بكين تدين مظاهرات هونغ كونغ «الهدامة» وتدعو إلى معاقبة المسؤولين

متحدثون باسم مكتب شؤون هونغ كونغ في الصين يعقدون مؤتمراً صحافياً ببكين أمس (إ.ب.أ)
متحدثون باسم مكتب شؤون هونغ كونغ في الصين يعقدون مؤتمراً صحافياً ببكين أمس (إ.ب.أ)
TT

بكين تدين مظاهرات هونغ كونغ «الهدامة» وتدعو إلى معاقبة المسؤولين

متحدثون باسم مكتب شؤون هونغ كونغ في الصين يعقدون مؤتمراً صحافياً ببكين أمس (إ.ب.أ)
متحدثون باسم مكتب شؤون هونغ كونغ في الصين يعقدون مؤتمراً صحافياً ببكين أمس (إ.ب.أ)

أعربت الصين، أمس، عن دعمها لرئيسة حكومة هونغ كونغ وشرطتها، داعية إلى معاقبة المسؤولين عن أعمال العنف و«إعادة النظام بأسرع ما يمكن»، غداة مظاهرات جديدة، وصفتها بـ«الهدامة» في هذه المستعمرة البريطانية السابقة، شهدت توقيف عشرات المتظاهرين.
يأتي ذلك بعد 9 أسابيع من مظاهرات تصاعدت حدتها تدريجياً في هونغ كونغ، لتحوّل التحرك، الذي بدأ مطلع يونيو (حزيران) للتعبير عن رفض مشروع قانون يسمح بترحيل مطلوبين للصين، إلى تحدٍّ غير مسبوق لبكين منذ تسلمها هونغ كونغ عام 1997.
ورغم أن الصين نددت في الفترة الأخيرة بشكل أقوى بأعمال عنف في المنطقة ذات الحكم شبه الذاتي، فإنها تركت عموماً للسلطة التنفيذية أمر إدارة موقف يندرج ضمن صلاحياتها، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكرر الجهاز المسؤول عن شؤون هونغ كونغ في الصين تنديده بالمظاهرات، وأعرب في تصريح نادر عن دعم بكين «القوي» لرئيسة السلطة التنفيذية كاري لام ولقوات الشرطة في المدينة المتهمة باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين. وقال المتحدث باسم مكتب شؤون هونغ كونغ، يانغ غوانغ، للصحافيين إنه «لا يمكن لأي مجتمع متمدن وخاضع لحكم القانون أن يتسامح مع العنف المتفشي». وأضاف أن العنف الذي قال إن مجموعة «متشددين» هي المسؤولة عنه، يقوّض بشدة استقرار وازدهار هونغ كونغ، ويهدّد مبدأ «بلد واحد ونظامين» الذي تدار على أساسه هونغ كونغ.
واعتبرت مسؤولة أخرى مكتب شؤون هونغ كونغ وماكاو أيضاً أن المظاهرات في الشهرين الأخيرين «قوضت على نحو خطير» ازدهار واستقرار المدينة الواقعة جنوب الصين.
وأعلنت المتحدثة باسم المكتب، جو لوينغ: «نعتقد حتى الساعة أن المهمة الأولى لهونغ كونغ هي معاقبة الأعمال العنيفة وغير القانونية بموجب القانون، وإعادة النظام بأسرع ما يمكن، والحفاظ على مناخ ملائم للأعمال».
وتواجه مساء الأحد وللمرة الثانية متظاهرون مؤيدون للديمقراطية مع الشرطة في هونغ كونغ، في أكثر المشاهد عنفاً منذ بدء الاحتجاجات في الجزيرة. ووقعت هذه الاشتباكات قرب مكتب الارتباط الصيني الذي يمثّل سلطة الصين في هذه المنطقة ذات الإدارة شبه الذاتية.
وفي بيان، أعلنت الشرطة صباح أمس أن 49 «متظاهراً متطرفاً» أوقفوا لارتكابهم مخالفات مختلفة الأحد، وأكدت أن «عنف» المتظاهرين كان أكثر «تزايدا». واتّهمت الشرطة المتظاهرين برمي قطع من الطوب وقوارير وقنابل من الطلاء وسوائل حارقة، وأشارت أيضاً إلى رمي كرات معدنية بواسطة قوس نشاب. وقالت إنها عثرت كذلك في موقع المواجهات على أقواس وسهام، كما نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية.
وردّت الشرطة بالاستخدام الكثيف للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وتدخلت وحدات النخبة في أعقاب ذلك لتوقيف من بقي من المتظاهرين. وأعلنت السلطات أمس عن إصابة 16 شخصاً بجروح. ووقعت السبت أيضاً مواجهات خلال مظاهرة في يوين لونغ قرب الحدود مع الصين. وكان المتظاهرون يحتجون على اعتداء نُسب إلى عصابات إجرامية عنيفة على ناشطين مؤيدين للديمقراطية في 21 يوليو (تموز)، أدّى إلى إصابة 45 شخصاً بجروح في هذه المدينة الواقعة شمال غربي هونغ كونغ.
ومساء السبت، وقعت مواجهات بين مجموعات من المتظاهرين وعناصر شرطة مكافحة الشغب. وأعلنت الشرطة توقيف 13 شخصاً السبت، فيما أشارت السلطات الطبية إلى إصابة 24 شخصاً بجروح، بينهم اثنان إصابتهما خطيرة.
ورغم تعليق مشروع القانون المثير الجدل، لم تعط رئيسة حكومة هونغ كونغ كاري لام أي مؤشر إلى التراجع عنه. ومنذ بدء الأزمة، اقتصر حضورها العلني على زيارات لعناصر شرطة جرحى أو بضعة مؤتمرات صحافية.
وبدأ الحراك الاحتجاجي للتعبير عن رفض مشروع القانون الذي يسمح بترحيل مطلوبين إلى الصين، لكنه اتسع منذ ذلك الحين ليتحول إلى مطالبة بإصلاحات ديمقراطية حركها القلق من تدخل متصاعد لبكين في الشؤون الداخلية لهذه المستعمرة البريطانية السابقة.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.