لتنفيذ أعمالها الإرهابية، لكنها تزعم لوسائل الإعلام وأتباعها أنها هي التي تقوم بصناعة الصواريخ والطائرات.
ورغم محاولة الجماعة التغطية على تبعيتها المباشرة للأوامر الإيرانية، فإن زعميها دائماً ما يوجه في خطبه الشكر والامتنان لإيران وأذرعها الأخرى في المنطقة مثل «حزب الله» اللبناني والميليشيات الإيرانية في العراق. وكان القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي، الذي يعدّ نفسه ليكون على رأس مجلس حكم الانقلاب (ما يسمى المجلس السياسي الأعلى)، ندد الخميس الماضي بالعقوبات الأميركية التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية على وزير خارجية طهران محمد جواد ظريف. ووصف الحوثي العقوبات بأنها «دليل ضعف وخفة سياسية»، مؤكداً أن جماعته تدين ذلك، داعياً إيران إلى إعادة حساباتها ورفض أي انفتاح على الولايات المتحدة.
وحاول القيادي الحوثي مواساة ظريف بسبب العقوبات الأميركية، وخاطبه بالقول: «لم يستطيعوا بعقوباتهم الوصول لمبتغاهم من (حزب الله)، ولا من عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، ولا غيرهما، ولن يضرك كيدهم شيئاً»؛ على حد تعبيره.
يذكر أن الجماعة الحوثية حوّلت أيام عيد الأضحى المبارك في صنعاء إلى جحيم على السكان من خلال حملات التفتيش وعمليات الدهم الواسعة للمنازل، عقب مقتل إبراهيم الحوثي شقيق زعيمها في إحدى الشقق السكنية جنوب العاصمة صنعاء.
وفي حين يعاني السكان من أوضاع إنسانية صعبة بسبب وقف الرواتب وزيادة الإتاوات على التجار وأصحاب الأعمال، سخّرت الميليشيات في الأيام الماضية أموال الزكاة التي قامت بجبايتها، لتوزيعها على أتباعها في صنعاء بإشراف رسمي من زعيم الجماعة؛ وفق ما أفادت به مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية.
تهديد حوثي بدفاعات جوية إيرانية عقب لقاء المتحدث باسم الجماعة مع ظريف
تهديد حوثي بدفاعات جوية إيرانية عقب لقاء المتحدث باسم الجماعة مع ظريف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة