الحكومة المغربية تتجه إلى تعزيز حماية الحقوق والحريات

العثماني يبدأ غداً زيارة للمحافظات الصحراوية لمتابعة تنفيذ مشروعات التنمية

TT

الحكومة المغربية تتجه إلى تعزيز حماية الحقوق والحريات

تتجه الحكومة المغربية إلى اعتماد تعديلات مهمة على قانون المسطرة الجنائية، من أجل تعزيز حماية الحقوق والحريات ومحاربة الجريمة، والوقاية من التعذيب. فضلاً عن ملاءمة القانون مع المعايير الدولية.
وقدم وزير العدل محمد أوجار، خلال اجتماع الحكومة أمس، أهم التعديلات التي سيعرفها القانون، الذي سيشكل بنظره «إضافة نوعية تستجيب لمطالب الجمعيات الحقوقية والدولية».
وقال مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، في لقاء صحافي عقد عقب اجتماع الحكومة أمس، إن القانون يهدف إلى تعزيز إجراءات المحاكمة العادلة، وتعزيز المراقبة على عمل الشرطة القضائية، ومراجعة ضوابط الوضع تحت الاعتقال الاحتياطي، ووضع آليات للوقاية من التعذيب، وتعزيز حقوق الدفاع، ووضع ضوابط ناظمة للسياسة الجنائية، مع ضمان نجاعة آليات العدالة الجنائية وتحديثها، وتعزيز وتقوية آليات مكافحة الجريمة، وتعزيز حماية الضحايا، وإرساء مقاربة جديدة لعدالة الأحداث. وكشف الخلفي عن أبرز المستجدات التي جاء بها القانون، ومنها اعتماد التسجيل المسموع والمرئي أثناء استجواب المشتبه بهم في ارتكاب الجنايات أو الجنح، والنص على حضور المحامي أثناء الاستماع للمشتبه بهم، ومنح حق الاتصال بالمحامي منذ الساعة الأولى لإيقاف المتهمين، دون اشتراط الحصول على إذن من النيابة العامة، مشيراً إلى أن القانون تضمن عدداً من الإجراءات للوقاية من التعذيب.
وفي موضوع منفصل، يبدأ سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، رفقة عدد من الوزراء، غداً السبت، زيارة إلى الأقاليم الجنوبية الصحراوية، لتتبع تنفيذ مشروعات التنمية بالمنطقة.
وأوضح العثماني خلال اجتماع الحكومة أمس، أن هذه أول زيارة جهوية للحكومة لجهات الأقاليم الجنوبية للمملكة، داعياً جميع القطاعات الحكومية والإدارات إلى التعبئة، ليس لإنجاح هذه الزيارة فحسب؛ بل لإنجاح جميع الأوراش التنموية المستقبلية في جهة الداخلية وادي الذهب، وباقي جهات المملكة.
وذكر العثماني أن زيارات فريق حكومي مهم إلى الجهات، التي انطلقت منذ عامين، تهدف إلى دعم الجهوية المتقدمة، وتجسيد سياسة القرب والإنصات، عبر التواصل مع المنتخبين ورؤساء الجماعات (البلديات) على مستوى الجهة، من أجل التعرف على المشكلات التي تواجهها الجهة، وكيفية سير ورش تنزيل الجهوية المتقدمة، وكذا تقدم المشروعات على المستوى الجهوي.
وأكد العثماني أن الزيارات الجهوية السبع السابقة حققت نجاحاً مهماً، وساهمت في تسريع عدد من المشروعات بالجهات التي تمت زيارتها، ومكنت الحكومة بالتشاور والتعاون مع القطاعات المعنية من معرفة واقع التنمية والتطور بالجهة المعنية بالزيارة، واقتراح الإجراءات الكفيلة بتسريع التنمية بتلك الجهة.
وأوضح العثماني أن حكومته أرست آلية لتتبع نتائج الزيارات الجهوية، ومتابعة مشروعاتها، مذكراً بأهمية التواصل المباشر بين الوزراء والمنتخبين، حتى يتسنى لكل منهما أن يعرض رأيه ومقترحاته وملاحظاته وتصوراته، سواء تعلق الأمر بالمشروعات المطروحة، أو الصعوبات الموجودة وسبل معالجتها وتجاوزها.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.