لم تتوقف الميليشيات الحوثية منذ تصفيتها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والتنكيل بأقاربه وحزبه عن تحويل إرثه المادي إلى أدوات فاعلة من أجل دعم المجهود الحربي والإنفاق على الميليشيات واستقطاب المجندين الجدد.
وفي هذا السياق أفادت مصادر حزبية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» بأن قيادات الجماعة الحوثية في صنعاء حولت جامع الصالح الذي بدلت اسمه إلى جامع الشعب في ميدان السبعين إلى ثكنة لاستقطاب المجندين الجدد من طلبة المدارس، وتحويل المرافق التابعة للجامع إلى أماكن إيواء للطلبة ومدرسيهم الطائفيين.
وذكرت المصادر أن زعيم الميليشيات الحوثية كلف القيادي في الجماعة والمشرف العام على صنعاء خالد المداني لتولي الإشراف على عملية الاستقطاب والتجنيد التي تتم في الجامع وفي غيره من مساجد صنعاء، وتولي رئاسة ما أطلق عليه اللجنة التنفيذية للمراكز الصيفية.
وزعمت المصادر الرسمية التابعة للميليشيات أن المداني ومعه القيادي حمود عباد المعين أمينا للعاصمة من قبل الجماعة إضافة إلى وزير إعلامها ضيف الله شامي، قاموا بتفقد الأداء الطائفي في المركز الذي أقامته في جامع الصالح، باعتباره المركز النموذجي الأول في صنعاء ضمن أكثر من 20 مخيما طائفيا في المدينة يديرها قادة الجماعة في الشاب والرياضة والإعلام والأوقاف.
وكانت الميليشيات الحوثية غيرت اسم الجامع إلى جامع الشعب، وغيرت اسم جمعية الصالح للتنمية إلى جمعية الشعب قبل أن تضع يدها على كافة أصولها وحساباتها واستثماراتها في البنوك والمصارف وهي بحسب مراقبين تقدر بمليارات الريالات، ومن ثم قيامها بتعيين القيادي الحوثي عبد الله الكبسي رئيسا للجمعية ورئيسا للهيئة العامة للمسجد ومرافقه.
وبحسب مصادر في حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء، تمكن القيادي الحوثي من تحويل جامع صالح وجمعيته إلى أداة للميليشيات وخدمة أجندتها في الاستقطاب الطائفي عبر تحويل المسجد إلى مقر يضم أكثر من 500 من طلبة المدارس في صنعاء لتلقي محاضرات زعيم الجماعة وحفظ الملازم الخمينية.
وكانت الجماعة بعد قتلها صالح في 4 ديسمبر (كانون الأول) 2017 استولت على كافة أمواله ومنازله ومنازل أقاربه ووضعت يدها على كافة ثروات أفراد العائلة وحساباتها البنكية في سياق عملية التنكيل به وبأتباعه.
ومنذ ذلك الحين أسهمت أموال جمعية الصالح في تجهيز عشرات القوافل الغذائية لمصلحة عناصر الميليشيات في جبهات القتال، كما قامت بتوزيع المساعدات لأقارب المقاتلين الحوثيين منذ مقتل الرئيس السابق.
وفي الوقت الذي ذكرت مصادر في صنعاء أن الميليشيات شرعت في هدم منزل صالح الذي قتل فيه في حي حدة المعروف بقصر الثنية، رجحت المصادر سعي الجماعة إلى إقامة مبان استثمارية لقادتها على أطلاله.
وإذ زعمت الميليشيات بعد استيلائها على منازل صالح وأقاربه في ذلك الوقت الحصول على ثروات ضخمة من الأموال وسبائك الذهب، أفادت مصادر في حزب «المؤتمر الشعبي» بأن الصراع بين قيادات الميليشيات على تلك المنهوبات دفع زعيم الجماعة إلى الاستئثار بها وتحويلها لمصلحة الجماعة وتحت إشراف قيادي كبير من المقربين منه في صعدة.
وعلى الرغم من بقاء عدد كبير من القيادات الحزبية الموالية لصالح في صنعاء تحت إمرة الحوثيين واستمرارهم في الشراكة الصورية مع الميليشيات، فإن ذلك لم يشفع لهم في عودة أموال الحزب المنهوبة أو منع الحوثيين من الاستمرار في تجريف إرث صالح وتحويله إلى أداة لمعاقبة اليمنيين.
إرث صالح يتحول إلى أداة تحشيد وتعبئة طائفية
الميليشيات استخدمت أموال جمعية خيرية في تجهيز قوافل غذاء لمقاتليها
إرث صالح يتحول إلى أداة تحشيد وتعبئة طائفية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة