المنتدى المغربي الدولي للإعلام يناقش مسألة الهوية وحرب الإشاعة

دعا إلى ربط جسور التواصل بين إعلاميي الداخل والخارج

جانب من أعمال المنتدى
جانب من أعمال المنتدى
TT

المنتدى المغربي الدولي للإعلام يناقش مسألة الهوية وحرب الإشاعة

جانب من أعمال المنتدى
جانب من أعمال المنتدى

ناقش الملتقى الأول للمنتدى المغربي الدولي للإعلام والاتصال، الذي انعقد أخيراً بمدينة طنجة (شمال المغرب)، عدداً من القضايا المرتبطة بالإعلاميين المغاربة، خصوصاً الذين عملوا أو يعملون في قنوات خارج البلاد.
ودعا المشاركون في المنتدى المنظَّم تحت شعار «المغرب... انتماء وتواصل» من طرف وزارة الثقافة والاتصال (الإعلام) بشراكة مع الجمعية المغربية للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية بمدينة طنجة، إلى ترسيخ الشراكة بين الفاعلين في الحقل الإعلامي من أجل إعلام داعم للمشاريع المهيكلة للسياسات العمومية.
وانتهى الملتقى بإصدار توصيات ركزت على تثمين تجارب الصحافيين المغاربة في الخارج وضرورة تطوير المبادرات الإعلامية وتكريس مبدأ الهوية الإعلامية والتشبث بثوابت الإعلام الواعي والشفاف والمهني والمسؤول.
وتدارس صحافيون منتمون إلى وسائل إعلامية مغربية وعربية أجنبية طوال يومين مواضيع تركزت على ثلاثة محاور أساسية: الهوية في مجال الإعلام، ومقارنة التجارب الإعلامية بين المغرب وباقي البلدان، ووسائل الإعلام الجديد وحرب الإشاعة.
وفي كلمة لوزير الثقافة والاتصال، تلاها نيابةً عنه الكاتب العام (وكيل) للوزارة مصطفى تايمي، قال إن الوزارة انكبّت على تعزيز التواصل المؤسساتي عن طريق تطوير قدرات الرصد الإخباري، ومضاعفة مبادرات التواصل المؤسساتي لتعزيز إشعاع صورة المغرب من خلال الانفتاح على مختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية للتعريف بالمشاريع الكبرى التي يعرفها المغرب في مختلف المجالات، مع العمل على حفظ الذاكرة الوثائقية والإعلامية الوطنية.
وأوضح الكاتب العام لوزارة الثقافة والاتصال أن هذه الأخيرة تربطها مجموعة من الاتفاقيات في مجال الاتصال المسموع والمرئي مع العديد من الدول والهيئات والمنظمات الدولية، من بينها منظمة «اليونيسكو»، مثل الاحتفال السنوي باليوم العالمي لحرية الصحافة، والاحتفال باليوم العالمي للحق في الوصول إلى المعلومة، وكذا التنظيم المشترك لمجموعة ورشات عمل حول الحوار بين ممثلي قطاع الإعلام والعدالة بخصوص الإطار التشريعي الجديد لوسائل الإعلام وحماية للصحافيين والمعايير الدولية المتّبعة لحرية التعبير.
وناقش اليوم الأول من المنتدى موضوع «الهوية وسؤال المهنية في الممارسة الإعلامية»، حيث ركز المتدخلون على ضرورة انخراط وسائل الإعلام الوطنية المختلفة في صناعة الهوية الوطنية وصياغة القيم والنهوض بمخرجاتها التثقيفية والهوياتية.
وأكد المتدخلون أن كلمة الهوية يتحدد مفهومها بصفة عامة باعتبارها مفهوماً مستمراً في الجغرافيا والتاريخ، غير أنها لا تستقر على حال دائم مثلها مثل باقي الصفات الإنسانية الأخرى، إذ قد تتغير بتغير الزمان والمكان فيصبح إنسان اليوم ليس هو إنسان الغد بعد سنوات.
وخلال الجلسة الأولى من اليوم الثاني للمنتدى، ناقش مجموعة من المهنيين المغاربة في مجال الصحافة والإعلام، موضوع «العمل الإعلامي الدولي... تجارب مهنية مقارنة»، ومن أبرز المنابر الدولية الحاضرة في شخص المهنيين المغاربة.
وتفاعل الحضور مع المنصة من خلال طرح أسئلة ترتبط بالمقارنة بين العمل الإعلامي الدولي وما يميزه عن الإعلام المغربي والصعوبات التي يواجهها الصحافي الذي يعمل بهذه المنابر.
وخُصصت الجلسة الثالثة لمناقشة موضوع «وسائل الإعلام الحديثة وحرب الإشاعة»، حيث أشار عادل الزبيري، مراسل قناة «العربية»، إلى أن حرب الإشاعة سببها الرئيسي هو ما يسمى الإعلام الجديد، المتمثل في وسائل الاتصال الاجتماعية والإعلام الإلكتروني، «الذي لا يحترم الشروط والقواعد المنظمة لمهنة الصحافة»، وفق تعبيره.
من جانبه، قال نبيل دريوش، رئيس تحرير قناة «مدى 1 تي في»، إن موضوع الإعلام الإلكتروني يجب عدم تجاهله أو التقليل من قيمته بقدر ما يجب التفكير في كيفية احتواء هذه الوسائل الإعلامية الحديثة والعمل على توفير مجال إعلامي مهني قوي ومتماسك يحترم شروط ممارسة المهنة ويتجنب السقوط في الإشاعة ونشر الأكاذيب داخل المجتمع.
إلى ذلك، عقّب متدخلون بأن الصحافة الإلكترونية ليست كلها تنشر الإشاعة، بل هناك العديد من المواقع المهنية التي تحترم شروط الممارسة الصحافية والإعلامية السليمة، وتخضع لقواعد وأخلاقيات مهنة الصحافة، معتبرين أن سبب نشر الإشاعة يرجع أساساً إلى الفجوة الرقمية التي تسمح لمن هبَّ ودبَّ بتنصيب نفسه صحافياً دون تكوين أو تدريب مسبق في المجال، خصوصاً على مستوى فضاء التواصل الاجتماعي.
وكرّم المنتدى أحد أعمدة الإعلام التلفزيوني المغربي، في شخص الصحافي سعيد الجديدي، مقدم النشرة الإخبارية بالإسبانية، وتخللته شهادات مؤثرة.
وفي كلمته أمام المنتدى، قال عبد الله البقالي، الأمين العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، إن الإعلام تواجهه تحديات كثيرة، وإن المجهودات يجب أن تستمر من أجل هيكلة جديدة لمجال الإعلام، سواء من حيث الهيكلة المؤسساتية، أو من حيث هيكلته على مستوى التكوين والتأطير.
وأشار نقيب الصحافيين المغاربة إلى أن الإعلام المغربي مطالَب بتطوير نفسه باستمرار، «من خلال فتح شرفاته بشكل دائم على ما يعرفه هذا القطاع من تطور على المستوى العالم»، مضيفاً أن «أي تأخر عن مواكبة قطار التطور سيربك حسابات الإعلام المتقوقع».
ونوه البقالي بأشغال الدورة الأولى من المنتدى المغربي الدولي للإعلام والاتصال، معتبراً أن هذه الدورة ستكون لبنة أولى من أجل لبنات مستقبلية ستتدارس مختلف القضايا القطاعية المتعلقة بانشغالات المهنيين داخل المغرب وخارجه.
من جهته، دعا أمين عام مجلس الجالية المغربية بالخارج عبد الله بوصوف، في كلمته أمام المنتدى، إلى ضرورة التخلي عن الأفكار النمطية تجاه الجالية المغربية بالخارج، والتعامل معها على أساس حب متبادل وليس مجرد حب موسمي ومن طرف واحد.
وقال بوصوف إن علاقة جزء من الصحافة والإعلام المغربي بالجالية المغربية المقيمة في الخارج هي، في الغالب، علاقة حب من طرف واحد، وأن ذلك لا يعكس حجم وقيمة وتأثير الجالية المغربية.
وكان المنتدى، الذي شهد مشاركة 15 صحافياً مغربياً ذا تجربة إعلامية دولية، وعشرات الصحافيين من مؤسسات إعلامية مغربية، مناسبة لتبادل الآراء والوقوف عند المسؤولية الأخلاقية والمهنية لكل ممارسة للمهنة في الداخل والخارج، حيث يطمح المنتدى إلى أن يشكّل منبراً لمغاربة الخارج والداخل، وفضاءً منفتحاً على العلاقات الخارجية والداخلية لنقل التجربة والخبرة العملية لممارسي مهنة الصحافة والإعلام.



«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
TT

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)

اخترق مؤشر ناسداك مستوى 20 ألف نقطة، يوم الأربعاء، حيث لم تظهر موجة صعود في أسهم التكنولوجيا أي علامات على التباطؤ، وسط آمال بتخفيف القيود التنظيمية في ظل رئاسة دونالد ترمب ومراهنات على نمو الأرباح المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الأرباع المقبلة. ارتفع المؤشر الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا 1.6 في المائة إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 20001.42 نقطة. وقد قفز بأكثر من 33 في المائة هذا العام متفوقاً على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي، ومؤشر داو جونز الصناعي، حيث أضافت شركات التكنولوجيا العملاقة، بما في ذلك «إنفيديا» و«مايكروسوفت» و«أبل»، مزيداً من الثقل إلى المؤشر بارتفاعها المستمر. وتشكل الشركات الثلاث حالياً نادي الثلاثة تريليونات دولار، حيث تتقدم الشركة المصنعة للآيفون بفارق ضئيل. وسجّل المؤشر 19 ألف نقطة للمرة الأولى في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما حقّق دونالد ترمب النصر في الانتخابات الرئاسية الأميركية، واكتسح حزبه الجمهوري مجلسي الكونغرس.

ومنذ ذلك الحين، حظيت الأسهم الأميركية بدعم من الآمال في أن سياسات ترمب بشأن التخفيضات الضريبية والتنظيم الأكثر مرونة قد تدعم شركات التكنولوجيا الكبرى، وأن التيسير النقدي من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبقي الاقتصاد الأميركي في حالة نشاط.