هجوم بصاروخ باليستي على منزل محافظ مأرب

تزامناً مع تطورات حملة أمنية لملاحقة مطلوبين قضائياً في المدينة

TT

هجوم بصاروخ باليستي على منزل محافظ مأرب

أقدمت الميليشيات الحوثية الموالية لإيران على استهداف منزل محافظ مأرب سلطان العرادة، أمس، بصاروخ باليستي، وفق ما أفادت به مصادر يمنية رسمية، بالتزامن مع انتهاء حملة أمنية لاحقت مطلوبين قضائياً يعتقد أنهم على صلة بخلايا الميليشيات الحوثية في المحافظة المحررة.
وذكرت المصادر اليمنية الرسمية أن الصاروخ الحوثي استهدف منزل المحافظ وسط حي مكتظ بالسكان في منطقة كرى بمديرية الوادي، وهو ما تسبب في أضرار مادية بالغة ولم يسفر عن خسائر بشرية.
ونقلت وكالة «سبأ» عن مصدر أمني حكومي قوله إن «هذا الاستهداف يأتي في إطار مواصلة الميليشيات الحوثية استهداف المدنيين الآمنين في محافظة مأرب بالصواريخ الباليستية والمقذوفات الأخرى والتي راح ضحيتها العشرات من المدنيين الآمنين بينهم أطفال ونساء». وأشار المصدر إلى أن «أغلب الصواريخ والمقذوفات التي أطلقتها الميليشيات الحوثية على محافظة مأرب تصدت لها منظومة الدفاع الجوي التابعة للتحالف الداعم للشرعية». وندد رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك بالهجوم الحوثي الإرهابي، خلال اتصاله، أمس، بالمحافظ العرادة، ووصف ما جرى بأنه «تكامل للأدوار بين الميليشيات الحوثية والعناصر التخريبية». وذكرت المصادر الرسمية أن «رئيس الحكومة اطلع خلال الاتصال على سير الأوضاع في المحافظة وجهود قيادة السلطة المحلية في الحفاظ على دعائم الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمواطنين وردع العناصر الخارجة على القانون». وأكد رئيس الوزراء اليمني دعم الحكومة الكامل لهذه الجهود «لفرض سيادة القانون وبسط الأمن وتفويت الفرصة على أي عناصر إرهابية أو تخريبية تريد النيل من الاستقرار الذي تحققه محافظة مأرب». وشدد رئيس الحكومة على أن «تكامل الأدوار بين العناصر التخريبية وميليشيات الإرهاب الحوثية لن يثني الدولة والحكومة والسلطة المحلية في مأرب عن القيام بدورها في استكمال إنهاء الانقلاب واستئصال شأفة الإرهاب»، بحسب تعبيره. وحض على «المزيد من التحلي باليقظة الأمنية ومضاعفة الجهود في شتى المجالات»، فيما نقلت المصادر الرسمية عن المحافظ العرادة تأكيده على أن «الأجهزة الأمنية تقوم بواجبها الوطني ولن تتوانى في ضبط الأمن والاستقرار وردع أي أعمال تخريبية تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار».
إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية يمنية أن الهدوء عاد أمس إلى مأرب بعد معارك مع خارجين على القانون. وكانت قوات أمنية شنت حملة في منطقة المنين لملاحقة مطلوبين قضائياً، قُتل خلالها أول من أمس ضابط في الشرطة، قبل أن تتمكن القوات من حسم الموقف أمس.
وسقط خلال المعارك عدد من المطلوبين بين جريح وقتيل، في حين سيطرت قوات الأمن على الموقف عسكرياً، وتمركزت في بعض المواقع التي كانت تتحصن فيها العناصر التخريبية. وأوضحت المصادر أنه تم إلقاء القبض على خمسة من المطلوبين أثناء محاولتهم الفرار من المدينة. وكان مصدر في اللجنة الأمنية بمحافظة مأرب أفاد بأن النيابة العامة أصدرت أوامر لشرطة المحافظة بالإحضار القهري لكل من حسين صالح الباروت الأمير، وناجي صالح الباروت الأمير، وسعيد حمد الباروت الأمير، وآخرين.
وأوضح المصدر أن «المتهمين كانوا يقومون بأعمال تخريبية وإقلاق الأمن والسكينة العامة والتقطعات والقتل للمواطنين وآخرها الاعتداء الاثنين الماضي على عناصر إحدى دوريات المراقبة الأمنية على جانب الطريق في منطقة مفرق السد ما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة آخرين». وكشف المصدر في تصريح رسمي عن أن «الحملة الأمنية طوقت المنطقة، ومن ثم تدخلت الوساطات لتسليم المطلوبين أنفسهم، لتتفاجأ الحملة صباح الأربعاء بقيام المطلوبين والعناصر التابعة لهم بتفجير الموقف وإطلاق النار من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والاشتباك مع أفراد الحملة، ما أسفر عن مقتل نائب مدير شرطة مدينة مأرب المقدم مجاهد مبخوت الشريف وإصابة 3 آخرين».
وأكد المصدر أن «الحملة احتوت الموقف وتستكمل حالياً ملاحقة العناصر المطلوبة، والمسلحين التابعين لهم الذين يستغلون حرص رجال الأمن على سلامة المدنيين الذين يتمترس بهم الخارجون على القانون». وقال إن «الحملة الأمنية ستستمر لتحقيق الأمن والقبض على المطلوبين، ولن تتهاون مع كل من تسول له نفسه المساس بالأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.