رئيس حكومة «الوفاق» الليبية يقرّ بتلقي قواته أسلحة من تركيا

TT

رئيس حكومة «الوفاق» الليبية يقرّ بتلقي قواته أسلحة من تركيا

في سابقة تعد الأولى من نوعها، أقر فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية، بتلقي قواته أسلحة من تركيا، وقال إن حكومته «في حالة دفاع عن النفس، وتتعاون مع الدول وفق ما تراه مناسبا». ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية، أمس، عنه القول: «نحن في وضع دفاع عن النفس، نتعاون مع الدول الصديقة وفقا لما نراه مناسبا لحماية أهلنا»، والدفاع عما سماه بـ«الشرعية»، مشيرا إلى أن قوات الجيش الوطني حصلت في المقابل «على كم كبير من الأسلحة من دول مختلفة، ما شجع الهجوم على العاصمة».
وأكد السراج أن بوادر انتهاء الحرب في طرابلس «باتت تلوح في الأفق، وسوف تنتهي بهزيمة قوات حفتر»، نافيا وجود أي وساطات لإنهاء الحرب، وعبر عن أمله في أن تلعب روسيا دورا إيجابيا لحل الأزمة في ليبيا، موضحا أن حكومته حريصة على تنمية وتفعيل الاتفاقات المبرمة معها.
وخلال اجتماعه أمس مع سفير إيطاليا لدى ليبيا جوزيبي قاليماردي في طرابلس، تحدث السراج، بحسب بيان وزعه مكتبه، عن «ثوابت الموقف القائم على الاستمرار في الدفاع عن العاصمة طرابلس»، بينما جدد السفير الإيطالي دعم بلاده لحكومة السراح، وموقفها الرافض للعدوان، وما نتج عنه من تهديد لحياة المدنيين. وقال البيان إن الاجتماع بحث ملف الهجرة غير الشرعية، وتداعيات القصف الجوي الذي استهدف مركزا لإيواء المهاجرين، وأدى إلى مقتل العشرات، مشيرا إلى أن الطرفين ناقشا سبل حل مشكلة الهجرة غير الشرعية بشكل جذري، يأخذ في الاعتبار أبعادها الإنسانية والأمنية والاقتصادية، بمساهمة فعالة من المجتمع الدولي.
في المقابل، أعلن «الجيش الوطني» الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، أنه أسقط مساء أول من أمس ثامن طائرة «درون تركية» مسيّرة، شمال مدينة العزيزية (جنوب طرابلس)، تعمل لصالح الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج. وقال المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة»، التابع للجيش الوطني، أول من أمس، إن قواته أسقطت طائرة تركية من دون طيار، كانت تقوم بعملية استطلاع وتصوير، ومتجهة إلى منطقة العزيزية. كما نشر صورا فوتوغرافية لحطام الطائرة، التي تعتبر ثامن طائرة درون تركية يسقطها الجيش، منذ بدء حملته العسكرية لتحرير العاصمة طرابلس في الرابع من أبريل (نيسان) الماضي. وأضاف المركز أن الجيش وجه ما سماه بـ«ضربات جوية موجعة للميليشيات الإرهابية في وادي الربيع»، مشيرا إلى كثرة عدد الجرحى والمصابين.
وكان اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي للجيش، قد أكد في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس أن من تم قصفهم في المستشفى الميداني جنوب طرابلس: «ما هم إلا مجموعة من الإرهابيين المطلوبين محليا ودوليا، من بينهم عناصر قيادية لها سجلات أمنية كبيرة، منذ ما قبل فترة أحداث 2011 وليسوا أطباء كما ادعت حكومة السراج».
وقال المسماري إن من بين المستهدفين قيادات إرهابية تستخدم المستشفى كغطاء لإخفاء نشاطها الحقيقي. لافتاً إلى أنه تم استهداف حظيرة للطائرات المسيرة في الكلية الجوية بمصراتة، وتدمير الصواريخ والذخيرة الملحقة لها، مشيرا إلى أن الخطة السابقة للجيش «كانت لا تشمل مدينة مصراتة، ولكن نظراً لتدخلها في المعركة تم اختيار بعض الأهداف داخل المدينة، وتم استهدافها»، وأوضح أن هناك أصواتا وطنية في المدينة «ترفض ما تقوم به المجموعات المسلحة المحسوبة عليها».
كما كشف المسماري النقاب عن تفاصيل اتصالات هاتفية، رصدها «الجيش الوطني» بين قادة الجماعات الإرهابية للاتفاق على تعزيز الآلة العسكرية لحكومة السراج بالمزيد من الأسلحة، القادمة من تركيا وبتمويل قطري.
وشملت عملية الرصد مكالمة هاتفية بين عبد الحكيم بلحاج، أحد أبرز أمراء الحرب في طرابلس والقائد السابق للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وعلي الصلابي، أبرز قادة جماعة الإخوان المسلمين، في محاولة منهما لدعم ميليشيات حكومة السراج، ومنع سقوطها أمام قوات الجيش الوطني.
من جهة أخرى، أصيب مطار معيتيقة في العاصمة طرابلس بصواريخ، أدت إلى توقف حركة الملاحة الجوية لساعات، مساء أول من أمس، قبل إعادة استئنافها مجددا أمس، وسط حالة من الفوضى والذعر بين الركاب.
وقالت إدارة المطار في بيان مقتضب عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن «المجال الجوي أغلق من جديد، وتم إخلاء الركاب من الطائرات بعد سلسلة قذائف جديدة تعرض لها المطار».
وطبقا لما نقلته وكالة «رويترز» عن شهود، فقد تعين إعادة ركاب، كانوا يستعدون للصعود إلى طائرة متجهة لتونس إلى المطار، وذلك بعدما سقطت ثلاثة صواريخ على مقربة، حيث يتوجه الليبيون إلى تونس بشكل أساسي للحصول على خدمات طبية أفضل.



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.