ابن كيران: «العدالة والتنمية» في وضع سيئ ولا ضرورة لوجوده في الحكومة

TT

ابن كيران: «العدالة والتنمية» في وضع سيئ ولا ضرورة لوجوده في الحكومة

في مؤشر جديد على حالة الأزمة التي يعيشها حزب العدالة والتنمية المغربي، بسبب موقف هذا الأخير من القانون الإطار رقم 17.51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، شن عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية هجوماً قوياً على أمانة الحزب التي دعت نواب الحزب للتصويت بالموافقة على القانون، والامتناع عن التصويت على المادتين المثيرتين للجدل (2 و31).
وقال ابن كيران إنه بعد قرار أمانة حزبه بقيادة سعد الدين العثماني التصويت لصالح القانون الإطار لإصلاح التعليم «بعد تمرير هذا القانون، لم يعد لكم مبرر للوجود في هذه الحكومة لأن المشروعية التي وصلتم بها للحكومة انتهت عند الشعب»، وذلك في دعوة ضمنية من ابن كيران لمغادرة الحزب للحكومة التي يقودها.
وأضاف ابن كيران، في فيديو بثه في وسائل التواصل الاجتماعي ليلة السبت، أن القانون الإطار لإصلاح التعليم «ضد مصلحة الشعب المغربي وهو مجرد هدية لأتباع النفوذ الاستعماري بالمغرب»، معتبراً أن قرار الأمانة العامة للحزب أعطى فرصة لأعداء الحزب للنيل منه، وقال «سمحنا لأعدائنا لكي يشمتوا فينا ولأحبائنا كي يقسوا علينا».
واعتبر ابن كيران أن حزب العدالة والتنمية يوجد في «وضعية سيئة جدا»، لأن «مبادئ حزبنا مست في جوهرها، والزمن سيكون له جواب، وسوف نرى بأعيننا ذلك»، مذكراً بمقولة للقيادي الراحل عبد الله بها جاء فيها: «أصعب شيء يمكن أن يقع للإنسان هو أن تشتعل النار في ملابسه، فإذا نزعها يصبح عاريا وإذا تركها يحترق. فنحن الآن نحترق»، في إشارة إلى الموقف الحرج الذي يوجد فيه الحزب. وأفاد ابن كيران بأن قرار الأمانة العامة بشأن القانون الإطار لإصلاح التعليم «أول خطأ جسيم منذ تولينا رئاسة الحكومة في 2011»، مؤكداً أن نضال أجيال متعاقبة في المغرب مثل علال الفاسي وعلماء وزعماء وطنيين «سيضيع الآن»، مستدركاً أن المغرب والشعب المغربي «لن يتخلى على اللغة العربية»، وفق تعبيره.
وسجل رئيس الحكومة السابق بأن خسارة الانتخابات المقبلة لا تهمه، حيث قال «ليس مهما بالنسبة لي أن نخسر الانتخابات المقبلة أو نكسبها، ولكن المهم هو ألا نمرر هذا القانون»، مبرزاً أنه منذ إعفائه من رئاسة الحكومة و«أنا أحاول أن أتجنب التدخل... ولكن عندما تكون هناك مسألة صعبة لا أستطيع الصمت لأن هذه مسؤولية أمام الله وأمام الشعب»، معلناً رفضه القاطع للتصويت لفائدة القانون الإطار. وأكد أن فكرة الاستقالة من الحزب راودته مرة أخرى، حيث أوضح «عندما جاءني هذا الخبر وأنا في حالة لا يعلمها إلا الله. فكرت كثيراً في أن أغادر الحزب حيث إنني لم أعد أشعر بأنه يشرفني أن أنتمي إلى حزب أمانته العامة تتخذ هذا القرار مهما كانت الدوافع»، واستدرك قائلاً: «ولكن وجدت نفسي بأنني سأظلم الإخوان لأن الأمانة العامة هي التي اتخذت هذا القرار وبطريقة أعتبرها خاطئة. فليسامحني سي سعد (العثماني)».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.