تركيا تلوح بشراء مقاتلات بديلة لـ«إف 35»

تشغّل «إس 400» ابتداء من أبريل... وبومبيو يطالب بعدم تفعيل المنظومة

تركيا تبحث عن بديل للمقاتلات الأميركية «إف 35» (إ.ب.أ)
تركيا تبحث عن بديل للمقاتلات الأميركية «إف 35» (إ.ب.أ)
TT

تركيا تلوح بشراء مقاتلات بديلة لـ«إف 35»

تركيا تبحث عن بديل للمقاتلات الأميركية «إف 35» (إ.ب.أ)
تركيا تبحث عن بديل للمقاتلات الأميركية «إف 35» (إ.ب.أ)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن بلاده ستتوجه لشراء مقاتلات من مكان آخر، إذا لم تسمح لها الولايات المتحدة بشراء مقاتلاتها «إف 35» على خلفية شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية «إس 400»؛ مشيراً في الوقت ذاته إلى أن تركيا ستبدأ استخدام المنظومة الروسية في أبريل (نيسان) المقبل.
وأضاف إردوغان أن قرار الولايات المتحدة استبعاد تركيا من برنامج إنتاج المقاتلة الأميركية «إف 35» لن يثنيها عن السعي لتلبية احتياجاتها، قائلاً: «ألن تعطونا طائرات (إف 35)؟ حسناً، إذن لا تؤاخذونا، فنحن سنتخذ تدابيرنا في هذا الموضوع، ونتوجه إلى جهات أخرى».
وقالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إنها ستستبعد تركيا، حليفتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، من برنامج لتطوير مقاتلات «إف 35»، وذلك بعد أن تسلمت تركيا شحنة من معدات المنظومة الدفاعية الروسية. ولم يقرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد ما إذا كانت عقوبات بموجب قانون «مكافحة أعداء أميركا بالعقوبات» (كاتسا) ستطبق على تركيا.
وعبر إردوغان عن أمله في أن يتحلى المسؤولون الأميركيون «بالعقلانية» فيما يخص مسألة العقوبات، قائلاً: «لا يمكن لأي عقوبة أن تثني تركيا عن أولوية أمنها. نحن في طريقنا نحو إيجاد حل دائم للإرهاب».
وتواصل روسيا مباحثاتها مع تركيا من أجل إنتاج بعض أجزاء منظومة «إس 400» على الأراضي التركية، بحسب ما قال المدير العام لشركة «روسوبورون إكسبورت» المصدرة للأسلحة الحكومية الروسية، ألكسندر ميخاييف.
وقال ميخاييف إن روسيا تدرس تعزيز المباحثات مع تركيا في مجال هندسة الطائرات المروحية، والطيران، وأنظمة الدفاع الجوية. وأضاف: «نواصل المباحثات مع أنقرة حيال إنتاج بعض أجزاء (إس 400) على الأراضي التركية بشكل مرخص».
والاثنين الماضي، أكد سيرغي تشيميزوف رئيس شركة «روستيخ» الروسية للصناعات الدفاعية (حكومية)، استمرار المحادثات بين موسكو وأنقرة، حول إنتاج بعض قطع منظومة «إس 400» في تركيا. وقال: «نتجاوز بنجاح محاولات منافسينا للتدخل في علاقاتنا القائمة مع تركيا، وروسيا مستعدة لتوسيع نطاق التعاون مع تركيا في مجال الصناعات الجوية والمروحية وقطاع الطاقة». وأضاف أن تركيا تعتبر من أهم شركاء شركته وبلاده، مبيناً أن التعاون العسكري والتقني بين أنقرة وموسكو يسير في اتجاه إيجابي.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية أول من أمس، اكتمال عملية شحن المجموعة الأولى من منظومة «إس 400» الروسية، إلى قاعدة «مرتد» الجوية في أنقرة. في الوقت ذاته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، إن بلاده تريد من تركيا عدم تفعيل منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400»، مشيراً إلى إمكانية «فرض عقوبات إضافية عليها».
ونقلت وكالة «بلومبرغ»، عن بومبيو في مقابلة معها، أن «هناك مزيداً من العقوبات التي من الممكن فرضها، ولكن بصراحة، الأمر الذي نوده فعلاً هو ألا يتم تفعيل منظومة (إس 400)»، مضيفاً: «هذا هو هدفنا». ولفت إلى أن واشنطن طلبت هذا الأمر من تركيا مراراً وتكراراً. وقال في هذا الصدد: «هذا ما تحدثنا به مع الأتراك طوال أشهر. قلنا لهم بكل بساطة: هذا لا يتوافق مع مقاتلات (إف 35)».
ودعا بومبيو أنقرة إلى إعادة التفكير في قرارها، مضيفاً: «نحن نعمل جميعاً. الكل يعمل معاً من أجل أن نقوم بما في وسعنا... لقد أوضحنا للأتراك أن مسألة تفعيل (إس 400) غير مقبولة».
وأظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب موقفاً متردداً بشأن فرض عقوبات على تركيا في أكثر من مناسبة، حتى عند إعلان واشنطن عن بدء إخراج تركيا من برنامج إنتاج «إف 35» الأسبوع الماضي. وألقى باللوم على إدارة أوباما في هذا الشأن، مشيراً إلى أنها المسؤولة عن عدم بيع تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الأميركية «باتريوت».
وكانت الإدارة الأميركية هددت تركيا باستثنائها من برنامج مقاتلات «إف 35» إذا حصلت على منظومة «إس 400» من روسيا. وفي 12 يوليو (تموز) الجاري أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء وصول أجزاء المنظومة الدفاعية «إس 400».
في السياق ذاته، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنه لا وجود لجدول زمني لفرض عقوبات محتملة ضد تركيا، لشرائها أسلحة روسية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، في مؤتمر صحافي الليلة قبل الماضية، إن مسألة تطبيق عقوبات ضد تركيا وفق قانون مكافحة أعداء أميركا بالعقوبات (كاستا)، لا يزال موضوع مشاورات بين الرئيس ترمب ووزير الخارجية مايك بومبيو. ولفتت إلى أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وتلعب دوراً رئيسياً في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، وأن واشنطن تواصل إجراء محادثات دبلوماسية مع أنقرة.



خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
TT

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

وأضافت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في جنيف، اليوم (الأربعاء)، إن فرص تطورها خلال الشهرين ونصف الشهر المقبلة تبلغ 55 في المائة. ويكون لظاهرة «النينا عادة تأثير تبريد على المناخ العالمي».

و«النينا»، وتعني بالإسبانية «الفتاة»، هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات. وهي عكس ظاهرة «النينو» التي تعني «الصبي» بالإسبانية، حيث ترتفع درجة حرارة المحيط الهادئ الاستوائي بشكل كبير.

وهذا يؤثر على الرياح والضغط الجوي وهطول الأمطار، وبالتالي الطقس في كثير من أجزاء العالم. وترفع ظاهرة «النينو» متوسط درجة الحرارة العالمية، في حين أن ظاهرة «النينا» تفعل العكس تماماً.

كانت ظاهرة «النينو» لا تزال قابلة للرصد في بداية هذا العام، لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقول إن الظروف المحايدة تسود منذ شهر مايو (أيار) تقريباً، ولا يزال هذا الحال مستمراً. ومن المؤكد بالفعل أن عام 2024 سيكون الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.

وتقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن ظاهرة «النينا» لم تتطور بعد بسبب الرياح الغربية القوية غير المعتادة التي تهب بين شهري سبتمبر (أيلول) وأوائل نوفمبر (تشرين الثاني).