مصر تبدأ التشغيل التجريبي لمطار العاصمة الجديدة

مطار العاصمة الإدارية الجديدة (فيسبوك)
مطار العاصمة الإدارية الجديدة (فيسبوك)
TT

مصر تبدأ التشغيل التجريبي لمطار العاصمة الجديدة

مطار العاصمة الإدارية الجديدة (فيسبوك)
مطار العاصمة الإدارية الجديدة (فيسبوك)

شهد وزيرا الطيران المدني والسياحة المصريان؛ الفريق يونس المصري ورانيا المشاط، صباح اليوم (الثلاثاء)، التشغيل التجريبي لمطار العاصمة الدولي، بهبوط أول رحلة طيران داخلية لشركة مصر للطيران للخطوط الداخلية والإقليمية (إكسبرس).
وقالت وزارة الطيران المدني، في بيان إعلامي أصدرته اليوم، إن مطار العاصمة يعد واحداً من أهم المطارات المصرية الجديدة، وسيسهم في دعم مسيرة التنمية بشكل كبير ليكون بوابة للعبور نحو المستقبل.
وقال وزير الطيران المدني، وفق البيان، إن مطار العاصمة الإدارية سيسهم في تحقيق نقلة تنموية شاملة في المنطقة، حيث إنه متصل بمشروع محور تنمية قناة السويس ومنطقة العين السخنة الصناعية التي تضم الموانئ البحرية المهمة التي تعد ملتقى للتجارة العالمية وقلعة للصناعة والاستثمار ومقصداً سياحياً مهماً في الفترة المقبلة. وأضاف أنه من المقرر أن يستقبل المطار قريباً عدداً من الرحلات الجوية، حيث إن هناك اتجاهاً لتخفيف الضغط الحالي على مطار القاهرة الدولي عبر مطار العاصمة، نظراً لقربه من شمال وشرق القاهرة ويخدم المحافظات المختلفة ومدن شرق القاهرة. وأشار إلى أنه تم إعداد المطار جيداً بكل الوسائل الحديثة والمتطورة ليستقبل جميع أحجام الطائرات في الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن التشغيل التجريبي للمطار يسمح باختبار المرافق الحيوية بطريقة آمنة ومدروسة، حيث يتم التركيز على اختبار كل الأنظمة التشغيلية، وتحديد المشكلات الفنية ومعالجتها قبل التشغيل الكامل للمطار.
من جانبها، أشادت رانيا المشاط وزيرة السياحة بخطوة تشغيل مطار العاصمة الإدارية لموقعه المتميز الذي سيسهم في تنشيط الحركة السياحية الوافدة إلى مصر بمنطقة العين السخنة ومشروع هضبة الجلالة السياحي العالمي. وأضافت أن هذه المطارات الجديدة، خصوصاً مطاري سفنكس والعاصمة، تسهم في تنشيط حركة السياحة الثقافية وزيارة الأماكن الأثرية وربطها بسياحة الشواطئ، ومن المتوقع تسيير كثير من الرحلات الدولية والداخلية، خصوصاً مع افتتاح المتحف الكبير.
يذكر أن مطار العاصمة يبعد نحو 30 كيلومتراً شرق مطار القاهرة الدولي ويربط مطار العاصمة بين طريق «القاهرة - السويس» عن طريق تقاطع حر، ليحقق الدخول والخروج للمطار بتقاطعات حرة آمنة والحد من الزحام المروري أثناء الدخول أو الخروج من المطار.
وتبلغ مساحة المطار 16 كيلومتراً مربعاً ويحتوي على مبنى رئيسي أقيم على مساحة 5 آلاف متر مربع ويضم مبنى للركاب يتكون من صالة للوصول وصالة مغادرة وصالة لكبار الزوار.
ويسع المطار 300 راكب في الساعة ومنطقة الجوازات والجمارك ومنطقة المطاعم والأسواق الحرة ويحتوي على 8 مواقف تسع 400 سيارة و20 حافلة ويضم 45 مبنى خدمياً وإدارياً ومحطات تنقية وتحلية المياه ومحطة معالجة الصرف الصحي باستخدام المياه في الزراعة.
ويحتوي المطار على برج مراقبة جوي بطول 50 متراً وممر بطول 3650 متراً وعرض 60 متراً مجهز بمنظومة إنارة ممرات للاستخدام الليلي وأنظمة الهبوط الآلي (ILS)، بالإضافة إلى أكتاف الممر التي تصل إلى 15 متراً من الجانبين ويسع لاستقبال الطائرات من الطراز الكبير.
وصمم المطار وفقاً لأعلى المواصفات العالمية ومجهز بأحدث الأنظمة الحديثة لتأمين وإدارة المطارات، حيث يوجد به أحدث أنظمة مراقبة بالكاميرات ترصد أدق التفاصيل، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة الحرارية وأنظمة كشف الحقائب بـ«إكس راي» وأنظمة الإنذار الآلي ضد الحريق ومنظومة للتعامل مع السيول، بالإضافة إلى أنه تم تصميم المطار وفقاً لمنظومة تسمح بتطويره وتوسعته في المستقبل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».