عشرات القتلى والجرحى بهجوم لـ«الشباب» استهدف فندقاً جنوب الصومال

الاعتداء كان خلال اجتماع لشيوخ قبائل ونواب... واستمر 11 ساعة

آثار الخراب والدمار على واجهة فندق في مدينة كسمايو الساحلية بجنوب الصومال عقب انتهاء الهجوم الإرهابي لحركة الشباب أمس (أ.ف.ب)
آثار الخراب والدمار على واجهة فندق في مدينة كسمايو الساحلية بجنوب الصومال عقب انتهاء الهجوم الإرهابي لحركة الشباب أمس (أ.ف.ب)
TT

عشرات القتلى والجرحى بهجوم لـ«الشباب» استهدف فندقاً جنوب الصومال

آثار الخراب والدمار على واجهة فندق في مدينة كسمايو الساحلية بجنوب الصومال عقب انتهاء الهجوم الإرهابي لحركة الشباب أمس (أ.ف.ب)
آثار الخراب والدمار على واجهة فندق في مدينة كسمايو الساحلية بجنوب الصومال عقب انتهاء الهجوم الإرهابي لحركة الشباب أمس (أ.ف.ب)

قال رئيس ولاية جوبا لاند أحمد محمد مادوبي أمس السبت إن متطرفين مسلحين قتلوا 26 شخصا، بينهم مواطنون من كينيا والولايات المتحدة وتنزانيا إلى جانب بريطاني، خلال اقتحام فندق في مدينة كسمايو الساحلية بجنوب الصومال، في أعنف هجوم تشهده المدينة منذ طرد مسلحي «حركة الشباب» منها في عام 2012». وقالت الشرطة إن سيارة ملغومة انفجرت عند الفندق حيث كان شيوخ قبائل ونواب مجتمعين مساء أول من أمس، ثم اقتحم ثلاثة مسلحين المكان».
وقال الرائد في الشرطة محمد عبدي لـ«رويترز» إن قوات الأمن استغرقت 11 ساعة لإنهاء الاعتداء الإرهابي». وذكر مادوبي في بيان أن مرشحا رئاسيا في الانتخابات المحلية التي تجرى في أغسطس (آب) لقي حتفه أيضا في الهجوم. ووردت أنباء عن مقتل صحافيين اثنين على الأقل وموظف في وكالة تابعة للأمم المتحدة أيضا». وأشار مادوبي إلى أنه من بين القتلى أميركيان اثنان وبريطاني، وكندية من أصل صومالي، و3 كينيين، وتنزانيان، كما أنه من بين المصابين صينيان اثنان».
وأضاف رئيس الولاية بأن التحقيقات جارية للوقوف على حيثيات الهجوم والجهات المشاركة فيه». في غضون ذلك، أعلنت حركة «الشباب» الصومالية المتشددة المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، والتي تحاول الإطاحة بالحكومة الضعيفة المدعومة من الأمم المتحدة، مسؤوليتها عن الهجوم». وأوضح مادوبي رئيس جوبا لاند أن من بين القتلى ثلاثة كينيين وبريطانيا وأميركيين وثلاثة تنزانيين». وقال «كان مرشح رئاسي لجوبا لاند اسمه شورية من بين القتلى أيضا. هاجم أربعة مسلحين الفندق. أحدهم كان الانتحاري الذي فجر السيارة الملغومة، وقتل اثنان بالرصاص واعتقلت قوات أمن جوبا لاند أحدهم حيا». وأضاف أن 56 شخصا أصيبوا في الهجوم بينهم صينيان». وقالت الشرطة في وقت سابق إن جميع المهاجمين قتلوا». وأكد جاست أو حرسي وزير التخطيط في جوبا لاند على «تويتر» مقتل عدد من الصوماليين البارزين».
وكتب في تغريدة «نقر بأن فؤادنا انفطر لمقتلهم المفاجئ بهذا العنف. لكن تأكدوا أننا غاضبون بشدة بسبب ذلك».
وذكر مكتب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في الصومال على «تويتر» أن أحد موظفيها المحليين، ويدعى عبد الفتاح محمد، كان بين القتلى».
وقال المسؤول الأمني المحلي عبد الوالي محمد لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قوات الأمن تسيطر الآن (على الفندق) وقتلت آخر إرهابي». وتحدث عن وجود «جرحى وجثث قتلى مبعثرة في الفندق لكن ليس لدينا حصيلة دقيقة. حتى الآن أكدنا سقوط 12 قتيلا وأكثر من ثلاثين جريحا». وبدأ الهجوم مساء الجمعة عندما انفجرت آلية مفخخة عند مدخل فندق «المدينة» المزدحم في وسط كسمايو، حسبما ذكرت مصادر أمنية. واقتحم مسلحون بعد ذلك الفندق وتواجهوا مع قوات الأمن في داخله. واتبعت حركة الشباب التي تبنت الهجوم خطة تلجأ إليها عادة في هجماتها في العاصمة مقديشو. وقال محمد «نعتقد أن أربعة رجال مسلحين شاركوا في الهجوم وحصيلة الضحايا يمكن أن ترتفع». وذكر شهود عيان أن الفندق دمر إلى حد كبير في الانفجار والرصاص. وقال أحدهم إن «المبنى مدمر بالكامل. هناك جثث قتلى وكذلك جرحى تم انتشالهم في الداخل وقوات الأمن تطوق المنطقة». وأضاف أن «المهاجمين كانوا يرتدون بزات للشرطة الصومالية وحاليا نقوم بنقل جثثهم إلى خارج الفندق». وقالت مصادر محلية عديدة إن الفندق كان يضم عددا من رجال الأعمال والسياسيين الذين حضروا إلى المدينة للإعداد للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في منطقة جوبالاند التي تتمتع بشبه استقلال، في نهاية أغسطس المقبل.
وقالت منظمة سادو، وهي منظمة محلية غير حكومية، على «تويتر» أيضا إن مديرها التنفيذي عبد الله عيسى عبد الله قتل في الهجوم». وأكد تجمع للصحافيين أول من أمس مقتل الصحافية هودان نالييه التي تحمل الجنسيتين الصومالية والكندية ومؤسسة قناة (إنتجريشن تي.في) ومقتل محمد سهل عمر مراسل قناة (إس.بي.سي تي.في) في كسمايو». وقال رئيس جوبا لاند إن جامع فريد زوج نالييه قتل أيضا». وقال محمد إبراهيم معلمو الأمين العام لنقابة الصحافيين في بيان منفصل «نشعر بالحزن والغضب على الأرواح التي فقدناها وندين بأشد العبارات هذه المذبحة المروعة». وطُردت حركة الشباب من العاصمة مقديشو في 2011 وفقدت السيطرة على معظم معاقلها الأخرى بعد ذلك».
كما أخرجت قوات كينية، كانت تدعم ميليشيا محلية بقيادة محمد، الحركة من مدينة كسمايو في 2012. وكان ميناء المدينة مصدرا أساسيا لدخلها من خلال جباية الضرائب وتصدير الفحم والرسوم على الأسلحة وغيرها من الواردات غير المشروعة». وقال الرائد محمد عبدي من كسمايو: «وقع انفجار في فندق يقع في قلب كسمايو وأعقبه إطلاق أعيرة نارية. كان شيوخ قبائل ونواب يعقدون اجتماعا هناك». فيما أقر المتحدث باسم العمليات العسكرية لحركة الشباب، عبد العزيز أبو مصعب، بمسؤولية الحركة عن الهجوم الانتحاري». وكسمايو هي العاصمة التجارية لولاية جوبا لاند وهي منطقة تقع في جنوب الصومال ولا تزال حركة الشباب تسيطر على جزء منها».
لكن حركة الشباب ما زالت تشكل تهديدا أمنيا خطيرا مع تنفيذ مسلحيها تفجيرات في الصومال وكينيا المجاورة التي تشارك في قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام التي تساعد في الدفاع عن الحكومة الصومالية». ومن المقرر تنظيم انتخابات برلمانية في الصومال هذا الشهر وانتخابات رئاسية الشهر المقبل. لكن العلاقات بين الحكومة المركزية والولايات الاتحادية تشهد توترا في بعض الأحيان بسبب نزاعات على السلطة والموارد.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.