مادورو «متفائل» بعد استئناف الحوار مع المعارضة الفنزويلية

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
TT

مادورو «متفائل» بعد استئناف الحوار مع المعارضة الفنزويلية

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)

عبر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس (الاثنين) عن «تفاؤل» بعد استئناف الحوار في جزيرة باربادوس بين ممثلين عن حكومته وآخرين عن المعارضة، بهدف محاولة إيجاد حل للأزمة السياسية التي تهز البلاد منذ أشهر.
وأعلن مادورو في تصريح بثه تلفزيون «في تي في»: «أنا متفائل جداً»، مضيفا أن المفاوضين اجتمعوا «لخمس ساعات وأرى أنه تدريجياً ومع التحلي بالصبر الاستراتيجي، سوف نفتح الطريق نحو السلام».
وأكد مادورو أنه تلقى تقارير «واعدة» من مفاوضه الرئيسي وزير الإعلام خورخي رودريغيز. وأضاف الرئيس الفنزويلي أنه تمت مناقشة برنامج من ست نقاط يضم «رؤية شاملة لكل البلاد»، بدون أن يقدم تفاصيل إضافية. وتابع: «إذا عملنا بنوايا حسنة وبدون تدخل أجنبي أنا واثق أننا سنتوصل إلى اتفاقات».
ووصل وفد مادورو ووفد المعارض خوان غوايدو الذي اعترفت به 50 دولة رئيساً موقتاً لفنزويلا إلى جزيرة باربادوس الكاريبية يوم أمس.
وتلك هي الجولة الثالثة من المفاوضات منذ مطلع مايو (أيار)، تلي اجتماعين نظما في أوسلو لم يؤديا إلى نتائج ملموسة.
وأكد الرجل الثاني في الحكومة الفنزويلية ديوسدادو كابيو أن الحكومة أرسلت وفد أوسلو نفسه إلى الجولة الثالثة من المحادثات، يترأسه وزير الإعلام خورخي رودريغيز ووزير الخارجية خورخي أريازا.
وقال كابيو: «نحن ندعم تماماً مبادرة الحوار».
وأرسلت المعارضة بدورها وفد النرويج نفسه إلى محادثات باربادوس، الذي يضم خصوصاً النائب ستالين غونزاليس والنائب السابق جيراردو بليديه والوزير السابق فرناندو مارتينيز موتولا، وفق ما أكدت المعارضة لوكالة الصحافة الفرنسية.
واستبعد خوان غوايدو الأسبوع الماضي إجراء محادثات جديدة بعد وفاة النقيب رافاييل أكوستا أريفالو «تحت التعذيب» في السجن.
وكان الضابط متهما بالمشاركة في «محاولة انقلاب» ضد نظام مادورو. لكن مادورو من جهته أكد أكثر من مرة أن الحوار مع المعارضة «سيتواصل».
وأوضح غوايدو الذي يحاول الإطاحة بمادورو منذ يناير (كانون الثاني)، الأحد أن الهدف من المفاوضات هو «الخروج من الديكتاتورية».
ورفض جزء من المعارضة هذه المحادثات، معتبرا أنها تعطي «حياة» لحكومة الرئيس الفنزويلي.
من جهته، قال نائب المعارضة إنريكيه ماركيز إن «حلاً من خلال العنف... يمكن أن يقضي على أي استقرار في الحكم ولو كان بقيادة حكومة جديدة».
بموازاة ذلك، التقى غوايدو أمس المستشار الخاص بفنزويلا في الاتحاد الأوروبي الأوروغوياني إنريكيه إيغليسياس. واستقبل بعد ذلك نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز المستشار الخاص، وأعلنت في تغريدة: «إيغليسياس يؤكد التزامه في عملية الحوار».
وتعيش فنزويلا بالإضافة إلى الأزمة السياسية، أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخ هذا البلد الذي يملك أكبر احتياطي للنفط في العالم.
ويتوقع أن يصل التضخم إلى عشرة ملايين في المائة عام 2019. وفق صندوق النقد الدولي.
وتضاعف النقص في الأدوية والوقود، بالاضافة الى ان ربع السكان بحاجة لمساعدة إنسانية عاجلة بحسب الأمم المتحدة.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.