«الأصالة والمعاصرة» المغربي يشهر بطاقة حمراء في وجه المنشقين

أمينه العام أعلن عزمه على اللجوء إلى القضاء لوقف اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحزب لانتخاب قيادة بديلة

 حكيم بنشماش خلال مؤتمر صحافي
حكيم بنشماش خلال مؤتمر صحافي
TT

«الأصالة والمعاصرة» المغربي يشهر بطاقة حمراء في وجه المنشقين

 حكيم بنشماش خلال مؤتمر صحافي
حكيم بنشماش خلال مؤتمر صحافي

دخل الصراع الداخلي في حزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض مرحلة اللاعودة، مع إصرار حكيم بنشماش، الأمين العام للحزب، على عدم شرعية اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام الرابع للحزب، فيما يصر التيار المعارض له على مواصلة اللجنة التحضيرية أعمالها والإعداد لمؤتمر الحزب في وقته المحدد. وفي تطور جديد، أعلن بنشماش في بيان صادر عن اجتماع لـ«المكتب الفيدرالي» للحزب أول من أمس، عزمه على اللجوء إلى القضاء للطعن في شرعية اللجنة التحضيرية للمؤتمر، والمطالبة بإيقافها، كما توعد بإصدار إجراءات تأديبية وقرارات طرد في حق خصومه.
وأشار البيان إلى أن اجتماع «المكتب الفيدرالي»، وهو هيئة وسطية بين المجلس الوطني (برلمان الحزب) والمكتب السياسي للحزب (الهيئة التنفيذية)، والتي يسيطر عليها بنشماش عقب سحب تفويض رئاستها من خصمه محمد الحموتي وطرده في وقت سابق الأعضاء الموالين له، صادق خلال اجتماعه على التوصيات التي رفعتها لجنة التحكيم والأخلاقيات بخصوص انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع لحزب، وهي النقطة التي أفاضت الكأس في الصراع الداخلي للحزب.
يذكر أن تقرير لجنة التحكيم والأخلاقيات التي تضم 7 أعضاء بالإضافة إلى رئيس اللجنة، جاء ملائماً لطرح الأمين العام للحزب. وأشار التقرير إلى أن اللجنة اتخذت قراراتها على أساس المعطيات التي وفرها الأمين العام للحزب، بما في ذلك شريط الفيديو الكامل لأعمال اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر، والذي انفجر فيه النزاع بين الطرفين.
وفي المقابل؛ أشار تقرير اللجنة إلى أنها لم تتوصل بالمعطيات التي طلبتها من فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، وأحد خصوم بنشماش الألداء. وأوضح التقرير أن المنصوري طلبت مهلة، وأن اللجنة أجلت اجتماعها لأجل ذلك إلى منتصف الشهر الحالي، غير أنها ما زالت تنتظر. وأشار تقرير اللجنة في هذا الصدد إلى «تحفظ اللجنة بخصوص ملاءمة لائحة أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع مع مقتضيات النظام الداخلي، وتأجل البت فيها إلى حين توصلها بالمعطيات وتقارير اجتماعات المجلس الوطني التي طلبتها من رئيسته».
وعن رأيها في سير أشغال اجتماع اللجنة التحضيرية الذي انفجر فيه الخلاف بين الطرفين، يقول التقرير إن لجنة التحكيم والأخلاقيات، من خلال اطلاعها على شريط الفيديو «رصدت الكثير من الخروقات والتجاوزات التنظيمية والقانونية والأخلاقية التي شابت أشغال الاجتماع والتي تتجاوز الحدود المسموح بها في الصراعات السياسية، حيث سجلت محاولة اعتداء جسدي على سيدة، والتشابك بالأيدي، وتهجم سيدة على برلماني. وستعود اللجنة إلى هذه الوقائع وكل ما هو مشين في هذا الاجتماع بمجرد استكمال الإجراءات القانونية المتاحة في أنظمة الحزب». وأضاف التقرير أن اللجنة خلصت إلى «انتفاء الشروط الموضوعية والسليمة (خلال الاجتماع) لإجراء عملية انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية، حيث تميز الاجتماع بغلبة الفوضى على الانضباط، والصراخ على الهدوء والانفعالات المبالغ فيها على الإنصات، مما يعد مناقضاً لمبادئ الحزب والأهداف التي يسعى لتحقيقها مجتمعياً». كما أشار التقرير إلى «عدم فسح المجال لكل راغب في الترشيح (لرئاسة اللجنة التحضيرية) لتقديم ترشيحه».
وتضمن التقرير أسماء عدد من رموز المعارضين للأمين العام، ومنهم سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وعبد اللطيف وهبي ومحمد الحموتي ومحمد صلوح، والذين أشار تقرير لجنة التحكيم إلى اعتلائهم منصة القاعة، ومتابعة تسيير الأشغال بعد إعلان الأمين العام عن رفع الجلسة.
وبناء على تقرير لجنة التحكيم، قرر المكتب الفيدرالي «طرد كل من ثبت تورطهم في الإساءة لشرف وكرامة المناضلات والمناضلين، مع حفظ حقوقهم في اتخاذ جميع الإجراءات التي يسمح بها القانون من أجل الدفاع عن حقوقهم وصون كرامتهم. وسيتم تبليغ المعنيين بقرارات الطرد بالطرق القانونية... واتخاذ القرارات التأديبية المناسبة بشأن التجاوزات التنظيمية والقانونية والأخلاقية التي رصدتها لجنة التحكيم والأخلاقيات، ومن بينها الحالات المرتبطة بعدم أهلية جميع من اعتلى منصة القاعة، واستمر في متابعة تسيير أشغال الاجتماع».
ورفض القيادي عبد اللطيف وهبي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، التعليق على قرارات المكتب الفيدرالي للحزب، واكتفى بالإشارة إلى أن بيانه جاء مضطرباً وأنه لم يفهم منه شيئاً. وبخصوص الإجراءات التأديبية وقرارات الطرد المعلن عنها، قال وهبي إنه يفضل انتظار نشر لائحة المطرودين للتعليق عليها.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.