مبيعات التجزئة البريطانية تسجل أسوأ نتائج شهرية على الإطلاق

المستهلكون يتحوطون لـ«بريكست» صعب

تراجعت مبيعات التجزئة البريطانية بشكل قياسي في ظل مخاوف {بريكست} من دون اتفاق (رويترز)
تراجعت مبيعات التجزئة البريطانية بشكل قياسي في ظل مخاوف {بريكست} من دون اتفاق (رويترز)
TT

مبيعات التجزئة البريطانية تسجل أسوأ نتائج شهرية على الإطلاق

تراجعت مبيعات التجزئة البريطانية بشكل قياسي في ظل مخاوف {بريكست} من دون اتفاق (رويترز)
تراجعت مبيعات التجزئة البريطانية بشكل قياسي في ظل مخاوف {بريكست} من دون اتفاق (رويترز)

أظهر مسح الثلاثاء أن مبيعات التجزئة البريطانية سجلت أبطأ وتيرة نمو لها على الإطلاق على مدار 12 شهرا، إذ تضغط مخاوف تتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على المستهلكين.
وقال اتحاد التجزئة البريطاني إن متوسط معدل نمو المبيعات تراجع إلى 0.6 في المائة في الاثني عشر شهرا المنتهية في يونيو (حزيران) الماضي، وهي أقل زيادة منذ أن بدأ الاتحاد تسجيل البيانات في عام 1995.
وتراجع متوسط مبيعات السلع غير الغذائية خلال الشهور الثلاثة الماضية بعد تثبيت المتغيرات الموسمية بنسبة 4.1 في المائة، في حين زادت مبيعات السلع الغذائية بنسبة 2.4 في المائة خلال الفترة نفسها.
وقالت الرئيسة التنفيذية للاتحاد هيلين ديكنسون «بشكل عام، الصورة قاتمة: لم يترجم رفع الأجور الحقيقية إلى إنفاق أعلى؛ إذ دفعت الضبابية الحالية حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المستهلكين إلى تأجيل مشتريات غير ضرورية».
وأضافت ديكسون أنه «لا يمكن مقارنة مبيعات يونيو بالشهر نفسه من العام الماضي الذي شهد طقسا حارا وبطولة كأس العالم لكرة القدم؛ لذلك كانت مبيعات يونيو الماضي الأسوأ بالنسبة لهذا الشهر على الإطلاق».
وفي الأسبوع الماضي، خلصت مسوح لشركات بريطانية إلى أن الاقتصاد انكمش بين أبريل (نيسان) ويونيو، وحذر محافظ بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) مارك كارني من مخاطر متنامية من الخروج دون اتفاق والتوترات التجارية العالمية.
وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، أشار كثير من تجار التجزئة في بريطانيا إلى ظروف صعبة. وسجلت المبيعات الأساسية لمجموعة متاجر «سينسبري» تراجعا للربع الثالث على التوالي، ووصفت منافستها «آسدا» بيئة العمل بأنها «عاصفة كاملة». وقالت «بووتس» المتخصصة في مبيعات التجزئة لمنتجات صحية إن بريطانيا قد تكون متجهة نحو ركود.
ومع صدور التقرير، انخفض سعر الجنيه الإسترليني إلى مستوى متدن جديد هو الأقل في ستة أشهر عند 1.2480 دولار، وهو أدنى مستوى منذ الثالث من يناير (كانون الثاني) الماضي عندما بلغ الإسترليني 1.2409 دولار.
ورغم أن ذلك قد يكون بسبب ارتفاع الدولار أمام سلة العملات ومن بينها الإسترليني، بصورة مباشرة، فإن محللين أكدوا لصحيفة «فاينانشيال تايمز» أن هبوط الإسترليني لما دون مستوى 1.25 دولار، يعني أنه يمكن أن يتجه لمزيد من الانخفاض، متوقعين وصوله إلى 1.20 دولار، في ظل المؤشرات الاقتصادية الحالية التي لا تبشر بأي صعود محتمل على المدى القريب.
وتتناغم نتائج مسح تجارة التجزئة مع تقرير آخر صدر مطلع الأسبوع، أوضح أن القائمين على متاجر التجزئة البريطانية يشعرون بالقلق من إلحاق أضرار بموسم التسوق الأكثر ازدحاما في السنة في حالة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) من دون اتفاق في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، رغم أن نحو نصف عام يفصلهم عن عيد الميلاد (الكريسماس).
وتملأ شركات مثل «سينسبري» و«تيسكو»، أكبر محلات البقالة في بريطانيا، مستودعاتها بالألعاب وأجهزة التلفاز وغيرها من أدوات الأعياد في أشهر الخريف، وقد يعوق أي اضطراب حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الشحنات ويضر بالمبيعات، حسبما ذكرت وكالة أنباء «بلومبرغ».
وقال مايك كوب رئيس مجلس إدارة سينسبري: «لا يمكن اختيار موعد أسوأ من هذا»، مشيرا إلى أن الشركة تزود سلاسل بالإمداد في أواخر أكتوبر استعدادا لعيد القديسين «الهالوين» والجمعة البيضاء والكريسماس. وأضاف أن «خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بصورة مضطربة من شأنه أن يمثل خطورة كبيرة على أعمالنا، ويمكن أن يعطل احتفال المواطنين بعيد الميلاد».
والاصطدام باستعدادات العطلات ليس سوى إحدى الطرق التي يهدد بها الخروج من التكتل في نهاية شهر أكتوبر، ويتسبب في المزيد من الاضطرابات بمستوى أكثر من التي كان سيجلبها الموعد النهائي الأصلي في مارس (آذار) الماضي.
وقال كوب إن مرشحي حزب المحافظين المتنافسين على منصب رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون وجيريمي هانت، يدعمان السعي إلى الخروج من دون اتفاق إذا لم تستطع المملكة المتحدة التوصل إلى اتفاقية خروج محسنة.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.