ترمب يدافع عن تغريداته بعد اتهامه بـ«العنصرية» مجدداً

وصف بالتيمور بـ«مكان شديد الخطورة والقذارة»

النائب إيلايجا كامينغز
النائب إيلايجا كامينغز
TT

ترمب يدافع عن تغريداته بعد اتهامه بـ«العنصرية» مجدداً

النائب إيلايجا كامينغز
النائب إيلايجا كامينغز

دافع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، عن انتقادات وجهها إلى نائب من أصول أفريقية أدت إلى اتهامه مجدداً بالعنصرية.
وبعدما انتقد النائب الديمقراطي عن ماريلاند إيلايجا كامينغز ظروف اعتقال القاصرين من طالبي اللجوء على الحدود الجنوبية مع المكسيك، ندد ترمب بتصريحاته، معتبراً أن «دائرته بالتيمور أسوأ بكثير وأخطر بكثير». وكتب في سلسلة من التغريدات السبت، أن «دائرة إيلايجا كامينغز هي فوضى مثيرة للاشمئزاز، موبوءة بالجرذان والقوارض. لو أنه يمضي مزيداً من الوقت في بالتيمور، لكان بمقدوره ربما المساعدة في تنظيف هذا المكان شديد الخطورة والقذارة». وأضاف: «لا يود أي إنسان العيش فيها». وأثارت هذه التغريدات موجة من الانتقادات، إلا أنه دافع عن نفسه أمس في سلسلة من التغريدات الجديدة. وكتب أنه «ليس من الخطأ إظهار حقيقة واضحة جداً، أن أداء النائب إيلايجا كامينغز كان سيئاً جداً بالنسبة لمنطقته ومدينة بالتيمور».
وتابع: «انظروا فقط، الحقائق تتحدث أفضل من الكلمات! الديمقراطيون دائماً يلعبون ورقة العنصرية، بينما هم لم يفعلوا سوى القليل جداً لسكان هذا البلد العظام من الأميركيين من أصول أفريقية». وأضاف: «الآن وصلت البطالة إلى أدنى مستوى لها في تاريخ الولايات المتحدة، ويزداد الوضع تحسناً. إيلايجا كامينغز فشل بشكل ذريع».
ورد كامينغز على ترمب في تغريدة كتب فيها: «إنني أعود إلى دائرتي كل يوم. وفي كل صباح أنهض وأكافح مع جيراني. من واجباتي الدستورية أن أشرف على السلطة التنفيذية. لكنه من واجبي المعنوي أن أخوض معارك من أجل ناخبيّ».
وتغطي دائرة كامينغز قسماً كبيراً من مدينة بالتيمور الصناعية البالغ عدد سكانها 620 ألف نسمة، معظمهم من السود. وتواجه المدينة الواقعة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة مشكلات اجتماعية متفاقمة مع انتشار المخدرات والجريمة، وتعد من المدن الأميركية الأكثر عنفاً، إذ تسجل معدلاً يفوق 300 جريمة قتل في السنة منذ 2015.
وأشعلت تغريدات ترمب السبت، موجة من الاتهامات الجديدة بعد أقل من أسبوعين على دعوته 4 نائبات ديمقراطيات من الأقليات إلى «العودة من حيث أتين». وردت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي المولودة في بالتيمور، منددة بـ«الهجمات العنصرية» تجاه كامينغز «المدافع الكبير في الكونغرس وفي البلاد عن الحقوق المدنية والعدالة الاقتصادية».
وردّ الرئيس الأميركي على بيلوسي، وقال في تغريدة إنها تقوم بعمل سيئ في تمثيل منطقتها في كاليفورنيا. وكتب أنه «بمناسبة الحديث عن الإخفاق الذريع، هل شاهد أحد ما يحدث لمنطقة نانسي بيلوسي في سان فرنسيسكو. لم تعد كما كانت في السابق. يجب عمل شيء ما قبل فوات الأوان».
من جهته، كتب نائب الرئيس السابق والمرشح لتمثيل الديمقراطيين في السباق إلى البيت الأبيض جو بايدن على «تويتر» متوجهاً مباشرة إلى ترمب: «من المشين أن تهاجمه وتهاجم سكان بالتيمور بهذه الطريقة». وأضاف: «أثبتّ مرة جديدة أنك غير أهل لمهام الرئاسة. على الرئيس أن يرفع شأن البلاد ولا يحقرها».
ووصفت السيناتورة الديمقراطية كامالا هاريس هجوم ترمب على كامينغز بـ«المعيب»، مؤكدة أنها «فخورة» بأن يكون مقر عام حملتها في بالتيمور.
وقال رئيس بلدية بالتيمور الديمقراطي برنارد يانغ إن هجمات الرئيس «خطيرة ومؤذية». وصرح يانغ للصحافيين: «كان الهجوم مهيناً تماماً». وأضاف: «لن نسمح لأحد بالإساءة إلى سمعة مدينة بالتيمور وفريقها الحاكم الفعال».
وكان ترمب أثار ضجة منتصف يوليو (تموز) بعد تغريدات عنيفة بحق 4 نائبات ديمقراطيات يتحدرن من أقليات، ونصحهن بـ«العودة» إلى بلادهن، في حين أن 3 منهن ولدن في الولايات المتحدة. وكان مجلس النواب ذات الغالبية الديمقراطية تبنى مذكرة تدين «بشدة التعليقات العنصرية» للرئيس.
كما أثارت تغريدات ترمب استياء قادة أجانب كالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وحتى داخل معسكره الجمهوري. وكان الرئيس أعلن أن «هذه التغريدات ليست عنصرية. وأنه ليس بعنصري!»، قبل أن يردد مناصروه خلال تجمع انتخابي «اطردوها!»، في إشارة إلى إلهان عمر ابنة لاجئ صومالي انتخبت نائبة في الكونغرس عام 2018.


مقالات ذات صلة

سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

خاص يرجح كثيرون أن يسحب ترمب القوات الأميركية من سوريا (أ.ب)

سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

يستعرض «تقرير واشنطن»، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، كيفية تعامل إدارة بايدن مع الأمر الواقع في سوريا وتوجهات إدارة ترمب.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يعتزم إلغاء التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة

أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عن رغبته في إلغاء التحول إلى التوقيت الصيفي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب في ولايته الأولى رئيساً للولايات المتحدة يلوح بيده خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان في 28 يونيو 2019 (رويترز)

ترمب ينتقد قرار بايدن إرسال صواريخ تستهدف العمق الروسي ويصفه بالأحمق

موسكو ترحب بانتقادات دونالد ترمب لقرار جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل عمق الأراضي الروسية

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال إفادة صحافية مشتركة بعد مباحثاتهما في أنقرة الجمعة (رويترز)

«توافق عام» تركي - أميركي على مستقبل سوريا ما بعد الأسد

سيطر ملفان رئيسيان على مباحثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة؛ أولهما مستقبل سوريا ما بعد بشار الأسد، والثاني التباين حول مكافحة الإرهاب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.