تسببت أرقام النمو التي سجلتها الشركات الصغرى في الولايات المتحدة العام الماضي، بإطلاق تحذيرات من أن تكون مؤشراً إلى ما هو آت على السوق الأكبر. وأظهر مؤشر «روسل 2000» لأسهم الشركات الصغيرة أنها خسرت العام الماضي 9 في المائة من قيمتها، فيما ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز» المخصص للشركات الكبرى 6 في المائة.
وبحسب مقياس الثروات النسبية لأسهم الشركات الصغيرة مقابل الشركات الكبيرة، فقد أظهر في وقت سابق من هذا الشهر أنه تراجع إلى أدنى مستوى له، وبلغ 51.8 في المائة، وهو الأدنى منذ شهر مارس (آذار) 2009، علماً بأنه كان أكثر من 60 في المائة قبل عام.
واعتبر هذا التراجع جرس إنذار لبعض المستثمرين، إذ إنه عادة ما ترتفع أسهم الشركات الصغيرة، التي تحقق المزيد من الإيرادات عبر نشاطاتها المحلية، قبل ارتفاع السوق على نطاق أوسع... واعتبر هذا الأمر مؤشراً على أنه يشير ببساطة إلى مخاوف من حصول تباطؤ اقتصادي، وعدم رغبة المستثمرين من امتلاك أسهم تلك الشركات الصغيرة.
وبحسب مؤشر «روسل 2000»، تحقق الشركات الصغرى 82 في المائة من إيراداتها داخل الولايات المتحدة، مقارنة بـ50 في المائة لشركات «ستاندرد آند بورز 500»، وفقاً لمديرة المحافظ في «غولدمان ساكس» سالي ديفيز. ونقلت «وول ستريت جورنال» عنها أنه بالنظر إلى تركيزهم على النشاط الداخلي، كان من المفترض أن يكون أداؤهم أفضل.
وتميل الشركات الصغيرة أيضاً إلى امتلاك احتياطيات نقدية أصغر وتعتمد على الاقتراض، مما يجعلها أكثر حساسية لأسعار الفائدة.
وانخفض مؤشر «روسل 2000» بنسبة 20 في المائة تقريباً في الربع الأخير من العام الماضي، متجاوزاً انخفاض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، بعدما تكهن المستثمرون بأن الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) سيرفع أسعار الفائدة.
وانعكس هذا على العمليات في الأشهر التي تلت، حيث يراهن السوق الآن على خفض الفائدة نهاية هذا الشهر. لكن مع استمرار تخوف المستثمرين من النمو العالمي، واصلت أسهم الشركات الصغرى الانخفاض.
في المقابل، يرى مستثمرون أنه بالإمكان سد الفجوة، إذا قام الاحتياط الفيدرالي بتسيير التعاملات واستقرت البيانات الاقتصادية، وحصلت تهدئة في الحرب التجارية، فقد ينعكس هذا إيجابا على الشركات الصغيرة.
وبحسب بعض المستثمرين الكبار، يقوم بعضهم بإعادة تخصيص أموال للشركات الصغيرة وخصوصاً في القطاعين الصناعي والمالي.
وفيما يتوقع أن يحقق مؤشر «روسل 2000» أرباحا بنسبة 21.6 مرة خلال الأشهر الـ12 المقبلة، بانخفاض عن 23.2 مرة في العام الماضي، حقق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» أرباحا في الفترة نفسها 16.8 مرة، وهي الأعلى منذ 16 عاما.
وعادة ما يتم تداول أسهم الشركات الأصغر بتقييمات أعلى لأن المستثمرين يرون إمكانية مسار نمو متسارع، في حين أن الشركات الكبرى تعتبر أكثر نضجا واستقرارا.
ويتجه الكثير من صناديق الاستثمار إلى الشركات الصغيرة، لتجنب الاضطرابات الكبيرة في الجغرافيا السياسية والنمو العالمي. ويعتقد هؤلاء أن الاستثمار في تلك الشركات، يجنبهم الخوض في تلقي نتائج الحرب التجارية مع الصين أو من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. لكن الأرقام التي نشرت أخيراً تثير القلق بسبب ما تحمله من مؤشرات على أن الاقتصاد الأميركي قد يكون يقترب من التباطؤ بأكثر مما يتوقع.
تراجع أسهم الشركات الأميركية الصغرى مؤشر إلى تباطؤ اقتصادي أكبر
تراجع أسهم الشركات الأميركية الصغرى مؤشر إلى تباطؤ اقتصادي أكبر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة