كوريا الجنوبية معنية بالقبة الحديدية ونتنياهو يوافق على استثناء بضائع المستوطنات من التبادل التجاري

TT

كوريا الجنوبية معنية بالقبة الحديدية ونتنياهو يوافق على استثناء بضائع المستوطنات من التبادل التجاري

قررت حكومتا إسرائيل وكوريا الجنوبية استئناف المفاوضات المنقطعة بينهما منذ سنة 2013 لشراء منظومة «القبة الحديدية» الإسرائيلية وتوسيع نطاق التبادل التجاري بشكل واسع. وقد أتيح هذا الاتفاق، بعد أن تنازلت إسرائيل عن موقفها السابق ووافقت على ألا تبيع لكوريا بضائع المستوطنات. وقد تم الاتفاق على ذلك خلال لقاء أجراه الرئيس الإسرائيلي، رؤوفيين ريفلين، في العاصمة سيول، أمس الثلاثاء، مع نظيره الكوري، مون جيه - إن. وسيتم التوقيع على برنامج عملي له خلال الزيارة التي سيقوم بها إلى كوريا الجنوبية، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في نهاية الشهر الجاري.
وأفاد مسؤول إسرائيلي يرافق ريفلين في كوريا الجنوبية، بأن أجواء جديدة تسود العلاقات بين البلدين لم يشهداها منذ ست سنوات. وقد عقدت جلسة برئاسة كبار قادة الصناعة والتجارة من كلا البلدين، وتم توقيع مذكرة التفاهم في مجالات التجارة. وفي أعقاب الزيارة، تمت إعادة مناقشة صفقة بيع منظومة «القبة الحديدية» إلى سيول.
المعروف أن هذه الصفقة كانت قد بحثت بين الطرفين في سنة 2012 و2013. وتقرر في حينه أن تشتري إسرائيل من كوريا الجنوبية طائرات تدريب حديثة وسفنا قتالية سريعة، وبالمقابل تشتري كوريا منظومة «القبة الحديدية»، المضادة للصواريخ. ولكن حكومة نتنياهو توصلت إلى اتفاق على شراء طائرات تدريب من إيطاليا في حينه، واتفاق شراء سفن قتالية سريعة من ألمانيا ونكثت العهد مع سيؤول، وردت هذه بإلغاء خطتها لشراء بطاريات «القبة الحديدية». لكن العلاقات التجارية بين البلدين لم تتأثر بإلغاء هذه الصفقة، وبلغت قيمتها ملياري دولار في السنة، وأصبحت كوريا الجنوبية تسيطر على 15 في المائة من سوق السيارات في إسرائيل و20 في المائة من سوق الهواتف النقالة. وحسب مصادر في تل أبيب، فإن الأجواء تتيح العودة إلى الصفقات الكبيرة خصوصا في المجال العسكري. وقد أتيح ذلك بشكل خاص في أعقاب قبول نتنياهو الشرط الكوري لتطوير التعاون التجاري، وهو استثناء البضائع المنتجة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أي مستوطنات القدس الشرقية والضفة الغربية، وكذلك الجولان السوري المحتل، من الاتفاق التجاري.
وسيزور نتنياهو في نهاية الشهر كلا من كوريا الجنوبية واليابان لتوقيع اتفاقيات تجارية جديدة في شتى المجالات المدنية والعسكرية: «التي ستدخل مليارات الدولارات إلى خزينة الدولة وتؤدي إلى تخفيض أسعار السيارات والأجهزة الإلكترونية الكورية واليابانية التي تباع لإسرائيل»، حسب مكتب نتنياهو.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».