قال تقرير أصدره أول من أمس مركز دراسات الأمن العالمي (جي إس إس) في واشنطن إن غضب الغربيين على المهاجرين من دول العالم الثالث، خصوصاً المسلمين، يؤدى إلى نشاطات عدائية وإرهابية أكثر من تلك التي يقوم بها هؤلاء المهاجرون. ودرس التقرير العلاقة بين المهاجرين والإرهاب في عدد من الدول الأوروبية، وخلص إلى أن «المظالم تجاه المهاجرين تؤدي بشكل معقول إلى شن هجمات من اليمين».
وشملت الدراسة فترة 20 عاماً في 8 دول في أوروبا الغربية: بلجيكا، وفرنسا، وألمانيا، واليونان، وإيطاليا، وهولندا، وإسبانيا، وبريطانيا. وخلص التقرير إلى «وجود نمط قوي: عندما تزيد مستويات الهجرة إلى بلد ما، يزيد إجمالي عدد الهجمات الإرهابية في ذلك البلد»، وأضاف: «يعتقد كثير من الناس أن المزيد من الهجرة إلى الدول الغربية يؤدي إلى مزيد من الإرهاب، لأن المهاجرين من الثقافات غير الغربية من المرجح أن يكونوا إرهابيين»، لكن حسب التقرير «لا يرتكب المهاجرون إرهاباً كثيراً في أوروبا الغربية، في حين يبدو أن المواطنين الأصليين يرتكبون الإرهاب بسبب عدائهم للمهاجرين».
وأشار التقرير إلى ما حدث الشهر الماضي، عندما تعرض السياسي الألماني المحافظ والتر لوبك، الذي دعم سياسة المستشارة أنجيلا ميركل المؤيدة للاجئين، لإطلاق نار قاتل في رأسه من قبل إرهابي يميني متطرف». وأوضحت تحقيقات الشرطة أن القاتل كانت له صلات بالنازيين الجدد، وغيرهم من المتطرفين اليمينيين، وفي عام 1992 كاد يطعن مهاجراً حتى الموت، وأن لوبك كان مستهدفاً لدعمه للاجئين، فقد تلقى وابلاً من النقد اليميني على الإنترنت. وقال التقرير إن الرابطة بين المهاجرين والإرهاب موجودة، لكنها قليلة، خصوصاً بالنظر إلى أن المهاجرين الذين انتقلوا، خلال السنوات القليلة الماضية، إلى ألمانيا وحدها وصل إلى مليون شخص. لهذا، لا يمكن وضع اعتبار لعدد الإرهابيين الذين اعتقلوا، والذين يعدون على الأصابع.
وأضاف التقرير: «هذه الرابطة موجودة فقط عند النظر في الهجمات الإرهابية التي تشنها الجماعات اليمينية، والأفراد اليمينيين، لكن لا يوجد ارتباط يذكر بين الهجرة وغيرها من أشكال الإرهاب، بما في ذلك الإرهاب اليساري، والإرهاب من قبل جماعة انفصالية، مثل الباسك في إسبانيا، والجيش الجمهوري في آيرلندا الشمالية».
وتعرض التقرير إلى تقارير وآراء بأن نوع المهاجر يمكن أن يدل على إمكانية قيامه بعمل إرهابي، وقال: «يعتقد كثير من الناس أن زيادة الهجرة تدفع المنافسة على الوظائف، وأن الإرهابيين اليمينيين مدفوعون لارتكاب أعمال عنف بسبب المخاوف الاقتصادية الناجمة عن زيادة الهجرة»، لكن كما يضيف التقرير: «توجد أدلة قليلة على أن هذا هو الحال»، وأن الذين في أقصى اليمين يرتكبون هجمات إرهابية عندما يكون هناك المزيد من المهاجرين «لأنهم يكرهون الزيادات في الهجرة».
وأشار التقرير إلى أن كثيراً من الهجمات الإرهابية اليمينية كانت ضد المهاجرين أنفسهم. ويعني ذلك أن «المزيد من المهاجرين يقدم المزيد من الأهداف للإرهاب اليميني». وقال التقرير: «صار الإرهاب اليميني شائعاً جداً، سواء في الولايات المتحدة أو أوروبا». لكن، كما قال التقرير، لا ينعكس ذلك في الإعلام الغربي. ورغم أن قتل الألماني لوبك تصدر عناوين الصحف، تحدث كثير من الهجمات ضد المهاجرين من قبل الإرهابيين اليمينيين من دون تغطية كبيرة في الصحف الدولية.
تقرير أميركي: إرهاب أعداء المهاجرين أكثر من إرهاب المهاجرين
قتل وزير ألماني أيد انفتاح ميركل
تقرير أميركي: إرهاب أعداء المهاجرين أكثر من إرهاب المهاجرين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة