عندما قامت صحيفة «ديلي ميرور» باستعراض موسم 1971 - 1972 استخدمت مصطلح «الأندية الخارقة»، وربما كانت هذه هي أول مرة يُستخدم فيها هذا المصطلح في كرة القدم الإنجليزية على الإطلاق. وكانت الصحيفة تشير آنذاك إلى ناديي ليفربول وليدز يونايتد. ولم يجزم الكاتب بهذه الصحيفة بهوية الفريق القادر على حسم لقب الدوري الإنجليزي، الذي فاز به في نهاية المطاف نادي ديربي كاونتي بقيادة بريان كلوف، لكنه سلط الضوء على الموارد الهائلة واللاعبين البارزين في كل من ليدز يونايتد وليفربول، وهي المقومات التي من شأنها أن تجعل الناديين أكثر قدرة على المنافسة على البطولات والألقاب.
لكن الزمن قد تغير، وتغيرت معه الآمال والتوقعات. وأصبح ليفربول هو المنافس الوحيد لمانشستر سيتي على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وأي شيء قد يحدث غير ذلك سيكون بمثابة مفاجأة كبيرة. لكن في الوقت الحالي الذي نتحدث فيه عن الأندية «الستة الكبار» في كرة القدم الإنجليزية، فإن معظم الترشيحات تصب في مصلحة ناديين فقط وتستبعد الأربعة الآخرين من المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم القادم.
ويمكن أن يشير كل ناد من هذه الأندية الأربعة إلى أسباب محددة تجعله غير قادر على المنافسة على اللقب هذا الموسم، فنادي توتنهام هوتسبير يواصل تطوره من ناد كان يحتل مركزا جيدا في منتصف جدول الترتيب إلى ناد لديه طموحات كبيرة وقادر على مناطحة الكبار. أما تشيلسي فلديه الآن مدير فني شاب لا يمتلك خبرات كبيرة، ويواجه عقوبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بحرمانه من التعاقد مع لاعبين جدد لمدة فترتي انتقالات بسبب انتهاكه لقواعد انتقالات اللاعبين. ويدخل مانشستر يونايتد عامه السابع في حقبة ما بعد المدير الفني الأسطوري للفريق السير أليكس فيرغسون، وما زال في مرحلة انتقالية. أما آرسنال، وعلى الرغم من تحطيمه للرقم القياسي لأغلى صفقة في تاريخه بالتعاقد مع الجناح الإيفواري نيكولاس بيبي، فإنه يعمل في ظل قيود مالية صارمة، ولا يزال يعاني بشدة على مستوى خط الدفاع.
وبالنظر إلى الاحتمال الكبير أن ليفربول لن يكون قادراً على الحفاظ على المستوى القوي الذي قدمه الموسم الماضي، فمن المتوقع أن تكون المعركة الأكثر شراسة على المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، ومن المتوقع أيضا أن تكون هذه المعركة أقوى بكثير مما كانت عليه الموسم الماضي.
ويجب الإشارة إلى أن ليفربول صاحب المركز الثاني كان متقدما بفارق 25 نقطة كاملة عن تشيلسي صاحب المركز الثالث. لكن الفارق بين مانشستر يونايتد صاحب المركز السادس وولفرهامبتون واندررز صاحب المركز السابع كان تسع نقاط فقط. ويعني هذا أن الأندية الستة الكبرى في جدول الترتيب ربما لم تعد في مأمن كما كان الحال في السابق. وبالتأكيد هناك الكثير من أسباب التفاؤل لدى الأندية الأربعة التي احتلت المراكز من السابع حتى العاشر في جدول الترتيب وإمكانية تقدمها لمراكز أفضل خلال الموسم الجديد.
فقد تعاقد وولفرهامبتون واندررز بشكل دائم مع كل من المهاجم راؤول خيمينيز، الذي سجل 13 هدفاً خلال الموسم الماضي، وليندر دندونكر، بالإضافة إلى التعاقد مع المهاجم الإيطالي الشاب باتريك كوتروني، في صيف هادئ نسبياً. وكان وولفرهامبتون واندررز قد قدم مستويات استثنائية في أول موسم للفريق بعد عودته للدوري الإنجليزي الممتاز، وحقق الفوز على أربعة من الأندية الستة الأولى في جدول الترتيب، لكنه تعرض للخسارة مرتين أمام هيدرسفيلد تاون الذي هبط لدوري الدرجة الأولى. وتتمثل مهمة وولفرهامبتون واندررز خلال الموسم الجديد في إيجاد طريقة للعب بنفس الفعالية أمام الفرق التي تحتل النصف الثاني في جدول الترتيب، وهو ما يعني، على الأقل على الورق، أن الفريق قادر على التطور وتحقيق نتائج أفضل من تلك التي حققها خلال الموسم الماضي.
لكن المشكلة الأكبر التي ستواجه الفريق هي المشاركة في بطولة الدوري الأوروبي، حيث ثبت أن القتال على أكثر من جبهة يسبب الكثير من المشكلات للكثير من الأندية، كما رأينا في مواسم سابقة، بالإضافة إلى أن المدير الفني للفريق، نونو إسبيريتو سانتو، يعتمد على تشكيلة ثابتة دائما ولا يغيرها إلا في أضيق الحدود، حيث تشير الإحصاءات والأرقام إلى أن 10 لاعبين شاركوا في 33 مباراة أو أكثر في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، وهو ما يعني أن المشاركة في أكثر من بطولة سوف تصيب هؤلاء اللاعبين الأساسيين بالإرهاق.
ويمكن أن يشعر إيفرتون، الذي يخطط بشكل رائع لإقامة ملعبه الجديد، بأنه يسير في الاتجاه الصحيح. ومرة أخرى، ربما تكون الصفقة الأكثر أهمية للنادي خلال الصيف هي تحويل عقد إعارة أحد لاعبيه إلى عقد دائم، حيث انتهى النادي من شراء أندريه غوميز من برشلونة الإسباني، كما تعاقد مع فابيان ديلف من مانشستر سيتي، ومن المتوقع أن يكون إضافة قوية لخط وسط الفريق، لكن ما زالت الشكوك تحوم حول قدرته على ملء الفراغ الذي سيتركه إدريسا غاي، الذي انتقل إلى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي. وربما يكون هذا هو الموسم الذي يمكن أن يتم الحكم فيه على المدير الفني لإيفرتون، ماركو سيلفا، ومعرفة ما إذا كان لا يزال جيدا أم لا.
كما كان تعاقد ليستر سيتي مع بريندان رودجرز في نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي بمثابة مؤشر على طموح النادي. ورغم أن الفريق يمتلك لاعبين جيدين للغاية في خط الوسط وخط الهجوم، فمن المؤكد أن رحيل هاري ماغواير، الذي انتقل إلى مانشستر يونايتد مقابل 80 مليون جنيه إسترليني، سيكون خسارة كبيرة للفريق في خط الدفاع.
ثم هناك نادي وستهام يونايتد، الذي بدأ يتحرك أخيرا بشكل جيد في سوق انتقالات اللاعبين. لقد مر وقت طويل منذ أن كان لدى الفريق مهاجم قوي، لكن التعاقد مع سيباستيان هالر، الذي سجل 15 هدفاً مع نادي إينتراخت فرنكفورت الموسم الماضي، يبدو خطوة جيدة في طريق ملء هذا الفراغ.
وتبدو هذه الأندية قوية بالدرجة التي تمكنها من تهديد الأندية الستة الأولى في جدول الترتيب، لكن قدرة أي من هذه الأندية على اقتحام المراكز الستة الأولى ما زال يتطلب أن يقدم أحد هذه الأندية موسما استثنائيا أو أن يتعثر أحد أندية الستة الكبار.
قد يكون هذا ممكنا، لكن حتى لو حدث ذلك فهذا لا يعني أن نغير الوصف ونقول: «الأندية السبعة الكبار» أو نقلل العدد لنقول: «الأندية الخمسة الكبار»، لأن الحقيقة الواضحة أن الأندية الكبرى في الدوري الإنجليزي الممتاز ما زالت تمتلك المزايا والمقومات التي تجعلها تتفوق على باقي الأندية الأخرى.
وربما يكون الشيء الأكثر أهمية من الدخول إلى المراكز الستة الأولى، على الأقل إذا حدث ذلك لمرة واحدة، هو أن تتطور هذه الأندية من حيث الهوية وأن تقدم كرة قدم جميلة وممتعة، وهو الأمر الذي يؤكد عليه نادي برايتون دائما، في ظل الرغبة في أن يكون ناديا مؤثرا في المسابقة بدلا من مجرد اللعب من أجل تجنب الهبوط لدوري الدرجة الأولى.
قد يبدو هذا أمراً إيجابياً وطبيعياً، ما دام المرء لا يفكر ملياً في التغييرات الاقتصادية الهائلة التي طرأت على كرة القدم والتي جعلت المنافسة على اللقب أمرا بعيد المنال على معظم الأندية.
فرق المنتصف توجه تهديداً للستة الكبار في الدوري الإنجليزي
أندية إيفرتون وليستر سيتي ووستهام وولفرهامبتون عقدت صفقات قوية وتتطلع للعب دور محوري
فرق المنتصف توجه تهديداً للستة الكبار في الدوري الإنجليزي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة